جدَّد بشار الأسد في زيارته للعاصمة الروسية موسكو، عدم سلطته على الروس في سوريا، مؤكداً استمرار تواجد القواعد الروسية إلى أجلٍ غير مسمىً (الأبد)، وهو ما اعتبره المحامي عبد الناصر حوشان، إعلان تحالفه مع فلاديمير بوتين في حربه ضد النازية الغربية.
وقال عضو هيئة القانونيين السورين “حوشان” في تصريح خاص لشبكة “آرام”: إنَّ بشار الأسد من خلال حديثه مع بوتين في موسكو أعلن الحرب على “النازية الجديدة” التي يقودها الغرب ضد روسيا (حسب زعم الأسد)، مؤكداً تحالفه مع بوتين في حربه ضد هذه النازية.
وبالتالي الأسد، وضع نفسه تحت تصرف بوتين، وعرض الأراضي السورية تحت تصرّف الجيش الروسي في هذه الحرب معتمداً مقاربة وجوب وجود عالم متعدّد الأقطاب، حسب “حوشان”، مضيفاً: “الأسد أدخل سوريا في حلبة الصراع الغربي – الروسي في أوكرانيا”.
القوات الروسية “غازية”
ومن الناحية القانونية، فإنَّ القوات الروسية في سوريا، هي “قوات غازية ووجودها يعد انتهاكاً للقانون الدولي”، لأنَّه تدخل غير مشروع في نزاع داخلي، وهو مخالفة للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة. حسب المحامي.
ويشير “حوشان” إلى أنَّ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عرَّفت العدوان، وبيّنت الأفعال التي تعتبر من قبيل العدوان، ومنها إرسال المرتزقة أو نشر قوات عسكرية نظامية أو استخدام الأراضي في الاعتداء على دولة ثالثة وتقديم الأسلحة، مضيفاً: “كل الأعمال الروسية في سوريا ينطبق عليها وصف العدوان”.
شرعنة الاحتلال الروسي
وفي مقابلته مع وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، اعتبر بشار الأسد أنَّ الوجود الروسي في سوريا “مرتبط بتوازن القوى في العالم”، وليس مرتبطاً بموضوع مكافحة الإرهاب فقط، لأنَّ مكافحة الإرهاب أمر مؤقت، ولا يمكن للوجود العسكري الروسي في أيّ دولة أن يُبنى على شيء مؤقت، معتقداً بأنَّ توسيع الوجود الروسي في سوريا هو “شيء جيّد يخدم هذه الفكرة”.
وعن هذا ترى السياسية السورية – الأمريكية، مرح البقاعي، أنَّه بناءً على قول الأسد بأنَّ الوجود الروسي في سوريا، له أهمية بالنسبة لتوازن القوى العالمي، “لا بدَّ إذاً من بقاء القوات الأميركية لضرورة اكتمال مشهد التوازن الدولي على الأرض السورية”. حسب تغريدتها على تويتر.
الأسد يبيع سوريا
عضو “اللجنة الدستورية” المحامي أدوار حشوة، اعتبر زيارة بشار لموسكو، أنَّها لتأنيب بوتين للأسد وليس لطلب قواعد إضافية ولا للموافقة على بقاء دائم، فهناك أمر روسي لم ينفذ ويتعارض مع الاستراتيجية الروسية في السعي لإبعاد تركيا عن أمريكا، والسعي إلى نجاح أردوغان في الانتخابات.
وقال “حشوة” في منشور على صفحته في فيسبوك، الجمعة: إنَّ النظام في جميع النقاط الخلافية مع الوجود الروسي يدَّعي الرفض الإيراني للهرب من تنفيذ بعض المطالب، فإيران موافقة وتدعم الوساطة الروسية، فبدى الاعتراض عليها تمرداً من الأسد وحده ما يحتاج لتأنيب عنيف في موسكو.
ويرى المحامي، أنَّ بشار الأسد في تصريحه بعد اللقاء “ابتلع التأنيب”، واستدعى أن يذهب في ادعاء الولاء للروس عن قبوله بوجود دائم للجيش الروس، وزيادة على ذلك منحه قواعد جديدة، وفوق كل ذلك اعتبار سوريا حليفة للروس وورقة من أوراق روسيا في حربها مع الغرب.
ويؤكد “حشوة” أنَّ ادعاء السيادة وضرورة انسحاب الأتراك قبل اللقاء مع أردوغان يتعارض مع بيع المزيد من القواعد وتحصينها بالوجود الشرعي الدائم أيّ كجزء من سيادة روسية خالدة، وفي التحليل السياسي هو لاستعادة ثقة مفقودة اقتضت تأنيباً.
ويعتقد أنَّ الأسد سيذهب للقاء أردوغان بدون انسحاب أو شروط مسبقة أو لاحقة، لأنَّ الأسد ليس حراً في قراراته التي تخضع في كل أمر إلى فيتو الشبكة الحاكمة التي ورثته وقادرة في أي وقت أن تورث غيره وكما يقال في الداخل السوري (الشبكة العسكرية الطائفية تطيع الأسد ما أطاعها).
هذا الولاء الواسع للروس إلى حد البقاء الدائم لجيش يقبع فوق سيادة سوريا، يعكس وجود خلاف حاد، لعل وعسى يطمئن بوتين!، ومن بيع الجولان لإسرائيل إلى بيع سوريا لروسيا وإيران، يعكس عمق أزمة الشعب مع كرسي لا يجيد غير البيع لسوريا وسيادتها، وقد يبيع الشبكة غداً من أجل كرسي أو تبيعه!. وفقاً للمحامي “حشوة”.
يذكر أنَّ بشار الأسد وصل موسكو يوم 14 الشهر الجاري، وأجرى مقابلات منفصلة مع وسائل إعلام روسية، أظهر نفسه بأنّه تخلص من تبعات لقاءاته السابقة مع بوتين سواء في روسيا أو سوريا وهي التي كان يتلقى خلالها الإهانات من الروس، قائلاً: إنَّ زيارته الحالية سياسية “تختلف عن اللقاءات السابقة” التي وصفها بلقاءات عمل.
وأقرّ بشار الأسد أنَّ عناصر ميليشياته المرتزقة في صفوف قوات بوتين التي تغزو أوكرانيا، لا تأخذ إذنه في الأمر وإنّما تتواصل بشكل مباشر مع القوات الروسية دون أن يعلم.
المصدر: آرام