عادت طوابير السوريين أمام الأفران بالتوازي مع ارتفاع أسعار الخبز في السوق السوداء، بعدما امتصت السوق مساعدات بعض الدول من القمح، وأهمها من الإمارات وإيران والعراق عبر قوافل “الحشد الشعبي” عبر الحدود البرية، كما تؤكد مصادر من دمشق لـ”العربي الجديد”.
وتبيّن المصادر الخاصة ارتفاع سعر كيلو خبز الصمون في دمشق، اليوم الأحد، إلى 9 آلاف ليرة سورية (الدولار 7500 ليرة) متوقعة استمرار ارتفاع السعر ليتعدى 10 آلاف ليرة خلال شهر رمضان المقبل، رغم أن السعر الرسمي 4900 ليرة، مضيفة أن سعر كيلو الخبز السياحي في دمشق وصل إلى 8 آلاف ليرة، في حين أن سعره الرسمي 3200 ليرة.
ويصل سعر ربطة الخبز أمام الأفران إلى نحو 2000 ليرة، في حين أن السعر الرسمي، بعد إضافة 50 ليرة لصالح المعتمد، يبلغ 300 ليرة سورية، وتبلغ زنة الربطة نحو 1000 غرام.
وكان مدير المؤسسة العامة للحبوب، عبد اللطيف الأمين، قد أكد أنه لم يلحق أي ضرر بصوامع الحبوب نتيجة الزلزال الذي ضرب محافظات حلب وحماة واللاذقية، ولا تزال تعمل بطاقتها التخزينية المعتادة، كما أكد، خلال تصريح سابق لجريدة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم بسورية، وصول كميات من القمح ضمن قوافل الإغاثة المرسلة من العراق، وجرى تسليمها مباشرة للجان الإغاثة في المحافظات وليس للمؤسسة.
وأضاف مدير مؤسسة الحبوب التابعة لنظام بشار الأسد أنه جرى “أخيراً” استلام 500 ألف طن من العقد الموقع لاستيراد مليون طن قمح مع روسيا، فيما سيجرى استكمال استلام الكميات المتبقية تباعاً، مطمئناً بأن واقع المخزونات جيد مع استمرار الاستيراد.
وتعاني سورية من أزمة قمح “مستمرة” بحسب المهندس الزراعي يحيى تناري، الذي يؤكد لـ”العربي الجديد” أن كمية القمح في الموسم السابق، بعموم سورية، لم تزد عن 1.7 مليون طن، في حين أن متوسط الإنتاج قبل عام 2011 كان نحو 3 ملايين طن.
وحول حاجة سورية، يضيف تناري أن استهلاك سورية قبل حرب الأسد على الثورة، كانت بنحو 3.5 ملايين طن، تراجعت إلى نحو 3 ملايين طن، مقدراً حاجة الاستيراد سنوياً بنحو مليون طن، الأمر الذي يبقي سورية في أزمة خبز، خاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط من العام الماضي.
بدوره، يؤكد مدير مؤسسة الحبوب في المعارضة السورية حسان محمد، لـ”العربي الجديد”، أن المساعدات التي جاءت للنظام، من العراق وإيران، كانت قليلة، “لكن الإعلام ضخمها” وقد وُضعت في صوامع الدولة ولم توزع على الأسر المتضررة كما روّج النظام، مشيراً إلى أن العراق وإيران بلدان مستوردان للقمح، مرجحاً أن القمح روسي دُفع ثمنه من مليشيا الحشد الشعبي العراقي.
وفي حين يؤكد محمد معاناة نظام الأسد من قلة القمح والطحين واستمرار فوضى الأسعار في مناطق سيطرته، يبيّن عدم وجود أزمة خبز أو طحين في المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد شمال غربي سورية، وأن ربطة الخبز(1.2 كلغ) تباع في الأفران التابعة للحكومة بنحو ليرتين تركيتين وتباع في الأفران الخاصة بنحو ثماني ليرات. كاشفاً أن الخبز والطحين في المناطق المحررة “مدعومان من صندوق الائتمان لإعادة الإعمار ومنظمة آفاد التركية”.
ويضيف مدير المؤسسة أن الموسم المقبل “لم يزل غير واضح” ومرتبط بكمية الأمطار التي ستهطل خلال شهري مارس/ آذار وإبريل/ نيسان، “لكنا زرعنا جميع الأراضي في المناطق المحررة، ونتوقع موسماً أفضل من السابق البالغ 200 ألف طن”.
وكانت مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في حكومة الأسد، نازك العلي، قد أكدت الانتهاء من عملية زراعة محصولي القمح والشعير في كل المحافظات، مشيرة إلى أن المساحات المزروعة بالقمح لهذا الموسم بلغت 1249584 هكتاراً.
المصدر: العربي الجديد