أطل علينا عيد الفطر المبارك، كل عام وأنتم جميعا بخير، وأبناءكم، وأحفادكم. وأحباءكم.
أدعو الله أن يكتبكم جميعا من الذين أنعم عليهم، بقبول صيامهم وقيامهم وصالح أعمالهم،
وممن أخرجهم من رمضان مغفورا لهم، فكانوا ذلك من الفائزين.
وأدعو الله بهذه المناسبة المباركة أن يمن علينا، وعلى جميع عباده، برفع بلاء الوباء الفيروسي، وكل بلاء، وأن يعيننا ويعين أهلينا وأوطاننا على البلاء الذي ما زالوا يعانون منه منذ سنوات طويلة.
عيد الفطر عيد المسلمين جميعا، وهو منحة من رب العالمين لنا حتى نفرح بأن منَ علينا برمضان وموسمه وخيره، وحتى نظهر لله وللناس الولاء والتضامن والتعاون في مواجهة ما نمر به من محن.
وبهذه المناسبة قلوبنا مع أهلنا المهجرين والنازحين، ومع أحبائنا المغيبين في السجون. قلوبنا مع اليتامى والأيامى الذين فقدوا أهليهم بفعل أنظمة القتل والدمار القائمة في سوريا وفي غير سوريا، والتي تعتاش على الفساد والقهر والطائفية. ودعاؤنا للشهداء الذين سقطوا بفعل جرائم هذه الأنظمة.
قلوبنا مع أهلنا في فلسطين الذين يتطلعون في كل اتجاه علَهم يرون نصيرا لهم، فلا يكادون يرون أحدا، وقد تركوا لوحدهم يواجهون عتو التحالف الصهيوني الأمريكي، وخنوع النظام الدولي والعربي.
قلوبنا مع أمتنا العربية، التي تكشف لها بشكل صارخ أن الصهينة ليست وباء غربيا عشعش في تلك الدول والمجتمعات، وإنما هو قد غزا أكثر من مجتمع عربي، فباتت فيه أصوات تنافس العدو الصهيوني حقدا وضراوة على أمتنا وعروبتنا وقدسنا ومقدساتنا، وظهر أن حقد هؤلاء على رموز تاريخنا، وأعلام أمتنا، ومنجزاتها، وعلى تاريخها المجيد، لا يشابهه حقد ولا يقاربه غل.
قلوبنا في هذا العيد المبارك مع الانسانية جميعا التي فجعت بنظام دولي خرب، قد أبتلي بقادة وزعماء لا يقيمون وزنا لأمن العالم ولا لسلامته، ولا يفقهون شيئا يتصل بالإنسانية والقيم الانسانية، وهم يدفعون العالم دفعا نحو هاوية من الفوضى قد لا يعرف لها قرار.
نحن المسلمين نحتفل بالعيد المبارك، ويهنئ بعضنا بعضا بهذه المناسبة المباركة، ونغتنمها فرصة كل نضرع إلى الله، أن يفتح لنا وللإنسانية جميعا بابا نخرج منه جميعا مما نحن فيه، إنه هو السميع العليم.