يواصل النشطاء في السويداء جنوب سورية، احتجاجاتهم ووقفاتهم الصامتة، للأسبوع السابع على التوالي، مطالبين بالتغيير السلمي وطرد ما أسموها بالاحتلالات لمناطقهم من قبل الدول الداعمة للنظام.
ونظمت وقفة صامتة اليوم الاثنين، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، وسط انتشار أمني وتواجد كثيف لعناصر تتبع حزب البعث الموالي للنظام السوري بنفس المكان.
وقال الناشط المدني منيف رشيد قال لـ”العربي الجديد”، إن “الاحتجاجات ستتواصل كل يوم اثنين للتعبير عن المطالب السياسية المتمثلة في التغيير السلمي للسلطة وتنفيذ القرارات الأممية وأبرزها القرار2254″، مشيراً إلى نجاح وقفاتهم الصامتة في جذب أعداد ووجوه جديدة معظمهم من الشباب، وهو ما عده بمثابة مؤشر مهم “يزيدهم تصميماً على الثبات في الساحة، وإنجاح لهذا الحراك على الرغم من احتشاد معاكس لحزب البعث وشبيحة النظام، وانتشار أمني علني كرسالة واضحة (أنكم محاصرون ولن ندعكم تحتلون الساحة)”.
ولفت رشيد إلى طغيان الحضور النسوي على وقفة اليوم.
في المقابل، تواجد عدد من البعثيين والشبيحة، حاملين صورة صغيرة لرئيس النظام، وعددا من اللافتات المطالبة بفك الحصار الاقتصادي عن سورية، قبل أن ينسحب بعضهم من المكان، مع بقاء ما لا يتجاوز الـ50 منهم، دون أن يفتعلوا أي احتكاك.
وكان لافتًا في وقفة اليوم الانتشار الأمني في بهو مبنى البلدية المواجه للاعتصام، ووجود ضباط من الشرطة برتب “عميد” بشكل واضح يوجهون العناصر والبعثيين لاحتلال المكان الذي يقف فيه المعتصمون. فيما كان واضحاً للعابرين تراجع أعداد البعثيين وتزايد أعداد الأمن والشبيحة.
ووجهت لجنة تنظيم الاعتصام دعوة يوم أمس إلى المواطنين، للمشاركة في الوقفة، تحت عنوان “نرفض بيع الوطن مقابل النفط” في إشارة إلى حاملات النفط القادمة من إيران.
وقال سامي زين الدين باسم الحراك في رسالة وجهها لكل السوريين: “يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا، ونلتقي حينَ ندخل محراب الحريةِ والمواطنة سوريين سواسية أمام حقوقنا وواجباتنا، أمام العدالة والكرامة، وأمام واقعِنا المرير ومصيرنا المنشود. نحن هنا نقف بثبات وإصرار لاستعادة قراِرنا في حياتنا ومستقبلنا، في وطننا وثرواته، في التغيير والبناء”.
وتابع: “نقف واضحين أكثر من ذي قبل، حاسمين أكثر من ذي قبل… ضدَّ الاستبداد بكل أشكاله ومفاهيمه، ضدَّ الفساد من أعلى هرمه حتى قاعدته، ضد التوريث في السياسة والدين، ضد الدولة البوليسية وحكم العسكر، ضد الفكر الواحد والحزب الواحد وادعاء امتلاك الحقيقة، وتوزيع شهادات الوطنية، ضد التخوين والتهجير والاعتقال التعسفي ومصادرة حرية التعبير، نقف لأجل وطن مستقل من كل الاحتلالات والوصايات، حرٍّ بلا تسويات وبلا مساومات وبلا إملاءات خارجية، نقف لأجل نظام حكمٍ ديمقراطي وتداولٍ سلميٍّ للسلطة والاحتكام لصناديق الاقتراع، ولمحاسبةِ أمراء الحرب والفساد”.
وفي رسالة مسجلة، قال جمال الشريطي الناشط السياسي لموقع “السويداء 24″، إن الاعتصام السلمي مستمر لحين تحقيق مطالب المحتجين، مطالب كل السوريين وعلى رأسها القرار 2254. وأكد أن التغيير لن يحصل إلا على يد الشعب السوري، بعدما تخلت عن قضيته كل دول العالم وتاجرت حتى بالقرارات الدولية.
إلى ذلك، قال أحد الموظفين الذين حضروا مع البعثيين لـ”العربي الجديد”: “لدي طفلتان تحتاجان للحليب والرعاية، ولولاهما لكنت أقف في الصف الآخر مع المعتصمين”.
المصدر: العربي الجديد