في 16 كانون الثاني/ يناير كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية معلومات عن سرقة الجيش الروسي لمعروضات من المتاحف الأوكرانية في الأراضي الأوكرانية المحتلة مؤقتاً التي قد يكون حجمها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، حينئذ سرق النازيون الألمان تحفاً وقطعاً ثمينة من أوروبا ونقلوها إلى ألمانيا، بحسب خبراء الفن الدوليين.
خلال فترة العدوان الروسي نهب أفراد الجيش الروسي 30 متحفاً واقعاً في ماريوبول وميليتوبول وخيرسون وغيرها من المدن الأوكرانية الأخرى. إن الغرض من ذلك ليس فقط دوافع مادية بل أيضاً حرمان أوكرانيا من تراثها الثقافي وهويتها الأوكرانية. تنهب روسيا معروضات المتاحف التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
إن سرقة مقتنيات المتاحف الثمينة من قبل المحتلين الروس أمر منظم ومنهجي إذ تجري بتوجيه من المتخصصين الروس في تاريخ الفن. على سبيل المثال، من المعروف أن سرقة اللوحات من متحف خيرسون للفنون أشرف عليها ما يسمى بمديرة المتحف ناتاليا ديسياتوفا التي عينها الروس.
صادرت روسيا بشكل غير قانوني عشرات الآلاف من المعروضات من المتاحف في الأراضي المحتلة الأوكرانية، بما في ذلك مجموعات من الذهب السكوثي القديم. في خيرسون وحدها سرق المحتلون الروس أكثر من 15 ألف قطعة فنية وقطعاً من التراث التاريخي لا تقدر بثمن، منها: اللوحات والكتب والتماثيل البرونزية والعملات المعدنية والسيراميك والمجوهرات، وكذلك لوحات إيفان إيفازوفسكي وأليكسي شيفكونينكو وميكولا بيمونينكو وأوغست فون باير، وأيقونات قيمة منها “القديس جرجس مع الرسولين القديسين بطرس وبولس” و”العذراء تهدئ أحزاني” وغيرها.
سرق مؤرخو الفن الروس الذين جاؤوا مع الجنود الروس القطع الذهبية من العصر السكوثي التي صنعت منذ 2300 عام من متحف الفنون في مدينة ميليتوبول.
ويدل كل ذلك على أن نهب المتاحف الأوكرانية على نطاق واسع ليست مبادرة من بعض الجنود الروس بل إنه عملية نهب أقرها الكرملين. وحتى الفهرس الإلكتروني للوحات سُرق من متحف خيرسون للفنون.
تؤكد روسيا تصنيفها كدولة إجرامية تستحق فرض أشد العقوبات الممكنة. ويجب ألا يفلت من المحكمة الجنائية الدولية المسؤولون عن سرقة التراث الثقافي الأوكراني.
المصدر: الخارجية الاوكرانية