لا شك بأهمية وخطورة هذا التطور الخاص بالموقف الأمريكي من نظام الأسد، ومن شخصه.
ومع هذه الأهمية يجب استحضار أن الوثوق بالموقف الأمريكي، أمر غير جائز لأن التجربة في كل الميادين تثبت أم الأمريكيين لا يمكن الوثوق بهم، وغنهم على مدى عمر الثورة السورية كانوا داعمين لبقاء نظام الأسد. وكانت مطالباتهم واجراءاتهم تستهدف “تقويم” هذا النظام وليس اسقاطه.
العرض المقدم يغض الطرف عن الموقف الاسرائيلي من نظام الأسد وهو موقف مؤثر جدا في الموقف الأمريكي، وفي تطورات هذا الموقف.
أشار هذا العرض إلى أن المطلوب الأمريكي والغربي قد يستهدف مزيدا من التفكيك والتدمير لسوريا، وهذه حقيقة يجب دائما أخذها بعين الاعتبار، ويعزز ذلك هذا الدعم الذي نراه للانفصالية الكردية في سوريا.
كذلك يجب الانتباه إلى أن جهات عديدة تعد مخرجا للأسد من النافذة الاسرائيلية، من خلال فتح الباب لهذا النظام للانخراط علنا وبشكل مباشر بعلاقات واعتراف وتطبيع على منوال “الاتفاقات الابراهيمية”.
يبقى من المهم على مثل العرض المقدم لمسار نظام الأسد على ضوء القانون الأمريكي الجديد أن ندخل كلا من الموقف الإيراني، والموقف الروسي، وكلا الموقفين مرتبط برؤية ومشاريع دولية تختلف عن الرؤية والمشروع الأمريكي، مما يرجح أن يكون المخارج لهذا الوضع المعقد “مخرج خلبي”، أي مخرج وهمي، يقوم على انقلاب قصر، يخرج الأسد من الصورة، ويبقي نظامه، حتى يستكمل وظيفته، ويحقق للدول المتصارعة في سوريا، استراتيجياتها ومصالحها المختلفة.
هذه المؤشرات والاحتمالات تجعل من الخطأ الاستبشار بتغير حقيقي في المشهد السوري اعتمادا على الموقف الأمريكي لوحده، أو اعتمادا على الموقف الغربي لوحده.