أنطاكيا – «القدس العربي»: كشفت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، عن هجرة أكثر من 200 ألف فلسطيني من سوريا، منذ اندلاع الثورة السورية في العام 2011، مؤكدة وفاة 89 منهم على طريق الهجرة. وفي رسالة بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، دعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والجهات الرسمية والفصائل الفلسطينية ووكالة “الأونروا” بشكل خاص إلى وضع حد لمأساة اللاجئين الفلسطينيين السوريين.
وحثت المجموعة على إيجاد حل جذري لمعاناة فلسطينيي سوريا الناجمة عن اندلاع الصراع الدائر، الذي أثر بشكل سلبي على كافة مستويات حياتهم المعيشية والاقتصادية والقانونية، وأدى لوقوع أكثر من 4 آلاف ضحية واعتقال نحو 3076 لاجئاً فلسطينياً وتشريد ونزوح الآلاف منهم.
وأكدت أن أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني هاجر خارج سوريا من أصل 650 ألفاً كانوا يعيشون داخلها قبل اندلاع الحرب فيها، وحوالي 430 ألفاً بقوا داخل سوريا، مشيرة إلى أن أكثر من 60 في المئة منهم نزحوا لمرة واحدة على الأقل. وحسب المجموعة وصل حوالي 130 ألف لاجئ فلسطيني سوري إلى أوروبا حتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، مشيرة إلى أن العدد الكلي للاجئين الفلسطينيين السوريين الذين قضوا حتى اليوم، بلغ 4147 ضحية، وذلك لأسباب مباشرة كالقصف والاشتباكات والتعذيب في المعتقلات والتفجيرات والحصار، وأسباب غير مباشرة كالغرق أثناء محاولات الوصول إلى أوروبا.
ووصف منسق تجمع “مصير” المحامي الفلسطيني أيمن أبو هاشم، في حديثه لـ”القدس العربي” وضع الفلسطينيين في سوريا بـ”المأساوي”، قائلاً: “تعرضت المخيمات الفلسطينية في سوريا للانتقام من جانب النظام، بسبب تضامن غالبية سكان المخيمات مع تطلعات الشعب السوري”. وقال أبو هاشم وهو أحد الفلسطينيين الذين غادروا سوريا، إن المخيمات الفلسطينية في سوريا افتقدت إلى الحماية وشبكات الأمان، بسبب غياب منظومة الفصائل عن حماية المخيمات، مستدركاً: “ما جرى هو العكس حيث شاركت فصائل فلسطينية محددة في استهداف المخيمات، وهي الفصائل التي انحازت للنظام السوري”.
ووفق أبو هاشم، فإن بعض الفصائل المحسوبة على الفلسطينيين شاركت في حصار مخيم اليرموك الذي يعد من أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، والأمر ذاته تكرر في مخيم درعا، عندما شاركت فصائل في استهداف وحصار المخيم، بهدف إخراج فصائل تابعة للمعارضة منه.
وقال المحامي الفلسطيني إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا كانوا ولا زالوا بدون حماية، وحتى فصائل “منظمة التحرير” التي دعت في بدايات الثورة السورية إلى تحييد المخيمات، انتقلت إلى الموقف الأقرب من النظام في وقت لاحق.
مصادر فلسطينية أكدت لـ”القدس العربي” أن غالبية الفلسطينيين الذين اضطروا للهجرة من سوريا هم من سكان مخيم اليرموك، حيث تقدر أعدادهم بما يزيد عن 100 ألف لاجئ فلسطيني. وهو ما يؤكده أبو هاشم، قائلاً: إن “المخيم يعد من أكبر المخيمات، وبالفعل هاجر معظم سكانه نتيجة الدمار الواسع الذي أصاب بنية المخيم وكذلك الحصار”.
ويرى أن كل ذلك جرى في ظل غياب المواقف الفلسطينية الرسمية، وحتى المنظمات الدولية، وقال: “على سبيل المثال لا زالت “الأونروا” تتعامل بانتقائية مع اللاجئين السوريين، حيث تقدم المساعدات للفلسطينيين في مناطق سيطرة النظام، بدون أن تُقدم ذلك للفلسطينيين في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة”. وكانت مجموعة العمل قد أكدت في تشرين الأول/أكتوبر 2022، مقتل أكثر من 600 فلسطيني تحت التعذيب بعد اعتقالهم في الفروع الأمنية التابعة للنظام السوري، مبينة أن نحو 638 شخصاً لقوا حتفهم على يد عناصر الأمن التابعة للنظام بعد تعرّضهم للتعذيب الممنهج والوحشي، وذلك في الفترة الواقعة ما بين شهر آذار/مارس من عام 2011 وحتى شهر تشرين الأول من العام الحالي.
المصدر: القدس العربي