تواصل الصحف العبرية الاهتمام الكبير بالحديث عن تداعيات اتفاق النووي المتبلور بين إيران والولايات المتحدة ومعها أوروبا، حيث لم تتستر على حالة الإحباط المتفشية في تل أبيب من موقف دول الخليج حيال هذا الاتفاق.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في افتتاحيتها أمس، التي كتبها يوئيل جوجنسكي، أن “إسرائيل ترفع الصوت حيال الاتفاق النووي المتبلور مع إيران، بينما تبقى الدول العربية في الظل”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل ودول الخليج ترى في إيران التحدي الخارجي والمركزي الذي يقف أمامها، ولكن بينما إسرائيل تتعاطى مع التحدي الإيراني كلعبة مبلغها الصفر، النهج العربي يتميز بثنائية بنيوية”.
ونوهت إلى أن “العديد من الدول العربية تفهم أنه ليس بوسعها التصدي لإيران وحدها، ولهذا تعمل بتعاون هادئ مع تل أبيب، من أجل لجم طهران، وبالتوازي تسعى لأن تبقي على علاقات سليمة مع إيران بهدف بلورة تفاهمات تقلص خطر المواجهة”.
وأضافت الصحيفة: “مصر والأردن، وإن كانتا قلقتين من تعاظم النفوذ الإقليمي الإيراني، فإنهما تتحدثان ضدها في أوقات بعيدة، وتفعلان ذلك بسبب مصالحهما الاقتصادية والحاجة لإبداء التضامن مع دول الخليج الغنية”.
ولفتت إلى أن “دول الخليج تدرك أن اجتثاث برنامج النووي الإيراني، بحاجة لعمل عسكري سيؤدي إلى رد فعل إيراني حاد في أراضيها”.
وبحسب مزاعم “يديعوت”، فإن بعض الشخصيات في الخليج قالت لها في “جلسات مغلقة”: “توجد لدى إسرائيل قدرة للدفاع عن نفسها، أما نحن فلا”.
ولفتت إلى أن دول الخليج “لا ترى بعين الخير رفع العقوبات عن إيران كجزء من الاتفاق، وتخشى من أن توجه هذه الأموال لتعميق عمل إيران الإقليمي، وإن كان بعضها، مثل الإمارات، سيتمتع بتعميق التجارة مع إيران، والاتفاق المتبلور يعبر بالنسبة لها ليس فقط عن تعاظم قوة إيران، بل عن ضعف أمريكي، ورغم ذلك، فإنها لا تنتقد الاتفاق علنا خشية أن يمس ذلك بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، كما أنها تفهم أن قدرتها على التأثير على الاتفاق محدودة، وهي لا تريد أن تخاطر “برزمة التعويضات” التي ستتلقاها، بشكل وسائل قتالية متطورة”.
ورأت الصحيفة، أن “هذه الدول تفضل ترك إسرائيل كي تقوم “بالعمل الأسود”، ومعقول أن يتم التنسيق فيما بينهم في هذا الموضوع.. غير أنه بينما تضع إسرائيل في رأس جدول الأولويات ضرورة وقف الساعة النووية، فإن هذه الدول قلقة أساسا من تدخل إيران، في العراق ولبنان وسوريا واليمن وأفغانستان، ومن تهديد المسيرات والصواريخ الجوالة”.
وزعمت أن “دول الخليج في اليوم التالي للتوقيع على الاتفاق، ستحتاج لإسرائيل أكثر، فالارتباط (الهادئ) مع إسرائيل يساهم في الأمن القومي وصورة هذه الدول، لكن الأمر على خلفية المكانة الإقليمية الجديدة التي ستتلقاها إيران، فمن شأن هذه الدول أن تجد صعوبة في تبرير العلاقات مع إسرائيل خشية أن تتضرر منها”.
وتابعت: “دول الخليج ترى في إيران الرابح الأكبر من الاتفاق، وفي نظرها إيران لن تتلقى فقط الشرعية لكي تواصل، ضمن قيود معينة، نشاطها النووي، بل إنها ستتمتع بحصانة لا بأس بها لمواصلة العمل في الشرق الأوسط كما تشاء”، منوهة إلى أنه “بعد الاتفاق مع إيران فسيكون من الصعب تشخيص معسكرات واضحة في الشرق الأوسط، والدول العربية ستواصل اعتبار إيران تهديدا وبالتوازي تقيم معها علاقات، بالنسبة لها لا تناقض في ذلك، حتى وإن لم ينسجم مع مصالح إسرائيل”.
المصدر: – عربي21