واصلت تركيا والفصائل الموالية لها تعزيز قواتها العسكرية على خطوط التماس مع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) استعداداً للعملية المرتقبة، التي من المتوقع أن تبدأ في عيد الأضحى.
ونفذت طائرة مُسيَّرة تركية، أمس الأحد، غارة جوية على موقع لـ«قسد»، كما استهدف الطيران التركي موقعاً آخر لقوات النظام السوري في منطقة تل رفعت شمال حلب، أسفرت عن خسائر مادية.
وقال نشطاء في شمال حلب، إن طائرة مُسيَّرة تركية من طراز «بيرقدار» استهدفت في ساعة متأخرة من ليلة السبت- الأحد، موقعاً عسكرياً لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في منطقة تل عيشة، بالقرب من منطقة تل رفعت شمال غربي حلب، وأسفرت الغارة عن إصابة 6 من عناصرها بجروح، وأعقبتها اشتباكات عنيفة وقصف بري على طول خطوط التماس في منطقة تل رفعت، وصولاً إلى منطقة الكريدية القريبة من مدينة الباب شمال شرقي حلب، بينما ركزت القوات التركية القصف المدفعي والصاروخي على مواقع عسكرية لـ«قسد» في مناطق وقرى أم عدسة وأم جلود وباك ويران والصيادة بريف منبج، شمال شرقي حلب.
يأتي ذلك على وقع ارتفاع وتيرة تهديدات تركية ومن فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعومة من أنقرة، بشن عملية عسكرية مشتركة ضد «قسد»، وسط استنفار في القواعد العسكرية المنتشرة في شمال وشمال شرقي حلب، ووصول تعزيزات عسكرية ضخمة للقوات التركية تضم آليات عسكرية مصفحة، ومدافع ثقيلة ودبابات وعدداً كبيراً من الجنود، عبر منفذ باب السلامة شمال حلب، وانتشارها في المواقع العسكرية القريبة من منطقة تل رفعت ومناطق دابق ومارع شمال حلب، ووصول معدات عسكرية لوجستية، بالإضافة إلى أجهزة وأنظمة تشويش على الطيران، إلى المناطق الجنوبية من تركيا، وتمركزها بالقرب من الحدود السورية، استعداداً لبدء العملية العسكرية.
وأعلن مصدر عسكري في فصائل «المعارضة» الموالية لأنقرة، أن «كلاً من المجلس العسكري لمدينة منبج وتل رفعت المدعومين من تركيا، إضافة إلى كافة فصائل الجيش الوطني السوري والقوات التركية، باتت على أهبة الاستعداد والجاهزية القتالية العالية، وبانتظار ساعة الصفر للبدء بالعملية العسكرية، والهدف هو تحرير كل من مدينة تل رفعت ومنبج والقرى المجاورة لها، من (قسد) وقوات النظام السوري التي تحالفت معاً مؤخراً للتصدي للعملية العسكرية التركية».
وقال المصدر العسكري إن «تحالف قوات النظام السوري و(قوات سوريا الديمقراطية)، وانتشارها بشكل مشترك في مناطق تل رفعت وجوارها، لن يؤخر أو يلغي العملية العسكرية»، مشيراً إلى أن استهداف طائرة تركية صباح أمس موقعاً عسكرياً تابعاً لقوات النظام، وإصابة 2 من عناصرها، وسط مدينة تل رفعت، كان «بمثابة رسالة واضحة من تركيا، بأنه يتوجب على قوات النظام مغادرة المناطق التي حددتها القوات التركية هدفاً لعملياتها العسكرية المقبلة».
وأكد المصدر أن «لدى تركيا وفصائل المعارضة السورية إصراراً على تحرير وبسط تركيا نفوذها على المنطقة بشكل كامل وإنشاء منطقة آمنة، بالتعاون مع فصائل الجيش الوطني السوري، ما يسمح بعودة آلاف المدنيين من أبناء المناطق المهجرين، بفعل (قسد)، إلى ديارهم والعيش في مناطقهم بأمان وسلام».
في غضون ذلك، أجرى «الجيش الوطني السوري» استعراضاً عسكرياً على أطراف مدينة تل رفعت ومنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي؛ حيث انطلقت الأرتال العسكرية من طريق سجو– أعزاز في ريف حلب، وضمت مدافع ورشاشات وآليات ثقيلة ومدافع «هاون»، إضافة إلى عدد كبير من السيارات المصفحة وآلاف المقاتلين، في وقت شهدت فيه مواقع «قسد» القريبة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة والقوات التركية، وصول تعزيزات عسكرية جديدة، بينها أسلحة ثقيلة ومتوسطة وأعداد كبيرة من العناصر، استعداداً لمواجهة الأخيرة.
وقال مراقبون إن هناك إصراراً واضحاً من قبل تركيا والفصائل السورية الموالية لها بشن عملية عسكرية ضد «قسد» بشمال حلب. وبحسب المعطيات والحشود العسكرية الضخمة، فإن الهدف هو السيطرة على مناطق تل رفعت ومنبج بريف حلب، وإنشاء «منطقة آمنة»، وربما تنطلق العملية العسكرية التركية بعد عيد الأضحى بأيام قليلة، نظراً لإعلان تركيا والفصائل العسكرية السورية الموالية لها، إكمال جاهزيتها وانتشارها في مواقع الهجوم.
المصدر: الشرق الأوسط