رسالة لا تحتاج إلى أي إضافة، مكتفية بذاتها، فيها من وجع الشعب السوري، ومن مصادر هذا الوجع ما يفرض على كل سوري، بل على كل انسان أن يقرأها بتمعن، وأن يضع نفسه في المكان الملائم منها.
الكاتبة لا تعلن في هذه المقالة وقوفها إلى جانب الثورة السورية، أو ضد أدونيس الطائفي نصير القتلة الظلمة، وإنما هي تقف إلى جانب الانسان، وإلى جانب حق هذا الانسان في أن تكون الكلمة الحرة المسؤولة، كلمة عنه، وفيه.
صحيح أن جوهر حديثها وخطابها عن الانسان السوري الذي حاصرته آلة القتل الطائفية في نظام الأسد فجعلته بين لاجئ وغريق، ومشرد، ومفقود في سجون الطغيان، أو تكون عظامه قد تفتت وباتت رفاتا في المقابر الجماعية في محاولة بئسة لإخفاء تلك الجريمة المستمرة، لكن هذا الخطاب في عمقه يتعدى الحالة السورية، ليكون حديثا وخطابا عن الجريمة التي ترتكب بحق الانسان في كل مكان يرتكبها القتلة حاملي السلاح وحاملي القلم. ومن حق الجرح السوري أن يختزل لفظاعة حالة كل الفظاعات التي ترتكب بحق الإنسان، وقيمته وقيمه.
ويبدو أن الكاتبة قد روعها وآلمها أكثر ذلك الاستهتار الذي يواجه به “أديب”، مأساة شعبه، وهي تعي أن من تتحدث عنه، هو من طينة الطغاة القتلة، لكن سلاحه مختلف.
مقال تستأهل صاحبته الجائزة النابعة من الضمير الإنساني والمعبرة عن هذا الضمير، أتمنى تكريما لسوريا التي نحب. وللشعب السوري الذي ننتمي ، أن يصل هءا المقال إلى كل قارئ يهتم بالإنسان من حيث أنه المخلوق الذي كرمه الله بصفة “الإنسانية”.