أعادت عملية اغتيال الضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن صياد خدايي، أمام منزله وسط العاصمة طهران الأحد، إلى الأذهان عمليات الاغتيال السابقة لها والتي أسفرت عن مقتل علماء وقادة إيرانيين كان من بينهم قاسم سليماني، وعالم الذرة الإيراني محسن فخري زاده والذي له دور في تطوير البرنامج الصاروخي لبلادهم، ووجّهت طهران أصابع الاتهام في كل هذه الاغتيالات إلى إسرائيل.
وكانت طهران قد اتهمت إسرائيل بالتورط في مقتل صياد خدايي، حيث بلغ عدد الشخصيات الذين اغتالتهم إسرائيل ثماني شخصيات وعلماء منذ العام 2010 حتى اغتيال خدايي.
وأكدت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، فشل سياسة الاغتيالات لشخصيات إيرانية، التي تعتمدها “إسرائيل” في وقف تقدم المشروع النووي الإيراني.
وقالت: “من يعتقد أن قتلا “موضعيا” لعالم ما سيردع إيران، وليس هذا فقط، بل يقضي بأن التهديد النووي الإيراني هو بالون منفوخ، من أجل تفريغه من الهواء تكفي نقرة دبوس أو عبوة ملصقة بسيارة عالم، عليه أن لا يسوق الكذب للجمهور الإسرائيلي”.
وأجمع كتاب ومحللون سياسيون أن سياسة الاغتيالات ليست جديدة وانما منذ سنوات، في ظل صراع محتدم بين ايران وإسرائيل على البرنامج النووي، مشيرين إلى أن هذه الاغتيالات لا تؤثر ولا بأي شكل على الصناعة العسكرية الاستراتيجية ومنظومة الصواريخ وتطوير المشروع النووي الإيراني.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد مظهر سعدو إن الإسرائيليين مازالوا يصرون على إحداث المزيد من الضغط إيران، مشيراً إلى الخطر الذي يأتيهم من استمرار المشروع النووي الإيراني الذي مازال قائمًا.
وقال سعدو في حديثه لـ”دنيا الوطن”:” إنه وفي ظل تعثر الوصول إلى اتفاق في محادثات فيينا حول النووي الإيراني، والرد الإيراني فهو لم يحدث ولن يحدث، لأن إيران تدرك خطر ذلك على كيانها، فيما لو حصل الرد”.
وأضاف:” تحاول إسرائيل الاشتغال ضمن عمليات جراحية أمنية وعسكرية أن تقوض من خلالها صعود النووي الإيراني، وتبين للمسؤولين الإيرانيين أنها جادة في ذلك وسوف تستمر، وسط صمت دولي وعجز إيراني دون فعل أي شيء في مواجهة سياسة إسرائيل من الإيرانيين”.
وأشار سعدو إلى أنه يعتقد أن حربًا ما سوف تشتعل بين الطرفين، بل سوف يستمر الاستهداف ويكون الرد الإيراني باهتًا ومتوجسًا من إسرائيل والغرب الداعم لها.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي، شرحبيل الغريب:” إن قضية اغتيال العلماء ليست بالجديدة تاريخيا على جيش الاحتلال الإسرائيلي في ايران أو غيرها فهي سياسة (الموساد الإسرائيلي) في اغتيال العلماء.
وأضاف في حديثه لـ”دنيا الوطن”: أن سياسة الاغتيالات لها عدة أهداف تتعلق بالبداية بالصراع القائم بين إسرائيل وايران في مجال التطور العسكري والتكنولوجي وتطور الوسائل القتالية والصناعات العسكرية المتعلقة بالصواريخ والمسيرات والتي تحاول من خلاله إسرائيل أن تبقى متفوقة على المنطقة بما فيها ايران”.
وأشار غريب إلى وجود صراع محتدم بين ايران وإسرائيل على البرنامج النووي وبالتالي هذه الاغتيالات الأخيرة يمكن قرأته في اطار وتيرة الصراع الدائرة بين إسرائيل وايران من جهة وإبقاء إسرائيل مسيطرة على المنطقة بشكل عسكري والتخريب الإسرائيلي على المفاوضات التي تجريها ايران مع القوى الدولية بخصوص الملف النووي الإيراني مما يدل على عدم رضاها على هذا البرنامج.
وأوضح أن السياسة الإيرانية الخارجية لها رؤيتها في تحديد وقت الرد وكيف سيكون فحينما ترد فهناك اعتبارات تتعلق بالبيئة السياسية الدولية وخيار الحرب بين إسرائيل وايران ردا على اغتيال ليس وارد وليست في حسابات الطرفين.
وشدد على أن ما يحدث ما هي إلا رسائل من نار بينهما والتي تتمثل بالسلوك الإيراني على إسرائيل والحرب السيبرانية المشتعلة والتي تندرج تحت اطار الحرب الباردة.
وفي ذات السياق أوضح الكاتب والمحلل السياسي، رامي أبو زبيدة أن ايران تعمل ضمن سياسة النفس الطويل وامتصاص الضربات، فـ “أمامها مشروع حيوي واستراتيجي تسعى لامتلاكه وتطويره في المجال النووي وتطوير قدراتها العسكرية”.
وأكد أبو زبيدة في حديثه لـ”دنيا الوطن” أن سياسة الاغتيالات ليست جديدة وإنما منذ سنوات وتمثل ضرب في الخاصرة الإيرانية وجبهتها الداخلية وتعطي انطباع على حجم الاختراق في الداخل الإيراني والمؤسسات الحيوية كالحرس الثوري وهذا مؤشر خطير.
وقال :”إن هذه الاغتيالات لا تؤثر ولا بأي شكل على الصناعات العسكرية الاستراتيجية ومنظومة الصواريخ وتطوير المشروع النووي الإيراني والتي تسعى في المقابل الى اخراج هذه الضربات وتسجيلها في خارج حدود ايران عبر وكلاء ايران او أجهزة استخبارية تمولها”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي، أن ما يحدث بين إسرائيل وايران لن يتطور الى مواجهة شاملة او مباشرة بينهما لان تأثير ذلك سيكون كبير على الجانبيين والقوى العالمية.
المصدر: دنيا الوطن