نفى المبعوث الأميركي السابق إلى سورية جيمس جيفري، أن تكون للإدارة الأميركية الحالية أي استراتيجية شاملة في سورية قد تؤدي إلى حل المشاكل المتعددة العالقة فيها، داعياً في الوقت نفسه إلى تعاون تركي أميركي في الملف السوري والملفات الدولية الأخرى.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة “سي أن أن” تورك مع جيفري، بُثت اليوم الثلاثاء، تحدث فيها عن الأوضاع في سورية، قائلاً إن “زعيم تنظيم داعش قتل، ولكن وجود التنظيم العسكري مستمر ومتواصل وهو ما شاهدناه في الحسكة، أخيراً، وهو ما يعني أن هذا الخطر مستمر بحق شعوب سورية والعراق وتركيا وأوروبا ودول أخرى”.
وأضاف “هذه العناصر نشطة بمناطق سيطرة النظام السوري، وهو غير قادر على القضاء عليهم، ولهذا فإن قوى عسكرية أميركية مصغرة ستستمر بالتواجد في شمال شرق سورية والعراق، وهذا الموضوع وبقية المواضيع نعمل على حلها مع تركيا، ولكن حتى الآن لا يوجد وضوح بالسياسة العامة لإدارة الرئيس جو بايدن حول سورية”.
لا وضوح في سياسة إدارة بايدن
وأوضح “هناك المخاوف الأمنية التركية، ومشكلة داعش، ومخاوف إسرائيل من صواريخ إيران، ومشكلة الأسلحة الكيميائية، ومشكلة ملايين اللاجئين السوريين، وبالتالي ما لم تكن هناك سياسة عامة حيال سورية لا يمكن حل هذه المشاكل، وإدارة بايدن الحالية لا تملك هذه السياسة، ونحن لا زلنا ننتظر ذلك”.
وقبل أكثر من عام تولى جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأميركية، وحتى الآن لم تصدر سياسة واضحة حيال سورية، وخاصة في مناطق شرق الفرات.
تركيا وأميركا تقفان في الطرف ذاته
جيفري تناول التطورات الدولية والتنسيق التركي الأميركي في حواره بالقول “من المهم التنسيق التركي الأميركي في السياسة الخارجية، فالدولتان تعانيان من خطر داعش ومن قرب روسيا بالمنطقة والبرنامج النووي الإيراني، ولا يمكن تجاوز هذه المشاكل دون التعاون بين البلدين”.
وأكد “هناك صراع في سورية، والأوضاع في أفغانستان، والجهود في البوسنة والهرسك وكوسوفو وأوكرانيا، وفي كل هذه الأحداث تركيا وأميركا تقفان في الطرف ذاته، وقوتهما في الناتو تشكل قوة كبيرة، بمعنى أنهما حليفان هامان جيوبوليتيكيا”.
واستدرك “ونتيجة فهم خاطئ متبادل بين الطرفين وبسبب دبلوماسية خاطئة فإنهما يعانيان من مشاكل عديدة، ولا يمكن حل هذه المشاكل سوى على مستوى الرئيسين، الأميركي جو بايدن، والتركي رجب طيب أردوغان، ومن المهم في هذا الصدد ترحيل المشاكل الثانوية مثل صواريخ إس400 والتعليقات الغربية بحق أردوغان، والنظر باتجاه الأفعال”.
بوتين يعيش في القرن التاسع عشر
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، قال حيفري إن “الرئيس فلاديمير بوتين يعيش في القرن التاسع عشر وظروف تلك الحقبة مختلفة لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومشكلة حل القضية دبلوماسياً مرتبطة”.
وتساءل “هل سيعمل بوتين على تحطيم نظام القرن التاسع عشر لبناء إمبراطورية مثل نابليون (القيادي العسكري الفرنسي)؟، أم أنه سيعمل على توازن يضع أمن البلاد أمام كل شيء كما فعل بسمارك (المستشار الألماني) في القرن التاسع عشر؟”.
وكشف أن “إدارة بايدن قدمت عرضاً جيداً إلى بوتين (لم يكشف عن مضمونه)، وإذا كان الرئيس الروسي مثل بسمارك فإنه يقبل العرض”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة أرسلت جنوداً للدول المجاورة لأوكرانيا وكان مهما إظهار التضامن لدى دول الناتو، وإن كان بوتين مصمماً على احتلال أوكرانيا وقلب النظام الدولي فيجب على واشنطن إيقافه وأن يكون هذا آخر مكان يحتله”.
وذكر أن “الصين أيضاً تشعر بقلق من الخطوة الروسية”، قائلاً “سننتظر ونرى، مع العلم أن واشنطن والناتو فعلا كل شيء لمنع الحرب. فالكرة بملعب بوتين”.
وتتهم القوى الغربية روسيا بالتخطيط لغزو أوكرانيا، لكن موسكو تنفي تلك الخطط، إلا أنها تقول إنها قد تقوم بعمل عسكري، لم تحدده، ما لم تتم تلبية عدد من المطالب، منها تعهد من حلف شمال الأطلسي بعدم انضمام أوكرانيا إلى عضويته.
المصدر: العربي الجديد