أكد محمود حبيب، الناطق الرسمي باسم “لواء الشمال الديمقراطي” التابع لـ”قوات سورية الديمقراطية” “قسد”، أن القوات الأمنية والعسكرية العاملة في (قسد) وقوى الأمن الداخلي (الأسايش) تمكنت، بالاشتراك مع قوات التحالف الدولي، اليوم السبت، من السيطرة على سجن غويران (الصناعة) ضمن مدينة الحسكة.
ولفت حبيب، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنه “تم إلقاء القبض على أكثر الفارين من السجن، الذين يقدر عددهم بحدود 80 سجيناً”.
وأشار إلى أنه “يوجد محتجزون داخل السجن من القيادات الميدانية وقيادات الصف الثاني، والكثير من عناصر التنظيم اللذين شاركوا بالجرائم التي حدثت في سورية”.
وأكد القيادي في “قسد” أن “عمليات البحث عن بقية الفارين من السجن ما زالت حتى الآن مستمرة”، لافتاً إلى أنه “تم تطهير الأحياء التي كانت قد أُغلقت بسبب الوضع الأمني، وعاد أكثر المواطنين إلى بيوتهم بعد موجة نزوح حدثت بسبب الاشتباكات”.
وأشار حبيب إلى أن “سجن الصناعة، أو سجن غويران، يحمل هذين الاسمين نسبة إلى أن اسم الحي هو غويران ويحتوي على السجن، وقربه من المنطقة الصناعية”، لافتاً إلى أن “كل نزلاء السجن من عناصر وقيادات تنظيم (داعش)، ويبلغ عددهم نحو خمسة آلاف، وهم من عشرات الجنسيات، أغلبها جنسيات عربية”.
وأوضح قائد “لواء الشمال الديمقراطي” أن “السجن كان سابقاً، قبل تأسيسه، معهداً صناعياً، ويضم أماكن قابلة لتكون سجناً، وأثناء القبض على عناصر التنظيم، جرى تحويل المبنى إلى سجن بشكلٍ مستعجل”، مُشيراً إلى أنه “يجرى إنشاء سجن بديل قارب على الانتهاء، وكان من المقرر نقل السجناء إليه في غضون شهرين”.
وأضاف القيادي العسكري أن “السجن تحميه وتحرسه قوات خاصة من (قسد) وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، كما أن السجن مُشيد بأسوار عالية مزودة بأسلاك شائكة وكاميرات مراقبة ومحارس على طول السور”.
وأكد أنه “حتى الآن، تجاوز عدد قتلى خلايا تنظيم داعش 30 قتيلاً بسبب الاشتباكات”، مضيفاً: “هناك أيضاً أكثر من ثمانية قتلى داخل السجن بسبب محاولات بعض الدواعش تسليم أنفسهم، ما دفع عناصر من داعش لقتلهم”.
وأشار حبيب إلى أن “العملية خطيرة جداً لأنها تجرى داخل أحياء سكنية، ما دفع القوات العسكرية (الكوماندوز) في (قسد) والقوات الأمنية التابعة لها لاستخدام المئات من العناصر في هذه العملية”، مؤكداً أنه “وصلت مؤازرات من كل فصائل قسد كخط ثاني للتدخل عند اللزوم، بمساندة طيران التحالف الدولي بالرصد الجوي والاستهداف المركز بغية تقليل الخسائر البشرية”.
وسيطر مئات السجناء من تنظيم “داعش”، مساء الخميس الماضي، على سجن الصناعة بحي غويران، بعد هجوم شنته خلايا التنظيم من خارج السجن بسيارة مفخخة استهدفت محيط السجن، بالتزامن مع استعصاء من جانب السجناء الذين تمكنوا من الوصول إلى أحد مخازن السلاح، وهرب العشرات، وربما المئات، منهم إلى خارج السجن، فيما سيطر الباقون على المباني الداخلية للسجن واحتجزوا الحراس والموظفين رهائن.
ويقع السجن على أطراف حي غويران، وهو أحد السجون التي تحتجز فيه “قسد” آلاف المعتقلين الذين ينتمون لتنظيم “داعش” من 50 دولة، ويضم ما بين 3500 و5000 سجين.
ويعتبر هذا الهجوم من جانب “داعش” الأعنف والأضخم من نوعه منذ الإعلان عن القضاء على التنظيم كقوة مسيطرة على مناطق مأهولة بالسكان في مارس/آذار 2019.
المصدر: العربي الجديد