اولا. نبدأ من عمليات التطهير العرقي الممنهج الذي تمارسه وحدات الحماية الكردية. الب ي ج. ضد شعبنا السوري من أصول عربية وتركمانية .في مناطق نفوذه سواء التي استلمها من النظام السوري وحليفه في أي بقعة من شمالنا السوري. او التي استعادها من داعش بمساعدة الجيش الحر عين العرب وتل أبيض وغيرهما .. تطهير عرقي يشمل القتل والتهجير ونهب الاملاك وحرق المنازل والمحاصيل وتدمير القرى كاملة. وفق سياسة ثابتة مستمرة ومتماثلة مع ما يفعله النظام وداعش في كل سوريا. وزيادة على ذلك العمل على خلق واقع سكاني جديد . المقصود به إخراج العنصر غير الكردي من هذه المناطق .ليتضح انهم يفكرون بخلق كانتون اثني كردي .متجاوزين حقائق الواقع والتاريخ بأن هناك شعب سوري متنوع في جغرافيا الشمال السوري .وان اي تفكير تقسيم لسوريا تحت أي ذريعة هو عداء للشعب السوري. يجب مواجهته بأي طريقة بما فيها العمل المسلح…
ثانيا. نعلم أن وحدات الحماية الكردية هي الامتداد المسلح لفرع حزب العمال الكردستاني التركي ال ب ك ك. في سوريا. ونعلم الارتباط العضوي لهذا الحزب وامتداده في سوريا مع النظام الاستبدادي السوري. ومنذ عقود. وكونه أداة استخدمها النظام في أجندته؛ سواء بعلاقته مع تركيا لخلق صراع أهلي داخلي تركي. أو في الداخل السوري لاشغال الأكراد السوريين بأجندة عابرة للحدود. وخلق صراعات بينية كردية كردية سورية . متناسين بذلك مطالب اخوتنا الاكراد السوريين بحقهم الحصول على مطالبهم المجتمعية والثقافية. ومتجاوزين على القهر والاستبداد السياسي. وتبعاته من فساد ومحسوبية وتخلف للشعب السوري كله ومنهم الأكراد السوريين..
ثالثا. عندما قام الربيع السوري وتحول لثورة بعد ذلك. حرك النظام الاستبدادي السوري. حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ال ب ي د (صالح مسلم)، فرع حزب العمال الكردستاني في سورية. في المناطق الكردية. بقصد تشويه صورة الحراك الشعبي تحت دعوى أنه صراع بين النظام والسنة العرب السوريين. وان الاكراد غير معنيين بذلك والدفع للوقوف على الحياد. وتركت جماعة الاتحاد الديمقراطي تضطهد الثوار السلميين من اهلنا الكرد. وتفرض سيطرتها اولا باول برعاية النظام.. ومنعت أي مشاركه مسلحة للاخوة الاكراد في الثورة المسلحة. مما دفعهم للمشاركة مع الثوار خارج تواجد المناطق المسيطر عليها من قبل وحدات الحماية الكردية. (الذراع العسكري للاتحاد الديمقراطي .صالح مسلم). ..
رابعا. لكن مستجدات الحالة على الأرض فرضت شروطا جديدة. ان انحسار قوة النظام الاستبدادي السوري . أدى لزيادة حضور وحدات الحماية الكردية. وظهور داعش واجتياحها لمناطق كثيرة في سوريا والعراق. ومنها منطقة ومدينة عين العرب. جعلت الأطراف الدولية تبحث عن من يقوم بدورها على الأرض ضد داعش . ووجدت امامها وحدات الحماية الكردية. رغم ارتباطها مع النظام السوري. والتي رفضت فك الارتباط به. وعبرت عن موقفها (الحياد في الصراع السوري – السوري)؟!!.. اي حياد واي صراع.؟!!. ورفض موقف التحالف الدولي. من قبل الشعب السوري وثورته. ومن الاتراك. ومن اكراد شمال العراق.. ولكنه فرض كأمر واقع . وحصل حلا وسطا بين التحالف الدولي والثوار والأتراك وأكراد العراق . من خلال وجود بعض بيشمركة من العراق وبعض ثوار الجيش الحر في تحرير عين العرب ولو بشكل رمزي..
خامسا. بدأت وحدات الحماية الكردية .تظهر أجندتها التقسيمية لسوريا وعدائها للشعب السوري وثورته. من خلال التضييق على الشعب السوري بعناصره العربية والتركمان وغيرهم .وزجهم بالسجون وترحيلهم ومصادرة أملاكهم. بشكل متدرج. وبدأوا برفع راياتهم الخاصة . حيث يجب ان يرفع علم الثورة السورية. وثبتوا هيمنتهم المطلقة في المناطق المنزوعة من داعش وثبتوا عملهم وفق اجندة التقسيم.. من خلال سياسة حرق القرى وتدميرها وترحيل أهلها . تحت حجة انهم حاضنه شعبيه لداعش. وهم يعلموا أن داعش والنظام لا تصمت إلا عن من يدين لها بالولاء المطلق. ورأينا ومازلنا نرى عمليات التصفية الجماعية لشبابنا السوريين في المنطقة الشرقية الدير وجوارها والحسكة والرقة وحلب وجوارهم.
سادسا. ليس خافيا التأييد الضمني والفعلي لقوى التحالف الدولي . لما تفعله وحدات الحماية الكردية. بحجة انهم يقاتلوا داعش. ويصمتون عن القتل والترحيل والتدمير وحرق المحاصيل. بحيث اصبح اغلب شعبنا لاجئا الى تركيا من تلك المناطق. ونعلم ما يعني بالنسبة لأمريكا وحلفائها وخاصة (اسرائيل). من خلق صراع بيني (سني سني و سني علوي .وسني شيعي .ومسلم مسيحي .وعربي كردي وكردي تركماني وتركماني كردي… الخ). كل ذلك لمزيد من استقطابات الصراع الذي يخدم كل اعداء شعبنا السوري والعربي والدول الاسلاميه ايضا.. لذلك سرعان ما بادرت تركيا لرفع الصوت واتهام التحالف الدولي بدعم عمليات التطهير العرقي للعرب والتركمان في الشمال السوري.. ففي أيام محدودة تهجر عشرات الالاف من شعبنا الى تركيا .خاصة بعد تحرير تل أبيض من داعش
وقبل الختام وبعد مضي سنوات على كتابة هذا النص، أصبح واقع وحدات الحماية الكردية ال ب ي د، فرع حزب العمال الكردستاني في سورية، بسيطرته على الشمال الشرقي وشرق الفرات السورية برعاية امريكية، مع استيلائه على آبار النفط والغاز هناك وسيطرته على افضل مناطق زراعة الحبوب في سورية، مقترنا ذلك مع علاقات مصالح مع النظام السوري المستبد المجرم، علنا وبالسر، وعملهم الجدي لخلق بنية إقليم انفصالي كردي، ضد مصلحة الشعب السوري بعربه وكرده وكل مكوناته. ودعمه للأعمال الإرهابية ضد الدولة التركية ومحاولة اللعب على مكونات الشعب التركي التي تعتبرها تركيا خطا أحمر لا يجب تجاوزه.
. ان اعتبار الب ي ج . وحدات الحماية الكردية عدوا للشعب السوري . أصبح لازما وكذلك فك الارتباط معه .ودعم الاخوة الاكراد السوريين المنتمين للتيار الوطني الديمقراطي السوري ليحملوا السلاح. ليقوموا بدورهم مع الثوار السوريين في معركة الشعب السوري متعددة الأوجه. ضد النظام لاسقاطه ومحاسبته. تحرير سوريا من الاحتلال الايراني والروسي وحزب الله والمرتزقه الطائفيين. والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). و استئصاله .والقضاء على وحدات الحماية الكردية. باعتبارهم كلهم يخدمون أجندة النظام الاستبدادي الدموي أو يعملون لاحتلال سورية او تقسيمها.. والعمل لبناء الدولة الوطنية الديمقراطية في سورية..
.إن أجندتنا تتسع بمهامها. والمطلوب منا الكثير. وشعبنا قام بثورته ولن يتوقف قبل تحقيق أهدافها. بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية والحياة الأفضل. عاش الشعب السوري العظيم.
المجد لشهدائنا الابرار..والنصر لثورتنا ..