نشر مقاتلون في «هيئة تحرير الشام» رسائل تهنئة لحركة «طالبان» في أفغانستان، بعد تقدم الحركة وسيطرتها على العاصمة كابول، ووصف أحد قياديها ما حصل بـ«النصر الكبير للمسلمين».
وقال مسؤول مكتب العلاقات الإعلامية في الهيئة، تقي الدين عمر، أن «التطورات في أفغانستان تتشابه مع ما يعيشه الشعب السوري الذي يطالب بحريته من ظلم النظام المجرم، وحلفائه المحتلين كروسيا وإيران».
وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي» أن «أي حركة تحرر في العالم، تجعلنا نعتقد أن العالم لا يزال مليئا بالأحرار الذين ينوون العيش بحرية وكرامة» مستدركاً: «هذا الموقف لا ينطبق على تحرير الشام، فحسب بل على كل الشعب السوري» على حد زعمه.
كذلك، كتب القيادي العراقي في «تحرير الشام» أبو ماريا القحطاني، على حسابه الشخصي في «تويتر»: «أبارك للأمة الإسلامية انتصار أخواننا على المحتلين وأذنابهم في أفغانستان وتعازينا للخونة والمنافقين، أن انتصار طالبان انتصار للمسلمين انتصار لأهل السنة انتصار لجميع المظلومين، وعندما ينتصر الحق على الباطل يفرح المؤمنون بنصر الله والله قوي عزيز». وأضاف تحت وسم «طالبان تهزم أمريكا» «طالبان تتقدم وأهل النفاق قلوبهم تتألم».
وتابع في تغريدة ثانية، أنه «في الوقت الذي تعاد فيه ذكرى المجازر التي ارتكبها العسكر في حق من رفع شعارات السلمية من المسلمين، تأتيك البشريات من أفغانستان من أصحاب العمائم والعزائم، فالنصر لا يأتي بالتنازلات ولا بتنميق العبارات، فالنصر يأتي بالإخلاص ودوي المدافع وأزيز الرصاص».
وأيضاً، اعتبر «الأدريسي» وهو قيادي تونسي في «تحرير الشام» أن «ما بعد تحرير أفغانستان ليس كما قبله، وطالبان قررت إعادة رسم سياسة العالم من جديد». وأضاف على «تويتر» أن «وجود حكومات إسلامية تقيم شريعة الله بعد قرن من الظلام الحالك أصبح أمرا واقعاً لن يستطيع الغرب نكرانه».
وكان رئيس المجلس الشرعي في «تحرير الشام عبد الرحيم عطّون، المعروف بـ«أبي عبد الله الشامي» قد علق في وقت سابق على مباحثات «السلام» التي أجرتها الحركة مع حكومة أفغانستان، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال في بيان أن توقيع الاتفاق «نصراً كبيراً أحرزه المسلمون في أفغانستان، وما تجنيه أفغانستان اليوم هو نتيجة الجهد الكبير طيلة عقود في مقاومة المحتلين، وإن هذه النتيجة لم تكن طفرة، أنما هي جزاء عمل دؤوب ومستمر».
وتابع البيان أن «طالبان لم تخلط بين المسارين السياسي والعسكري، بل سار كل مسار منهما في خدمة الآخر» موضحاً أن «الفعل السياسي يحتاج إلى قوة عسكرية تحميه كما يجدر توظيف النجاح العسكري بصورة مكتسبات سياسية».
ووفق مصادر متخصصة بالجماعات الجهادية، فإن موقف «تحرير الشام» من التطورات في أفغانستان، يؤكد من جديد، وجود تقاطعات كبيرة بينها وبين «طالبان» رغم إعلان أبو محمد الجولاني، زعيم «تحرير الشام» عن وقف العمل باسم «جبهة النصرة» وفك الارتباط بتنظيم «القاعدة» في عام 2016.
ويبدو أن «تحرير الشام» تتخذ من «طالبان» نموذجاً لها، وتتجه لتحويل تشكيلها إلى «طالبان سوريا» وذلك بعد نحو أربع سنوات من فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة». يذكر أن «تحرير الشام «تخوض في الوقت الحالي اشتباكات ضد تنظيمات عسكرية مقربة من القاعدة» في أدلب، من بينها تنظيم «حراس الدين».
المصدر: «القدس العربي»