أُفيد، أمس، بشن قاذفات روسية غارات على مواقع «داعش» في البادية السورية وسط البلاد، بعد هجوم للتنظيم على قوات النظام والموالين لها، قتل وجرح فيه 15 عنصراً على الأقل.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن تنفيذ المقاتلات الروسية أكثر من 20 غارة جوية على مناطق انتشار خلايا تنظيم «داعش» في البادية السورية، بدءاً من بادية حمص الشرقية وصولاً إلى بادية الرقة.
وقال إن اشتباكات عنيفة جرت في محاور ضمن بادية الرصافة بريف الرقة، بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، والتنظيم المنتشر في المنطقة من جهة، في هجوم للأخير على مواقع الأول، تترافق مع استهدافات متبادلة وسط إقلاعات للطائرات الحربية الروسية من المطارات للمشاركة بصد الهجوم، وخلفت الاشتباكات المستمرة منذ الفجر خسائر بشرية؛ إذ تأكد مقتل 5 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها وإصابة 8 آخرين منهم بجراح.
وكان «المرصد» وثق مقتل قائد ميداني في «لواء القدس» الفلسطيني وثلاثة عناصر آخرين كانوا برفقته، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم «داعش» في بادية تدمر بريف حمص الشرقي.
وبذلك بلغت حصيلة الخسائر البشرية خلال الفترة الممتدة من 24 مارس (آذار) 2019 حسب «المرصد»، 1498 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنان من الروس على الأقل، بالإضافة لـ153 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، قُتلوا جميعاً خلال هجمات وتفجيرات وكمائن لتنظيم «داعش» في غرب الفرات وبادية دير الزور والرقة وحمص والسويداء وحماة وحلب.
كما وثّق «المرصد» مقتل 4 مدنيين عاملين في حقول الغاز والعشرات من الرعاة والمدنيين الآخرين، بينهم أطفال ونساء في هجمات التنظيم و968 من التنظيم خلال الفترة ذاتها خلال الهجمات والقصف والاستهدافات.
وفي مجال ذي صلة، يشهد مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية، والذي يضم نحو 11 ألف نازح، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار المواد الغذائية نتيجة لإغلاق الطريق الوحيدة لمخيم الركبان؛ مما زاد من معاناة النازحين السوريين الذين فضّلوا البقاء في المخيم، فضلاً عن العودة إلى مناطق سيطرة النظام والخوف من الاعتقال، ووفقاً لنشطاء «المرصد» وفي المخيم، فإن المواد الغذائية تصل إلى المخيم عن طريق المهربين والمستفيدين مقابل مبالغ طائلة، ويضاف إلى تلك المعاناة، مخاوف قاطني مخيم الركبان على الأطفال «بسبب انتشار الحشرات والعقارب والحيوانات الزاحفة مثل الأفاعي مع ندرة الأدوية المضادة للسم، حيث يتم تسجيل إصابات يومية لأطفال تعرضوا للسعات العقارب المنتشرة في الصحراء، بالإضافة إلى المعاناة في تأمين المياه وارتفاع أسعارها نتيجة لزيادة الاستهلاك عليها بسبب».
وناشد النازحون المتواجدون في مخيم الركبان «المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة للتدخل وتقديم المساعدات إليهم من غذاء ودواء في ظل ما يعانيه المخيم».
وأشار «المرصد» الى أن المعاناة لأكثر من 11 ألف نازح يقبعون ضمن مخيم الركبان الواقع في البادية السورية عند مثلث الحدود العراقية – السورية – الأردنية تتواصل، حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية يوماً بعد يوم دون أي حلول مجدية في «ظل الحصار الخانق المطبق عليه من قبل قوات النظام والروس، على الرغم من المناشدات المتواصلة وتسليط الضوء بشكل دوري على أوضاع المدنيين الكارثية ضمن المخيم المنسي».
وتتأزم الأوضاع هناك على مختلف الصعد، حسب «المرصد»، لا سيما الواقع الطبي، في ظل الإغلاق المتواصل من قبل الحكومة الأردنية لنقطة «عون» الطبية بسبب جائحة «كورونا» وافتقار المخيم للأطباء والطواقم الطبية، حيث إن شخص يحتاج لعمل جراحي ولو كان بسيط، يضطر إلى الخروج من المخيم نحو مناطق النظام السوري وهو مصيبة أكبر، فيقع المواطن في الركبان بين مطرقة المرض وسندان عناصر النظام المتربصين بالمخيم، ويعمل الهلال الأحمر السوري إلى نقل المريض إلى المشفى، وهناك يجب إخضاعه لـ«مصالحة وتسوية» غير مضمونة أبداً، فالكثير جرى اعتقالهم بعدها أو فقد الاتصال بهم.
وقال «المرصد»، «لا يقتصر الأمر على الجانب الصحي، فارتفاع أسعار السلع ضمن المخيم تزيد من «الطين بلة»، فقد شهد المخيم مؤخراً انقطاع لمادة الطحين وارتفاع جنوني بأسعار المواد الغذائية والسلع الضرورية التي يحتاج إليها المواطن والتي تدخل عن طريق مهربين إلى الركبان، لا سيما بأن النازحين هناك لا يملكون مردوداً مادياً وهم يعتمدون على إرسال المال لهم من قبل أقرباء لهم خارج المخيم، فضلاً عن الأوضاع الكارثية الأخرى من العوامل الطبية والصرف الصحي وما إلى ذلك، كل هذا وما زال المجتمع الدولي يتعامى عن 11 ألف مواطن سوري يعانون الأمرّين في عرض الصحراء».
في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد»، إن القوات الأميركية المتمركزة في قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور (أكبر قاعدة عسكرية للتحالف الدولي في سوريا)، قامت بإجراء تدريبات عسكرية في القاعدة برفقة «قوات سوريا الديمقراطية»، لافتاً إلى أن «التدريبات تخللها تدريب على عملية إخلاء النقاط داخل المدينة السكنية العمالية في الحقل والانتشار في محيطه، بعد استهداف القاعدة بصاروخ من مناطق النفوذ الإيراني غرب الفرات».
وكان نشطاء رصدوا قبل يومين، سقوط صاروخ محلي الصنع يرجح أن مصدره مناطق نفوذ الميليشيات الإيرانية غرب الفرات، استهدف قاعدة حقل العمر النفطي.
وأشار «المرصد»، في 10 يوليو (تموز)، إلى انفجار دوى في حقل «كونيكو» للغاز الذي تتخذه قوات «التحالف الدولي» قاعدة عسكرية لها في ريف دير الزور الشرقي «نتيجة سقوط قذيفة صاروخية مجهولة يعتقد مصدرها الميليشيات الإيرانية غربي الفرات، حيث سقطت قرب القاعدة العسكرية في الحقل، دون ورود معلومات عن خسائر».
المصدر: الشرق الأوسط