صديقي أبو جيهان العزيز، أصبحنا على مسافة أربعين يوماً من رحيلك، ولكن ذكراك تؤكّد حضورك الدائم بيننا لتقول:
لا وقتَ للحـــــــــــزن، هذا الشوق يكفيني
مادامَ في ضحكتي عطرُ الريــــــــــــاحين
لانت بكفّي المُنى، أطوي بها أجـــــــــــلاً
ما كنتُ أحسبها يــــــــــــــــوماً ستطويني
حسبي من العمر أنْ أودعتُــــــــــها وطناً
أبْقى من الجـَـــــوْر، يحيــــا في شراييني
رِفْقاً برجفة قلبٍ ما اشتكى وجـــــــــــعاً
وما استجارَ من الأنـــــــــــــــــوار بالطين
رفقاً بدمعةِ عينٍ لا يليـــــــــــــــــــــــقُ بها
أنْ تستفزَّ جراحــــــــــــــــاتي، فتُبكِيــــــني
في أربَعينيَ لُمّوا كـــــــــــــــــــــــــلَّ بارقةٍ
واستوْقدوا كلَّ أحـــــــــــــــلام المساكين
دَعُوا المآتم، نــــــــــــــادوا: الشامُ ثائرةٌ
لا ظلمَ لا قهرَ ، نـــــــــــــادوا بالملايين
المصدر: صفحة حسن النيفي