نشرت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل “الأندوف”، تقريراً للأنشطة التي اضطلعت بها القوة خلال الفترة من 21 شباط إلى 20 أيار، وما رصدته من “اختراقات” لاتفاق وقف إطلاق النار بين النظام والاحتلال الإسرائيلي.
ويقدم التقرير رواية ثالثة من طرف محايد عما يجري في الجولان المحتل، بعيداً عما يعلنه الطرفان المتمثلان بالنظام السوري والاحتلال الإسرائيلي.
ورصد موقع تلفزيون سوريا في تقرير “الأندوف” عدداً من الأحداث اللافتة حصلت في المنطقة، مثل ما حصل يوم الـ 14 من أيار، عندما انطلقت 3 صواريخ من شمالي بلدة تسيل، سقط 2 منهما داخل الأراضي التي تحتلها إسرائيل، ولكن النظام أبلغ “الأندوف” أن “تنظيم الدولة” هو المسؤول عن الهجوم.
وكذلك رصدت قوة “الأندوف” في عدد من المرات رعاة عبروا من الجانب السوري خط وقف إطلاق النار، ولكن في الـ 27 من آذار دخل عنصران من أمن النظام في محادثة مع بعض الرعاة في المنطقة.
وسبق أن اعتقل الاحتلال الإسرائيلي عدداً من الرعاة في المنطقة وأطلقت سراحهم بعد التحقيق معهم، ويبدو بحسب ما رصده موقع تلفزيون سوريا أن قضية الرعاة تثير مخاوف وشكوك الجانب الإسرائيلي لدرجة أنه في شباط الفائت نصب جيش الاحتلال كمائن لرعاة داخل الخط الفاصل لاعتقالهم، وزادت هذه المخاوف بعد أن كشف جيش الاحتلال نهاية العام الفائت حقل ألغام وعبوات ناسفة قرب خط “وقف إطلاق النار”، ونفذت بعدها بيوم واحد غارات على مواقع لجيش نظام الأسد و”فيلق القدس” من منطقة الجولان واتهمت إيران بالوقوف وراء زرع الألغام والعبوات.
وفي الثامن من نيسان تجاوزت 3 دبابات قتال إسرائيلية وجرافتان إسرائيليتان خط وقف إطلاق النار ودخلت إلى غابة في الجانب السوري لمدة 80 دقيقة.
وتعمل قوة “الأندوف” عملاً بالولاية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 350 للعام 1974، تاريخ تأسيس القوة، وقرارات أخرى للمجلس، آخرها القرار 2555 للعام 2020.
وأنشئت قوة “الأندوف” بقرار من مجلس الأمن الدولي، صدر في العام 1974 لمراقبة فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في مرتفعات الجولان التي تحتلها الأخيرة منذ حرب يونيو من العام 1967، وكان من المقرر أن ينتهي عمل القوة نهاية كانون أول الماضي، قبل أن يقرر المجلس تمديدها.
وتتمثل مهام القوة في الحفاظ على وقف إطلاق النار بين الطرفين، والإشراف على فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية، وكذلك ما يسمى بمناطق الفصل “منطقة عازلة منزوعة السلاح”، وتقييد القوات والمعدات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان السورية.
وتناول التقرير الحالة في منطقة عمليات وأنشطة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “الأندوف”، والتي أجملها التقرير بالنقاط التالية:
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، استمر وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، على الرغم من الانتهاكات العديدة لاتفاق فك الاشتباك، كما استمرت العمليات العسكرية في منطقتي الفصل، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
في إطار بذل قصارى جهدها للحفاظ على وقف إطلاق النار وكفالة التقيد به بدقة، على النحو المنصوص في الاتفاق، تبلغ “الأندوف” عن جميع الخروقات لخط وقف إطلاق النار التي تراقبها، حيث تشكّل جميع حوادث إطلاق النار عبر الخط، وكذلك عبور الخط بالطائرات والمسيّرات، انتهاكاً للاتفاقية. وتواصل قيادة “الأندوف” في تفاعلها المنتظم مع الجانبين، وتدعوهما على ضبط النفس، وتجنب أي أنشطة قد تؤدي إلى تصعيد الموقف فيما بينهما.
في 28 من شباط الماضي، سمع موظفو الأمم المتحدة في الموقعين 68 و80، وفي مركز المراقبة 55، طائرتين مقاتلتين تعبران خط وقف إطلاق النار من شرق الشمال الشرقي على الغرب والجنوب الغربي، ثم سمعوا بعد ذلك صوت طائرة تعبر من الغرب إلى الشرق. وفي الوقت نفسه تقريباً، لاحظ الأفراد في مختلف مواقع الأمم المتحدة ومراكز المراقبة في منطقة العمليات، وجود قنابل مضيئة وانفجارات على الجانب “برافو” (القسم الذي يقع تحت السيطرة السورية من الجولان)، قدّروا أنها نيران قذائف مضادة للطائرات مشتعلة من أنظمة الدفاع الجوي التابعة لنظام الأسد، خارج المنطقة المنزوعة السلاح. وفي وقت متأخر من اليوم نفسه، أفادت تقارير مفتوحة أن الجيش الإسرائيلي قام بضربات جوية على مواقع في جنوبي دمشق، بالقرب من السيدة زينب، فيما لم يؤكد أي من الطرفين أي أنشطة حركية مرتبطة بهذه التقارير.
في 16 من آذار، سمع موظفو الأمم المتحدة في الموقعين 32 و37، ومركز المراقبة 72، ومعسكر نبع الفوار، انفجاراً من مكان غير معروف داخل منطقة عمليات “الأندوف”، حيث لاحظ الأفراد في العديد من مواقع الأمم المتحدة شعلات مضيئة متعددة شرقي موقع الأمم المتحدة جنوب حرمون ومحيط أم الباطنة من جهة “برافو”. ولاحظ موظفو الأمم المتحدة في مركز المراقبة 51 انفجارين شرقي موقعهم بالقرب من قرية أم الباطنة. ولاحقاً في اليوم نفسه، نقل الجيش الإسرائيلي رسالة إلى “الأوندوف”، مفادها أنه “في سوريا، توجد بنى تحتية مرتبطة بنقل وتخزين الأسلحة الإيرانية، بالرغم من التحذيرات العديدة بشأن الأنشطة الإيرانية في الأراضي السورية، وسترد إسرائيل بشدة على كل حشد ضد إسرائيل من الأراضي السورية “.
في وقت مبكر من يوم 22 من نيسان، أفادت تقارير مفتوحة عن قيام الجيش الإسرائيلي بشن ضربات على مواقع دفاع جوي سورية بالقرب من دمشق، وعن سقوط صاروخ أرض – جو من الأراضي السورية في منطقة النقب بإسرائيل، ورد الجيش الإسرائيلي بشن غارات على مواقع داخل سوريا، مما أدى إلى إصابة أربعة من أفراد قوات جيش النظام. وأعاد الجيش الإسرائيلي تأكيد إعلانه العلني السابق، وأبلغ “الأوندوف” بتقييمه أن صاروخ أرض – جو قد أُطلق من الأراضي السورية على الأراضي الإسرائيلية، سقط في جنوب النقب، وأنهم ردوا بضرب البطارية التي انطلق منها الصاروخ، وكذلك بطاريات سطح – جو إضافية في سوريا. وفي وقت لاحق من اليوم نفسه شاهد موظفو الأمم المتحدة في الموقع 68 طلقات تعقّب متعددة من شرق وشمال شرقي موقعهم، بما يتفق مع النيران المضادة للطائرات في المنطقة المنزوعة السلاح على الجانب “برافو”.
في وقت متأخر من يوم 5 من أيار، لاحظ موظفو الأمم المتحدة في مركز المراقبة 73، أن طائرة على الجانب “ألفا” (القسم الذي تحتله إسرائيل من الجولان)، أطلقت قذيفة باتجاه الجنوب الشرقي باتجاه المنطقة الفاصلة، ثم لاحظوا انفجاراً في الأفق. أيضاً في الجنوب الشرقي، أفادت تقارير مفتوحة أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي استهدفت موقعاً مشتبهاً لإحدى الميليشيات في محيط بلدة جباتا الخشب، ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي هذا التقرير.
في 10 من أيار، سمع موظفو الأمم المتحدة في الموقع 10A، دوي انفجارات شرقي موقع الأمم المتحدة رقم 16 في المنطقة الفاصلة، وأفادت وسائل الإعلام الرسمية لنظام الأسد ومصادر أخرى أن مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي شنت غارتين على منزل غربي بلدة حضر، المجاورة للمنطقة الفاصلة، مما أدى إلى إصابة شخص واحد، وأكد جيش النظام لقوة “أندوف” صحة المعلومات، بما في ذلك الإصابة، فيما لم يرد أي تأكيد من الجيش الإسرائيلي.
في 14 من أيار، سمع الأفراد في مواقع الأمم المتحدة 27 و80 و85 ومركز المراقبة 54، ثلاثة انفجارات شرقي مواقعهم، بعد ذلك بوقت قصير، أبلغ الجيش الإسرائيلي قوة “أوندوف” أن ثلاثة صواريخ أطلقت من شمالي بلدة تسيل، في الجزء الجنوبي من منطقة الحد من السلاح على الجانب “برافو”، سقط أحدها على مسافة قصيرة على الأراضي السورية، بينما سقط الصاروخان الآخران داخل الأراضي الإسرائيلية، وأبلغت سلطات النظام “الأندوف” علمها بالحادثة، ونفت تورطها وقالت إن “تنظيم الدولة” هو المسؤول عن الهجوم.
في رسالة بتاريخ 22 من نيسان، موجهة إلى رئيس مجلس الأمن نقل الممثل الدائم لنظام الأسد المعلومات التي تفيد بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلية هاجمت مرة أخرى أراضي الجمهورية العربية السورية في 22 من نيسان، وأطلقت رشقات متتالية من القذائف من الجولان السوري المحتل باتجاه المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق، وفي 14 من أيار، أفاد بأن إسرائيل شنت يوم 5 من أيار هجوماً صاروخياً على المنطقة الساحلية جنوب غربي اللاذقية ومنطقة مصياف، مما أسفر عن مقتل مدني سوري وإصابة ستة آخرين، بما في ذلك طفل ووالدته، كما تسبب في أضرار وخسائر مادية، وأضاف في الرسالة نفسها أن مروحية إسرائيلية أطلقت يوم الخميس في 6 من أيار صاروخاً من فوق الجولان على إحدى البؤر الاستيطانية في بلدة جباتا الخشب، دون التسبب بأضرار.
في 27 من آذار، لاحظ الموظفون في مركز المراقبة التابع للأمم المتحدة رقم 54 شخصين مسلحين من الجانب “برافو”، اعتبروا أنهما من أفراد الأمن في سلطات نظام الأسد، يعبران خط وقف إطلاق النار شرقي موقعهما، ويدخلان في محادثة مع بعض الرعاة في المنطقة ويعود بعد ذلك إلى المنطقة الفاصلة.
في 8 من نيسان، لاحظ الأفراد في مركز المراقبة رقم 53 ثلاث دبابات قتال رئيسية وجرافتين تابعتين للجيش الإسرائيلي، شرقي السياج التقني يزيلون الجدران الحجرية والأسلاك الشائكة، ثم يعبرون بعد ذلك خط وقف إطلاق النار بالقرب من موقع المراقبة 53 والانتقال إلى غابة تقع في المنطقة الفاصلة، وعادت إلى الجانب “ألفا” بعد نحو 80 دقيقة.
خلال فترة التقرير، تعرض أفراد القوة مرتين لقيود على الحركة في المناطق المنزوعة السلاح على الجانبين “برافو” و”ألفا”، وفي 10 من آذار، لاحظت دورية تابعة للقوة قيام أربعة مسلحين في قرية أم باطنة بإغلاق الطرق المؤدية من القرية إلى قرى جبع والممتنة في المنطقة المنزوعة السلاح على الجانب “برافو”. في 19 من نيسان، منع جندي من الجيش الإسرائيلي دورية تابعة للقوة لمدة 15 دقيقة من التحرك شرقاً عند تقاطع طريق جنوب غربي أوديم، في المنطقة المنزوعة السلاح من الجانب “ألفا”، وبعد ذلك استخدمت الدورية طريقاً آخر.
إن وجود منظومة “القبة الحديدية” ومنظومات مدفعية أخرى، ومنظومة إطلاق صواريخ متعددة، على الجانب “ألفا”، يشكل انتهاكاً عسكرياً في كل حالة، حيث إنه وفقاً لبنود اتفاقية فض الاشتباك بين القوات، يعد وجود أي معدات عسكرية غير مصرح بها في منطقة الحد من الأسلحة انتهاكاً.
في 17 من آذار، لاحظ موظفون في موقع الأمم المتحدة رقم 85 طائرة تحلق من الجانب “ألفا” عبر خط وقف إطلاق النار وفوق المنطقة الفاصلة. في 16 من آذار، لاحظ موظفو الأمم المتحدة في الموقع 80 أن مسيّرة (طائرة من دون طيار) تعبر خط وقف إطلاق النار من الشمال إلى الشمال الغربي إلى الشمال الشرقي من موقعهم. في 16 من أيار، لاحظ الأفراد في موقعي الأمم المتحدة 60 و80 ثلاثة مسيّرات تحلق على الجانب “برافو”، ولم تتمكن “الأندوف” من تحديد نقطة منشأ الطائرات والمسيّرات، أو إسناد المسؤولية عنهما إلى أي من الطرفين.
واصلت القوة مراقبة عمليات العبور اليومية لخط وقف إطلاق النار من جانب أفراد مجهولين من الجانب “برافو”، وقدرت أن الأفراد كانوا رعاة ومزارعين من المناطق المجاورة يرعون الماشية، وكذلك صيادين يحملون أسلحة الصيد، بينما واصل الجيش الإسرائيلي الإعراب عن قلقه بشأن المعابر التي قال إنها تشكل تهديداً لسلامة وأمن أفراده العاملين بالقرب من خط وقف إطلاق النار. وكثف الجيش الإسرائيلي عملياته رداً على المعابر، بما في ذلك إطلاق طلقات تحذيرية في 35 مناسبة لثني الأفراد من الجانب “برافو” عن الاقتراب من السياج التقني الإسرائيلي.
في 7 من آذار، لاحظ موظفو مركز المراقبة رقم 53 التابع للأمم المتحدة ستة من أفراد الجيش الإسرائيلي شرقي السياج التقني وهم يلقون القبض على مواطن سوري شرقي موقعهم، بزعم عبوره لخط وقف إطلاق النار، وأبلغ الجيش الإسرائيلي “الأندوف” أنه أطلق سراح الشخص، لكنه لم يذكر الوقت والمكان المحددين للإفراج. بينما أبلغت السلطات السورية “الأندوف” في 10 من آذار أن الجيش الإسرائيلي اعتقل مواطنين سوريين واحتجزهما، بزعم عبورهما خط وقف إطلاق النار، وفي 11 من آذار، أبلغت السلطات السورية “الأندوف” أن الجيش الإسرائيلي أطلق سراح المواطنين السوريين في الموقع الذي تم القبض عليهم فيه.
استمرت الانفجارات الشديدة المتفرقة ورشقات الرشاشات الثقيلة ونيران الأسلحة الصغيرة طوال الفترة المشمولة بالتقرير في منطقتي الفصل والقيود على الجانب “برافو”، وقدرت القوة أن النشاط العسكري كان نتيجة عمليات تفجير خاضعة للرقابة للذخائر غير المنفجرة كجزء من التطهير والتدريب من قبل القوات المسلحة لجيش النظام. ولاحظت القوة استمرار وجود أفراد من جيش النظام، وبعضهم مسلحون، يعملون في عدة نقاط تفتيش داخل المنطقة الفاصلة، في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك. ولاحظت القوة أيضاً، في عدة مناسبات، وجود مدافع سورية مضادة للطائرات داخل المنطقة المنزوعة السلاح.
في الفترة ما بين 30 من نيسان و1 من أيار، لاحظ الموظفون في موقعي الأمم المتحدة 60 و68، ومركز المراقبة 56، عدة رشقات نارية لأسلحة صغيرة، وانفجار ما مجموعه 11 قنبلة يدوية، داخل وحول موقعين تابعين لقوات جيش النظام، بالقرب من تل الكرم، على بعد 200 متر جنوبي مركز المراقبة 56، كما سمع الأفراد عدة طلقات وقنابل إنارة وقذائف كاشفة وانفجارات بالقرب من مواقعهم، ولاحظوا تحرك 15 مسلحاً نحو المجمع لتطهير المنطقة.
احتجت قوة “الأندوف” لدى الطرفين فيما يتعلق بجميع انتهاكات اتفاق فض الاشتباك بين القوات التي لاحظتها، بما في ذلك إطلاق النار على المنطقة الفاصلة وعبرها، وكذلك عبر خط وقف إطلاق النار، وعبور خط وقف إطلاق النار بالطائرات، وجود معدات وأفراد غير مصرح لهم في مناطق الفصل والتحديد، وعبور خط وقف إطلاق النار بطائرات من دون طيار، وكذلك من قبل مدنيين من الجانب “برافو”، وأقامت القوة اتصالات وثيقة مع الطرفين، بما في ذلك خلال فترات التوتر المتصاعد، من أجل تهدئة الوضع.
خلال الفترة المشمولة بالتقرير، أشارت تقديرات القوة إلى أن الحالة الأمنية العامة في الجانب “برافو” لا تزال متقلبة، وأفادت تقارير مفتوحة عن استمرار هجمات عناصر مسلحة مجهولة باستخدام عبوات ناسفة وأسلحة صغيرة استهدفت قوات الأمن التابعة لنظام الأسد، في منطقة عمليات “الأندوف”. في 30 من نيسان و1 من أيار، ورد أن عناصر مسلحة مجهولة هاجمت موقعاً لقوات النظام، بين قريتي جبع وأم باطنة، بالقرب من المنطقة الفاصلة في الجزء الشمالي من المنطقة المنزوعة السلاح. وبحسب ما ورد، عززت قوات النظام وجودها في محيط قرية أم باطنة. وفي الجزء الأوسط من منطقة العمليات، لاحظت القوة نشاطاً حركياً حول موقع لقوات الأمن السورية بالقرب من مركز المراقبة 56. في الجزء الجنوبي من منطقة العمليات، أبلغت تقارير مفتوحة عن هجمات شبه يومية، بعضها باستخدام عبوات ناسفة واغتيالات، استهدفت نقاط تفتيش وقوافل قوات نظام الأسد وأعضاء سابقين في جماعات المعارضة المسلحة، وبحسب ما ورد استمرت هذه الحوادث الأمنية في المنطقة المنزوعة السلاح، بما في ذلك في بلدات جاسم والمزيريب ونوى وطفس، حيث ورد أن الهجمات وقعت على طرق دوريات القوة أو بالقرب منها.
في 16 من آذار، أفادت تقارير مفتوحة عن هجوم شنته عناصر مسلحة تابعة لقائد سابق للمعارضة على قافلة لقوات نظام الأسد على الطريق بين بلدتي اليادودة والمزيريب، داخل المنطقة المنزوعة السلاح، خلف 22 قتيلاً و5 جرحى آخرين. كما أفادت التقارير بالتعزيز اللاحق لأفراد قوات النظام في المنطقة، وأعقب ذلك اغتيالات لأفراد من قوات النظام ومصالحة مع أعضاء سابقين في الجماعات المسلحة في المنطقة. كما وردت تقارير عن اغتيال عناصر من قوات النظام في 15 من نيسان و14 من أيار على يد عناصر مسلحة مجهولة في محيط نوى، وفي 21 من نيسان في غدير البستان، مع إعلان “تنظيم الدولة” مسؤوليته، كما أبلغت تقارير أخرى عن أعمال عنف في أجزاء أخرى من محافظة درعا.
في 18 من آذار، دعمت القوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تيسير عبور امرأة من الجانب “ألفا” إلى الجانب “برافو”، عبر معبر القنيطرة، لحضور جنازة، وكذلك عودتها في 24 من آذار.
تواصل القوة تنفيذ ولايتها في سياق التدابير التي اتخذتها سلطات إسرائيل ونظام الأسد للسيطرة على تفشي فيروس “كورونا”، بما في ذلك القيود المفروضة على حركة موظفي الأمم المتحدة، واختبارهم الإلزامي والحجر الصحي بعد أي عبور بين الجانبين وأي حركة عبر الحدود. منذ أوائل آذار / مارس 2020، واصل الجانب ألفا تقييد حركة أفراد “الأندوف” وفريق مراقبي الجولان عبر معبر القنيطرة، والذي يفتح على أساس كل حالة فقط، مما يؤثر على الأنشطة التشغيلية والإدارية للبعثة، وواصلت القوة الاتصال بالجيش الإسرائيلي بشأن تيسيرها لعبور أفراد قوة “الأندوف” وفريق مراقبي الجولان عند معبر القنيطرة، ولا سيما بشأن ضرورة عبور أفراد الأمم المتحدة باستخدام الوثائق الصادرة عن القوة عند بوابة ألفا وبالعودة إلى إجراءات العبور المعمول بها.
في 20 من نيسان، ثبت إصابة 16 فرداً من أفراد القوة بفيروس “كورونا”، مما أدى إلى عزل الأفراد المتضررين، كما وضعت القوة تدابير أخرى للسيطرة على الفيروس، بما في ذلك العزل الصارم للوحدات وترتيب العمل عن بعد للموظفين الدوليين والموظفين الوطنيين. وحتى 17 من أيار، كانت هناك 15 حالة نشطة من حالات الإصابة بفيروس “كورونا” بين أفراد القوة، بما في ذلك الموظفون العسكريون والدوليون وأفراد فريق مراقبي الجولان، بينما تعافى آخرون. وفي 30 من نيسان، أطلقت قوة “الأندوف” عملية تطعيم أفرادها، وهي عملية مستمرة.
واصل الطرفان تعليق عمليات التفتيش على مواقعهما في المنطقة المنزوعة السلاح التي أجراها فريق مراقبي الجولان، مشيراً إلى أن سبب ذلك هو فيروس “كورونا”. ولم يوافق أي من الطرفين على آليات التفتيش، بما في ذلك التباعد الجسدي الذي أوصت به القوة لاستئناف عمليات التفتيش. ومع ذلك، اتفق الجانبان مؤخراً على استئناف عمليات التفتيش على أساس الطرائق الجديدة المتفق عليها بين “الأندوف” والأطراف، مع مراعاة سياق فيروس “كورونا”.
كجزء من العودة إلى التنفيذ الكامل للولاية، استأنفت قوة “الأندوف”، بما في ذلك إعادة طلاء وتجديد، البراميل التي تشير إلى خط وقف إطلاق النار، والتي توقفت لأسباب أمنية ولا تزال معلقة مؤقتاً بسبب القيود المفروضة من جرّاء فيروس “كورونا”.
استمر التقدم في العودة التدريجية لقوة “الأندوف” إلى الجانب “برافو”، بالرغم من تباطؤه بسبب القيود المفروضة على البناء بسبب تدابير السيطرة على فيروس “كورونا”. كما تواصل العمل الإضافي لتمديد الوظيفة 60 للأمم المتحدة. بدأت القوة تشييد موقع الأمم المتحدة الجديد 86B ، في موقع برج المراقبة السابق للأمم المتحدة في الجزء الجنوبي من المنطقة الفاصلة. ومن المقرر الانتهاء من إعادة بناء مركز المراقبة رقم 71 التابع للأمم المتحدة بحلول نهاية تموز المقبل. وبدأت أيضاً إعادة بناء مركز المراقبة رقم 57 التابع للأمم المتحدة، ومن المقرر الانتهاء منه في آب المقبل.
واصل المراقبون العسكريون التابعون لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في فريق مراقبي الجولان دعم عمليات “الأندوف”، الذين يخضعون للسيطرة التشغيلية لقوة “الأندوف”، ويحتفظون بسبعة مراكز مراقبة ثابتة وواحدة مؤقتة على طول خط وقف إطلاق النار. ولا يزال تركيز مجموعة مراقبي الجولان على المراقبة الثابتة المستمرة والوعي بالأوضاع.
استمرت الدوريات التشغيلية الشهرية لقوة “الأندوف” على الطرق في منطقتي الفصل والقيود، حيث نُفذت 1174 نشاطاً تنفيذياً في شباط، و1318 نشاطاً في آذار و1166 نشاطاً في نيسان، وتغطي طرق دوريات القوة قرابة 97 % من المنطقة الفاصلة، و70 % من مساحة التحديد.
لا تزال حركة أفراد القوة عبر لبنان مقيدة بسبب التدابير المتعلقة بفيروس “كورونا”، والمتطلبات الإدارية اللبنانية. وظل الطريق بين بيروت ودمشق عبر معبر الجديدة والمصنع الحدودي، وهو طريق إعادة إمداد رئيسي لقوة “الأندوف”، مفتوحاً أمام الحركة التجارية للبضائع.
واصلت القوة تقييم أنه لا يزال هناك تهديد كبير لأفراد الأمم المتحدة في منطقة عمليات القوة من المتفجرات من مخلفات الحرب، بما في ذلك الذخائر والألغام غير المنفجرة، فضلاً عن التهديد المحتمل من الوجود المحتمل لخلايا نائمة للجماعات المسلحة. بالإضافة إلى ذلك، استمر تدهور الحالة الأمنية في الجزء الأوسط من منطقة العمليات والحالة الأمنية المتقلبة في الجزء الجنوبي من جراء بطء التقدم في فتح طرق جديدة في المنطقة المنزوعة السلاح.
واصلت قوة “الأندوف” إجراء وتحديث خططها للطوارئ، لتعزيز وإخلاء المواقع ومراكز المراقبة في كلا الجانبين “ألفا” و”برافو”، بالإضافة إلى التدريبات والتمارين والتدريب المنتظمين لحالات الطوارئ المحددة. واستمر تطوير تدابير التخفيف من المخاطر، بما في ذلك تدابير حماية القوة، في المواقع ومراكز المراقبة وفي قاعدة العمليات في معسكر عين زيوان، والمقر في معسكر نبع الفوار.
في 17 من أيار، كانت القوة “الأندوف” تتألف من 1109 جنود، بينهم 60 امرأة، وتتوزع جنسيات القوة: بوتان 3، التشيك 4، فيجي 151، غانا 5، الهند 199، أيرلندا 136، نيبال 399، هولندا 1، أوروغواي 211، وبالإضافة إلى ذلك، قام 70 مراقباً عسكرياً من فريق مراقبي الجولان، من بينهم 14 امرأة، بمساعدة القوة في تنفيذ مهامها.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا