تعيش مناطق سورية تخضع لسيطرة قوات النظام وحلفائه الروس والإيرانيين فلتانا أمنيا، وفق تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء.
ووصف المرصد في تقريره عن الوضع في سوريا في شهر إبريل، إن محافظة درعا أصبحت مسرحا لعمليات مسلحة يومية “سواء عبر تفجير أو استهداف أو محاولة اغتيال بطرق وأساليب متعددة، تطال بالدرجة الأولى قوات النظام والمتعاونين معها، بالإضافة للمدنيين والقوات العسكرية الأخرى”.
ومع التصاعد المتواصل في الفلتان الأمني، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 51 عملية شهدتها المحافظة خلال إبريل 2021.
وأسفرت تلك العمليات عن مقتل 43 شخصا، بينهم مدنيون وأطفال، بالإضافة إلى 19 عنصرا من قوات النظام و10 من مقاتلي الفصائل ، وعنصر من الفيلق الخامس وأحد المتعاونين مع الميليشيات الموالية لإيران.
اعتقالات متواصلة
وخلال إبريل، تواصلت حملة الاعتقالات، وفق التقرير الذي رصد أمثلة عن النشطاء الذين اعتقلوا ونقلوا لسجون النظام في العاصمة دمشق.
وفي السويداء، شهدت مناطق في المحافظة تزايدًا في الانفلات الأمني والخطف وسرقة السيارات، في ظل هشاشة القبضة الأمنية لقوات النظام.
وفي الـ 6 من إبريل تجمع عشرات المواطنين من مختلف مناطق محافظة السويداء ، على طريق دمشق – السويداء من الجهة الشمالية للمدينة، وذلك احتجاجًا على تخفيض كميات الوقود المقدمة للمحافظة.
وفي ريف دمشق تعمد قوات النظام لاعتقال أشخاص شاركوا في التظاهرات أو عملوا ضمن مؤسسات مدنية محسوبة على المعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، قبيل تهجير الفصائل منها.
ووفقًا لمصادر المرصد السوري، فإن أجهزة النظام الأمنية عمدت إلى وضع الكثير من ملفات المعتقلين بيد فرع الأمن الجنائي للتملص من طلبات الروس، بعد مطالبة ذويهم المستمرة للشرطة الروسية إطلاق سراحهم، أو الكشف عن مصيرهم.
وفي 29 إبريل، خط مجهولون عبارات على بعض الجدران في بلدة كناكر بغوطة دمشق الغربية، طالبوا من خلالها بإطلاق سراح المعتقلين القابعين في أقبية النظام الأمنية.
ومن العبارات “بدنا كل المعتقلين – لا سلام إلا بخروج المعتقلين – بدنا المعتقلين – لا هدوء إلا بخروج جميع المعتقلين”.
يأتي ذلك بعد أيام من اجتماع وجهاء وبعض من أهالي كناكر بوفد روسي وضباط من النظام.
“انحلال ومخدرات”
وتتزايد ظاهرة انتشار المواد المخدرة في عموم مناطق النظام السوري، في ظل حالة الفلتان الأمني التي شهدتها معظم المناطق السّورية التي جعلت من هذه التجارة أمراً اعتيادياً وسهل التّداول وأمام العلن، في انتهاكٍ صارخ لجميع المواثيق الدّولية، حسب المرصد.
ويتم تصريف المخدرات من خلال تجار أو عبر وسطاء يعملون في مجال بيع المخدرات، بشكل سري، وعن طريق مركبات ووسائط نقل عامة وخاصة، وذلك بعد الحرص على تمويهها.
وتنتشر المخدرات في معظم المحافظات السّورية وخاصة في المناطق الخاضعة لسّيطرة النّظام السّوري، لاسيما في المناطق الجنوبية كالسّويداء ودرعا والقنيطرة والعاصمة دمشق وريفها.
الأزمات المعيشية
لاتزال الطوابير تتصدر المشهد ضمن المناطق الخاضعة لسلطة النظام السوري في عموم المحافظات، وسط استمرار تفاقم الأزمات المعيشية بشكل ملحوظ وفق ما رصده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وباتت طوابير الانتظار على محطات الوقود وأفران الخبز والمواقف العامة والمؤسسات الاستهلاكية وغيرها من أساسيات الحياة تتصدر المشهد، بعد أن أغلقت الكثير من الأفران، وتوقفت عشرات محطات الوقود عن العمل بسبب ندرة الوقود.
وأصبحت مشكلة المواصلات مأزقًا آخر يعاني منه المواطن القابع بمناطق النظام على وجه العموم، خصوصا الموظفين وطلاب المدارس والجامعات، وسط عجز كامل من سلطات النظام على تأمين حاجيات الأهالي الأساسية.
عنف مجتمعي غير مسبوق
خلال شهر إبريل، اندلعت عدة اشتباكات مسلحة عنيفة في مناطق عدة ولا سيما قرية الدلاوية الخاضعة لسيطرة النظام السوري بريف القامشلي الجنوبي.
ووفقاً لمصادر المرصد السوري فإن اقتتالا مسلحا بين عائلتين أفضى إلى مقتل 4 من العائلة الأولى، بالإضافة لمقتل 3 من العائلة الأخرى بينهم نساء.
المرصد قال كذلك إن عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام السوري، تقوم بشكل يومي بسرقة مخصصات الأهالي من مادة الخبز.
ويذهب عناصر الدفاع الوطني في ساعات الفجر الأولى لأخذ مئات ربطات الخبز ومن ثم يقومون ببيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة عن سعرها الأساسي، لكسب مرابح على حساب المواطنين المغلوب على أمرهم.
المصدر: الحرة. نت