لا أدري هل هي مشيئة القدر أم هي جزء من مأساة شعبنا السوري أن يغيب عن المشهد هؤلاء العظام, ميشيل كيلو الفارس الحر, محمد خليفة العروبي المتمرد, تيسير حاج حسين, حبيب عيسى وغيرهم ما عاد القلب يتحمل فراقهم.
محمد خليفة الذي عرفته ثائراً وإنساناً وشاعراً, محمد خليفة القامة الثورية الذي لا يعرف اليأس ويزرع الأمل والبسمة في طيات وقلوب كل من يحدثهم.
لست ممن عرفه لعشرات السنوات وإن كان زخم تاريخه الثوري والفدائي يحضر أمامه, لكن بالسنوات القليلة التي عرفته فيها كانت كافية لأتعرف على شخصية قل وجودها في زمن الخيبات.
كان مواظباً على متابعة الحدث السوري والتأثير فيه, محباً للجميع, كان إبن سوريا ولا ينتمي لطائفة واحدة, استحق مع عدد لا بأس منهم لقب إبن البلد الذي يتواصل مع الجميع ويحدث الجميع ويستمع للجميع, بكلماته الطيبة كان يضفي وجوداً خاصاً حيثما حل, وبمواقفه الوطنية كان فارساً يقتدي به من حوله.
برحيل محمد خليفة نخسر قامة ثورية نحن بأمس الحاجة لها في ساحات الفكر وساحات البحث عن الحرية ومقاومة الاستبداد.
كلماتنا مهما سمت وارتفعت لن تلامس مقدار ومكانة محمد خليفة.
رحمك الله وأحسن مثواك والعزاء لأنفسنا ولذويه على فقدانه, لكن إن رحل محمد خليفة بجسده ففكره قائم بيننا ولم ولن يغادر, وروحه ستبقى بيننا لتعود منتصرة إلى الوطن كما كان يحلم في حياته.
البقاء لله
وداعاً يا صديقي
391 دقيقة واحدة