يكتفي كثير من النشطاء السوريين الثائرين في ذكرى انطلاق الثورة السورية بتوصيف الثورة والتغزل بها والتعبير عن مشاعرهم الجميلة تجاهها. ويخلط آخرون بين تمنياتهم وأحلامهم الجميلة وبين الحقائق الواقعية بشكل يبدو رومانسيًا زيادة عن المقبول.
أن تكون الثورة حلما فهو أمر جميل ومطلوب. وأن تحمل الثورة آمالًا تبدو عسيرة المخاض صعبة المنال فهو أيضًا جميل ومطلوب. فلن تكون ثورة دون تلك الآمال – والأحلام.
الثورة عملية انقلابية جذرية يجب أن تؤدي ليس إلى تغيير النظام السياسي القهري الفاسد فحسب، وإنما إلى ما يستتبع ذلك من تغيير فيما كان ترتب على تسلط ذلك النظام من بُنى ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية تربوية؛ وأيضًا تغيير ما كان سائدًا قبله من بنى وأدوات ساهمت في تكريس تسلطه واستمراريته.
إن مثل هذا التغيير الثلاثي الأبعاد عملية مستمرة متواصلة متراكمة طويلة المدى عميقة الجذور حتى بعد سقوط النظام السياسي وأجهزته الأمنية. وحتى يكون التغيير مكتملًا، ينبغي أن يشمل المرتكزات الثلاثة التي مكنت الأمر الواقع القائم من التحكم والاستمرار بما فيه من قهر وتسلط واستبداد وتبعية وظلم وفساد.
١ – النظام السياسي المتحكم والممثل لسلطة الأمر الواقع المرفوض والمعبر عن مصالحه العليا الكبيرة والصغيرة، ومعه كل أجهزة القمع التي أنشأها لإبقاء حكمه وتحكمه في البلاد والعباد.
٢ – البنى المتنوعة التي أنشأها في كل مجالات الحياة والتي كانت يده الطولي في خداع الناس وتضليلهم وتركيعهم وإخضاعهم لتحكمه. وتدخل فيها كل مؤسسات التربية والتعليم والإعلام والدعاية والتسويق التي كانت مهمتها إعادة تشكيل وعي الناس وعقولهم بما يضمن له بقاء سيطرته إلى الأبد. كما تشمل تلك البنى الاقتصادية التي كانت سبيله للهيمنة على مقدرات البلاد ومكنته من صياغة علاقات مصلحية ربطت الكثير من الفعالية الاقتصادية والاجتماعية بمسار حركته الاقتصادية مما حولها تدريجيًا إلى قوى مرتبطة مصلحيًا به متواطئة معه مدافعة عنه لأن وجودها كفعالية اقتصادية اجتماعية أصبح مرتبطًا عضويًا بمؤسسات النظام وتسهيلاته المعطاة لها تحت وطأة ما يملكه من سطوة القانون والتشريع والترهيب في وقت واحد. يدخل في هذا الباب أيضًا ما أدخله على البنية الاجتماعية الديمغرافية السكانية من تعديلات تخدم مشروعه المذهبي العنصري الرامي إلى سيطرة تامة ونهائية على الشعب والوطن.
٣ – البنى والمصالح والأدوات التي سبقت سيطرته وتحكمه وكانت سببًا في ذلك أو ساعدته فيه أو هيأت له ظروف وصوله وبقائه وتحكمه؛ سواء عن وعي ومعرفة وتواطؤ أو عن جهل وقصور نظر وعدم رؤية الأخطار بعيدة المدى.
مما لا شك فيه علميًا وموضوعيًا أن تغيير النظام السياسي المتحكم هو المدخل إلى كل تغيير ثوري آخر. كما أنه المقدمة الأساسية لمصادرة ما تملكه القوى المرتبطة مصلحيًا بالنظام، من سلطة ونفوذ سوف تستخدمه حكمًا في عرقلة عمليات التغيير وإفشالها.
وفي الوقت ذاته فبدون تغيير ذلك النظام واستبداله لا يمكن البدء بتشكيل بنى ثورية مغايرة له متناقضة مصلحيًا معه. وعليه فإن تركيز مطلب الثورة على تغيير النظام السياسي وإسقاط أجهزته الأمنية؛ أمر منطقي وموضوعي لا يمكن تجاوزه.
إن ثورة تؤدي إلى مثل هذا التغيير الشامل لا بد أن تتوفر لها عناصر كثيرة أساسية لا يبدو أنها توفرت كلها للثورة السورية، الأمر الذي ساهم في تحريفها عن مسارها في كثير من المراحل وأدى بها إلى عدم المقدرة على صنع انتصار جوهري.
إن هذا الوضوح للعملية الثورية يشكل ضرورة لاكتساب وعي ثوري من شأنه أن يقود عملاً ثوريًا ناجحًا مستمرًا يحقق ما يصبو إليه وإن بالتدرج والتدريج. وهذا ما لم يكن متاحًا أو متوفرًا لكثير من عناصر المشهد السوري أثناء أحداث الثورة وما سبقها ويصاحبها إلى الآن.
إن إلقاء الضوء على الواقع السوري خلال المئة سنة المنصرمة ضروري لفهم كثير من مجريات الأحداث التي رافقت ثورة الشعب السوري وبالتالي تفهم ما آلت إليه وقائعها الراهنة.
1 – سورية في الجغرافيا.
تحتل سورية موقع القلب في الجغرافيا الإستراتيجية للمنطقة العربية برمتها. سورية الطبيعية التي تضم بلاد الشام جميعًا ومنها فلسطين ولبنان كانت دائمًا محط أطماع الدول الأجنبية ومسرحًا لعدوان متواصل منها عليه. سلخوا عنها لبنان واتخذوه ساحة للتواطؤ عليها وعلى عروبتها.
سلخوا كيليكية وما حولها وضموها إلى تركيا وراحوا يتلاعبون في هويتها العربية ويعبثون بها. ثم سلخوا الإسكندرون وأتبعوه بهوية ثقافية مغايرة. ثم كانت فلسطين القلب الذي اغتصبوه وأقاموا عليه كيانًا عنصريًا معاديًا لهويتها العربية ولكل المنطقة العربية؛ واتخذوه ذراعًا للقمع والسيطرة والتحكم والعدوان. وهكذا حاصروا سورية من جميع الجهات.
2 – سورية في التاريخ الحديث.
كان التاريخ الحديث القريب سلسلة متواصلة من المعارك والصراعات الدولية على سورية وفيها وحولها. قسموا ما تبقى منها إلى دويلات فأجبرهم الشعب السوري على تركها فأعاد إليها وحدتها بعد الحرب العالمية الثانية. وحينما اشتد خطر الحصار عليها في الخمسينات من القرن العشرين وباتت تحت نيران حلف بغداد لجأت سورية إلى الوحدة مع مصر لتحمي ذاتها تحت قيادة جمال عبد الناصر فما كان من القوى المحاصرة والطامعة بها إلا أن استماتت لفك الوحدة وإفشال التجربة الوحدوية كخيار يحمي كيانها الوطني. واستمر العبث بها وبأوضاعها الداخلية وإدارة أزمات قيادية وإزاحة قيادات وطنية غير مرتبطة إلى أن استقر نظام الحكم في أول السبعينات مع النظام المستمر في نهبها حتى اليوم.
الملفت جدًا أن التدخل الخارجي في الوضع الداخلي لسورية وتحريضه المستمر والمتصاعد على قياداتها الوطنية ورموزها الحرة، والذي وصل إلى تدبير انقلابات عسكرية واغتيالات وتدخل تفصيلي في تعيينات عسكرية وحزبية وسياسية؛ جميع هذه التدخلات العدوانية قد هدأت وسكنت واختفت مظاهرها مع استتباب الأمر للنظام القائم فيها منذ خمسين سنة. وكان هذا بذاته أحد العوامل المهمة التي أتاحت استقرار النظام الحالي واستمراره.
كان ذلك النفوذ الأجنبي وتدخلاته السافرة والمستترة هو الذي عبد الطريق وأزاح عنه عقبات كثيرة ليصل من وصل وجلس واستحكم راغبًا في حكم سورية إلى الأبد. ومن جهة ثانية استطاع النفوذ الأجنبي إياه تصنيع قواعد له وركائز مرتبطة به متمسكة بدوره معبرة عن رغباته ومشاريعه. جميع هذه القواعد والركائز سيكون لها شأن في توجيه الأحداث منذ اندلاع ثورة الشعب السوري. وإن كان خافيًا أو مخفيًا. سبقت تلك الأطماع والتدخلات الخارجية اكتشاف النفط والغاز وحتى سبقت اغتصاب فلسطين في 1948.
3 – كان من الاعتيادي والحال كذلك أن تكثر التدخلات وتتسارع خطواتها وتتنشط أدوات لها كثيرة منذ اندلاع تلك الانتفاضة الرائعة للشعب السوري في كل أنحاء الجمهورية العربية السورية رافضًا للهيمنة والتبعية والاستعباد والفساد.
تدخلات عربية وإقليمية ودولية تبعًا للأهمية الاستراتيجية لسورية؛ التاريخية والجغرافية؛ وللثروات الطبيعية المكتشفة فيها والمتوقعة بما يزودها بإمكانيات هائلة سوف تشكل خطرًا جديًا على أمن الكيان الصهيوني فيما لو تحرر الشعب السوري العروبي بتكوينه والمعادي “لإسرائيل”
بطبيعة الحال السياسي والثقافي والحضاري. وهنا أحد مفاتيح الفهم الموضوعي المتكامل لمآلات الثورة والأحداث التي تصاحبها إلى الآن وأبرز ما فيها بقاء النظام الأمني الحاكم والمتحكم وإن شكليًا.
4- قبل ” الثورة ” كان لنهج النظام الأمني التبعي الفاسد ومشروعه المذهبي العنصري الشخصاني المستحكم منذ سبعينات القرن العشرين، ما يكفي من التحدي والاستفزاز والاستحقار لتشكيل حالة غليان ثوري راغب في التغيير وقادر عليه كانت تعتصر قلب الغالبية الساحقة من أبناء الشعب السوري الأحرار. فكانت الزخم الهائل الذي ترجمته ثورتهم منذ اندلاعها في 2011. فأنزلت ملايينهم إلى الساحات هاتفين لسورية حرة واحدة موحدة يحكمها العدل والقانون والمواطنة. تظاهروا سلميًا علت حناجرهم بصوت الحرية لا غير طيلة ستة أشهر كانت كافية لإسقاط النظام لولا أن جميع القوى المعادية لتحرر الشعب السوري، الداخلية والخارجية، استجمعت خلاصات امكانياتها وخبراتها للالتفاف على الثورة وإفراغها من مضمونها السلمي المدني المتحضر وحرفها عن مسارها تمهيدًا للانقضاض عليها.
وفي الوقت الذي كانت تتجمع مسببات الثورة في نفوس السوريين الاحرار؛ كان النظام الأمني يصادر الحياة السياسية تمامًا ويصنع أشكالًا لها موبوءة بداء الانتهازية والنرجسية والفردية والتبعية المصلحية؛ متخذًا منها ستارًا مهتوكًا لتعمية الناس عن حقيقة دوره ومشروعه المذهبي اللا وطني. معتمدًا على منهج ثلاثي الأبعاد في التعامل مع الحركة السياسية السورية:
التدجين والاحتواء
القمع والاغتيال والاعتقال
النفي والتهجير.
كان من شأن هذا المنهج أن يؤدي عشية اندلاع الثورة أن تكون الحركة السياسية الشعبية مبعثرة القوى مشتتة القيادة ضعيفة التنظيم جدًا لا وجود لبرنامج أو مشروع وطني محدد الأهداف متكامل الأبعاد.
5- قوى الثورة والمعارضة. حينما بدأت الانتفاضة الشعبية تبلور لها ذاتيًا قيادات ميدانية حرة شريفة ملتصقة بالواقع الشعب؛ تحاول تنسيق العمل الثوري وقيادته وبلورته وترجمته إلى حركة نضالية ملموسة واضحة المعالم؛ سارعت كل القوى المتضررة إلى إعداد ما يلزم للقضاء على تلك القيادات والتخلص منها. فكان الاغتيال والاعتقال هو المصير الذي ينتظرها. وهكذا تم للقوى المضادة للثورة وعلى مدار سنواتها التسعة؛ اغتيال مئات الكوادر والقيادات الميدانية الشريفة المخضرمة منها والناشئة مع تصاعد أحداث الثورة والمواجهة.
ولسوف يكون لهذين العاملين:
١ – ضعف وتشتت الحركة الوطنية سياسيًا وتنظيميًا.
٢ – والتخلص من القيادات الناشئة والمتبلورة في ميادين الثورة.
أثرًا بالغًا في اضعاف الموقف الشعبي وفي تمكن القوى المضادة من فبركة واجهات أسمتها “معارضة “راحت تتعامل معها على أنها الشعب أو الطرف الآخر المواجه للنظام بعد أن زودتها بإمكانيات مادية وإعلامية ضخمة وفرضتها على الاهتمام العام فصارت محور الحركة والانتباه وفي ذات الوقت إحدى أدوات التخلص من الثورة وحرفها عن مضمونها التحرري الحقيقي.
برزت إلى الواجهة أسماء معروفة بتبعيتها لهذه القوة أو تلك لهذه الدولة أو تلك ممن يعادون الثورة وراحوا جميعًا يتناغمون في أداء أدوار متكاملة خلاصتها تقزيم الثورة وتسخيف الحركة الشعبية وإبقاء النظام كما هو مجرد أداة قمعية وواجهة لتغطية وتمرير أهداف القوى المعادية للثورة وللشعب السوري. وقد بلغت المهانة واستحمار الوعي الشعبي وإرادته الثورية حدًا جعل الكثير من أدوات النظام ذاته، أسماء لامعة في عوالم ما سمي بالمعارضة.
في الوقت الذي يجري تهميش وخنق وإسكات الأصوات الوطنية الحرة ومنع أية إمكانية لها على الفعل والحركة. فكان هذا كله أحد المآزق التي واجهت الثورة وما تزال.
6- العمل العسكري. لم يكن خيار الحركة الشعبية المنتفضة استعمال السلاح وهي تعلم جيدًا انه لن يكون في مصلحتها.
كان للنظام وأجهزته الأمنية والأجهزة الاقليمية والدولية المتواطئة مع النظام؛ الدور الاول والأساسي في توجيه الانتفاضة نحو أعمال عسكرية بدءً من أدوات صغيرة محدودة استطاعت إيجادها وتمويلها وتسليط الأضواء عليها ثم راحت تستخدمها في أداء أهداف محددة تصب جميعها في خدمة النظام وبقاء سلطته وتسلطه. فأدت أدوارًا بالغة السوء ثلاثية الأبعاد تمثلت في:
١- اغتيال القيادات الميدانية التي لم يستطع النظام الوصول إليها.
٢- تغطية الصفقات المشبوهة بين القوى المعادية للشعب والثورة.
مما أدى إلى تسليم مناطق بكاملها للنظام بذرائع مختلفة أحيانًا تحت غطاء قتالي ودون أي قتال في أحيان كثيرة. مستمدًا من ذلك قوة جديدة أضيفت إلى قوته التي كانت في طور الانهيار.
٣ – خنق روح الثورة والرغبة في التمرد والانتفاضة لدى قطاعات واسعة جدًا من الناس الذين شكلوا جماهير الثورة وزادها وحضانتها. الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثيرين وترددهم في دعم أية تحركات شعبية ثورية جديدة والانكفاء عنها والعودة إلى صفوف الانتظاريين والسلبيين والشامتين في بعض الأحيان. ولم يكن العمل العسكري كله سيئًا أو مرفوضًا أو مشبوهًا. بل كانت الحاجة الملحة للدفاع عن النفس والأرض والعرض سببًا لإقدام آلاف الشباب السوري الحر على حمل السلاح ومواجهة قوة بطش النظام وعدوانه المتصاعد على الناس دون تمييز بين مدني وعسكري.
ونظرا لطبيعة العمل العسكري واحتياجاته الملحة للمال والسلاح فقد وجد الشباب الحر ذاته مجبرًا على الانضواء في الفصائل العسكرية المشكلة ميدانيا والاحتماء بها والاستعانة بها لتحصيل السلاح والذخيرة.
كان هذا سببًا لاستغلال تضحيات جبارة لآلاف الشباب السوريين الأحرار ومنعها من أن تترجم إلى مكاسب ميدانية عملانية ثابتة أو فقدان المقدرة على الاحتفاظ بها وحمايتها. وقد كان لهذا الاختلاط بين القوى الشبابية الحرة وبين الفصائل المسلحة الممولة من جهات عدة؛ أثرًا سلبيًا بالغًا على معنويات الثورة وصورتها وفهم الآخرين لها.
7- الإعلام والتوجيه. لعب الإعلام دورًا بالغ الخطورة في إضعاف الثورة وفض الكثيرين عنها فكان الأداة الأولى لطمس تضحيات السوريين المقاتلين وإلصاقها بالفصائل المسلحة والتي ضمت في صفوفها مقاتلين أجانب. فكان ذلك ذريعة لكل القوى المعادية للثورة للادعاء أنها إنما تخوض معركة ضد الإرهاب العالمي الذي يقود مؤامرة على سورية الدولة والوطن.
وهو ذاته الذي استطاع تسويق النظام على ذلك الأساس، أي مواجهة الارهاب والمؤامرة العالمية على سورية ؛ مما أدى إلى تشوش قطاعات لا بأس بها من الناس والرأي العام لا سيما العربي البعيد عن الاحتكاك بالوقائع الميدانية المعاشة. وسوف يكون لهذا التشوش شأنًا لا ينبغي إغفاله أو السكوت حياله.
المؤسف أن القوى الشعبية والثورية الحرة لم تستطع التصدي لهذا التشويش والتشويه المتعمد على دورها وطبيعتها؛ ومن جهة ثانية لم تستطع أن تستكشف مبكرًا الدور السيء الذي لعبته الفصائل المسلحة المرتبطة ولم تتمكن بالتالي من استثمار تضحيات وبطولات وصمود آلاف الشباب السوري الحر. والسبب الأساس في ذلك مثلث الأضلاع أيضًا:
١- ليست منظمة وليس لها قيادة واضحة وبرنامج عمل محدد.
٢- ليس لديها أية امكانيات مادية أو إعلامية أو بشرية متفرغة.
٣ – الامكانيات الهائلة التي تملكها القوى المضادة فالإعلام العالمي كله يقف في مواجهة الشعب السوري وطاقاته الوطنية الحرة.
8- أصدقاء الشعب السوري. لم يستطع معسكر أصدقاء الشعب السوري ممن أعلنوا وقوفهم Yلى جانبه منذ مرحلة مبكرة؛ ترجمة تأييدهم له بشكل عملاني صحيح. فوقعوا في أفخاخ كثيرة. سببها:
أولًا- غياب القيادة الثورية المتحدة لتكون قناة الدعم الوحيدة المتاحة؛
ثانياً -عدم تمكنهم من فهم واقع وأبعاد ثورة الشعب السوري وخصوصياتها وخلفياتها التاريخية والاجتماعية.
ثالثًا -راحت تختلق لذاتها أدواتها الخاصة بها لتترجم لها أهدافها هي في الساحة الثورية وليس تقديم دعمها لقوى الشعب السوري فكان أن أصبحت سببًا أضاف إلى الشرذمة والتشتت وزاد في الصراعات المحلية في الصفوف المواجهة للنظام لا بل استغل النظام تدخلاتها لتقوية مواقعه وذرائعه الإجرامية. ثم كانت المحصلة أن رضخت أطراف الأصدقاء لضغوط القوى المضادة فانخرطوا في سياق استراتيجياته لإبقاء النظام واحتواء الثورة.
9- الموقف الدولي. تأرجحت المواقف الخارجية من الثورة السورية صعودًا وهبوطًا بين تأييد معلن وعداء مضمر فبقيت جميعها تصب في مصلحة النظام وتخدم استمراره في السلطة.
حتى تلك الدول العربية او الاقليمية التي اعلنت تأييدا لمطالب الشعب المنتفض وقطعت مع النظام؛ سرعات مع عادت للانضواء تحت ظل الحماية الدولية التي سكتت عن كل جرائمه بل وفرت له الحماية والدعم متنوع المصادر ولا تزال تحميه وتبقيه مجرد غطاء لمطامعها الأممية في تقسيم سورية واقتسامها ومصادرة اراضيها ومواردها وتهجير اكتر عدد ممكن من كتلتها السكانية المستقرة تاريخيا والمتجانسة اجتماعيا مع ما يصاحب ذلك من تدمير وتغيير سكاني ديمغرافي وعبث متعمد بالجغرافيا السورية وإلغاء الهوية الوطنية العربية الجامعة..
لم يكن هذا بمستغرب لدى نافذي الوعي بحقائق الامور وطبيعة النظام الدولي الامبريالي.
إلا أن بعض الثائرين الناشطين وقعوا في شراك التسويق الامريكي والغربي المؤيد شكليا فباتوا ينتظرون الفرج من طريق وقوف جدي معهم من قبل النظام الدولي بعد ان صدقوا وعوده الكاذبة.
ولعل الخطر الأكبر الذي نجم من الموقف الدولي المعادي للشعب السوري وتحرره؛ تمثل في تكاتف أجهزته الأمنية وعبقريتها العملانية وتشكيل فصائل مسلحة ميليشياوية تؤدي دورها بنجاح باهر لخدمة بقاء النظام وتشويه الثورة ولتكون واجهة اداة لتنفيذ كل اهداف التدخل الدولي تحت غطاء مواجهتها باسم محاربة الارهاب. وإمدادها بالمقاتلين الاجانب المؤتمرين بأوامرها وتعليماتها.
فكانت ” داعش ” الاداة الأخطر التي تقاطعت فيها مشاريع وغايات القوى الدولية المعادية مع النظام والقوى التي تدعمه وتحميه من السقوط…
تلتها وتكاملت معها جبهة النصرة التي لعبت دورا خطيرا في تصفية القيادات الوطنية الحرة ؛ فأدت مع داعش ادوارا مسرحية مرسومة بعناية ودقة كان مؤداها إجهاض الثورة واعادة النظام الى المناطق التي كان اجبر على تركها ؛ وتم ذلك في عمليات اشبه ما تكون بالتسلم والتسليم يدا بيد..
عدا عن تشكيلهما معا ذريعة الإرهاب وتمرير كل الغايات الخبيثة المعادية لتحرر سورية وشعبها..
وهنا ايضا تجب الإشارة إلى الخطأ الجسيم الذي وقع فيه بعض الثائرين الناشطين حينما رحبوا بالنصرة بل أضفوا عليها شرعية وطنية جهادية ساهمت في تمكينها من الاستحواذ على المناطق المحررة والقيام بما قامت به من ممارسات سيئة ومشبوهة.
مرة أخرى كان لغياب القيادة الوطنية الموحدة للثورة دور اساس في تمرير تلك الادوات المشبوهة الى الصف الشعبي المنتفض..
10 – روسيا وإيران.
حينما ازداد الضغط الشعبي على النظام وكاد أن يطيح به؛ استقدم النظام الدولي المساند كلا من إيران اولا ثم روسيا ثانيا للاضطلاع بما لا تستطيع أطراف ذلك النظام الامريكي الغربي الصهيوني في احتواء الثورة ووأدها وحماية النظام من السقوط.
فتكاملت ميدانيا ادوارهم جميعا لتأدية عمل اوركسترالي متناغم متوزع الادوار والمصالح رغم ما يشوبه احيانا من خلافات هامشية في التفاصيل ورغم الاختلافات الشكلية الكبيرة في العناوين والتبريرات فقط.
فكان الدور الأخطر لهما والمتمثل في تدمير المدن والقرى المستهدفة وتهجير من يبقى حيا من اهلها وناسها؛ كذلك التغيير السكاني الديمغرافي والثقافة الاجتماعية الأكثرية السائدة..
11 – خلاصات ونتائج..
١ – لم تنجح ثورة شعبية على مر التاريخ الا حينما توفر لها شرطان:
الاول: دعم خارجي يصل الى حد تبنيها كما كان حال الثورات الحديثة في الجزائر والصين وكوبا وفيتنام وإيران وبلدان افريقية كثيرة.. ولو كان هناك تدخلات اخرى معادية لها.
الثاني: انتفاء التدخل الخارجي أكان مساندا او معاديا..كما في حالة الثورة الفرنسية مثلا . فاستطاعت الانتصار بقواها الذاتية رغم ما شابها ايضا من تعرجات واشكاليات…
وحدها الثورة السورية امتنع عنها الدعم الخارجي وتكالب عليها العداء الخارجي كله..إضافة الى وضعها الذاتي المأزوم موضوعيا..
٢ – الثورة السورية هي الاولى انسانيا من حيث كم ونوع التضحيات المقدمة ومن حيث التدمير والتهجير والتغيير الديمغرافي.
٣ – الأولى عالميا في عدد المعتقلين السياسيين وفي عدد المقتولين تحت التعذيب بأنواع كثيرة الشذوذ والوحشية والإجرام..وفي حجم المآسي الإنسانية الهائل.
٤ – ثورة يتيمة فلم يتبناها أحد بل تآمر الكل عليها ولأول مرة في التاريخ الحديث يجتمع الموقف الدولي كله على محور واحد معاد لتحرر الشعب السوري رغم كل الضجيج الاعلامي المغاير نفاقا وكذبا..
٥ – ثورة كاشفة: ساهمت بكشف وتعرية كثير من الاطراف المحلية والعربية والإقليمية التي تدعي الوطنية او العروبة او الاسلام وكانت مواقفها مخزية متخاذلة منافقة..الامر الذي يتطلب نقدا تقييميا لكل الحركات السياسية العربية غير الرسمية.. كما كانت سببا رئيسيا في تعرية النظام الاقليمي العربي وعجزه وابانت تبعيته التامة للنفوذ الدولي.. وسقوط كل مؤسساته الاقليمية واولها الجامعة العربية.
٦ – كانت الثورة السورية اهم أسباب السقوط المدوي للنظام العالمي المعاصر وتعرية تبعيته للقوى الرأسمالية الغربية وهيمنتها على كافة مؤسساته الحقوقية والاقتصادية والأممية وفي رأسها الأمم المتحدة ومجلس الامن وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومثيلاتها من منظمات المجتمع المدني جميعا..وفي ذات الوقت سقوط وبيان زيف كل الشعارات الكبيرة التي يتمسح بها النظام الدولي ويغطي بها تدخلاته الخبيثة ومصالحه الجشعة اللا انسانية وفي مقدمتها شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير وما يتبعها. هذا السقوط الثلاثي الاضلاع للنظام الدولي الراهن والذي كانت تضحيات الشعب السوري سببه الاول والمباشر؛
اولا- سقوط الدول في براثن المصالح والشركات الرأسمالية المفترسة المتوحشة.
ثانيا- سقوط المؤسسات الدولية النابعة منه والتي تتصدر العمل الدولي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ثالثا- سقوط الشعارات الكبيرة التي اتخذها لنفسه ذاك النظام الدولي من الديمقراطية الى حقوق الانسان فأضحت كلاما مفرغا من اي مضمون انساني حقيقي..
إن سقوط النظام الدولي هذا سوف تكون له تداعيات كبيرة جمة على الصعيد الدولي والعالمي برمته. والفضل فيه لثورة الشعب السوري وصموده الاسطوري وتضحياته العظيمة..
٧- حينما لا تكون هناك قيادة موحدة للثورة ، حزبا او جبهة وطنية ، تقودها منذ البداية تخطط لها وتبرمج عملها ومراحلها ؛ فإن سير أحداث الثورة وطالما انها شعبية وطنية عامة ؛ ينبغي أن يبلور لها قيادة شبابية ميدانية ناشئة وهذا ما كان قد بدأ يتشكل في الثورة السورية ولجانها التنظيمية وتنسيقياتها المحلية المتعددة وكانت تتصاعد لتصل الى مرحلة بلورة القيادة العامة الواحدة. ومن الانصاف القول ان جميع العوامل التي أفشلت هذه البلورة كانت من صنع القوى المعادية للثورة والمضادة لها بما تملكه من امكانيات وخبرات وطاقات من كل نوع وحتى من رصيد بشري مرتهن لها مرتبط بما تمليه .مما ادى في النهاية الى ما وصلت اليه الامور راهنا.ولم يكن اغتيال القيادات الميدانية الشريفة هو الاسلوب الوحيد في ذلك بل تضافرت معه اسباب اخرى كثيرة. ولعله من المفيد القول ان شخصانية بعض الناشطين وفرديتهم حد النرجسية الذاتية قد ساعدت القوى المضادة في منع بلورة قيادة واحدة للثورة..
ولا تزال الثورة تفرز ميدانيا كل يوم شخصيات ميدانية قيادية ولكنها تبقى متفرقة غير متكاملة او منسقة..
12 – الواقع الراهن؟؟
يتلخص الوضع القائم في سورية حاليا في:
١ – احتلال أجنبي فعلي شامل متعدد لكامل ارض الجمهورية. تغطيه اتفاقيات طويلة الأجل لقوى الاحتلال فيما بينها او مع النظام بما يضفي صبغة قانونية عليه..
٢- ظهور دويلة انفصالية كردية في الجزيرة تنكر هويتها العربية وترفض صلتها بالوطن وتتمتع بحماية دولية من القوى المعتدية العظمى اي الولايات المتحدة الامريكية..
٣ – دمار كبير جدا لعدد كبير من القرى والاحياء والبلدات والتجمعات السكنية. مما يجعلها غير صالحة للسكن.
٤ – تهجير اعداد ضخمة من السوريين وتشتتهم في انحاء متفرقة معظمهم يعيش في الخيم وسط ظروف معيشية بدائية صعبة للغاية.
٥ – اعداد كبيرة مؤلفة من المعتقلين الذين يتعرضون لأبشع انواع التعذيب حتى القتل المتعمد والتشويه الدائم.
٦ – اعداد كبيرة مؤلفة من الايتام والمعاقين والمشوهين الذين لا معيل ولا معين لهم.
٧ – اجيال بكاملها من الاطفال والاولاد خارج اية منظومة تعليمية او دراسية. فضلا عن وضع نفسي في غاية التأزم. وهذا يعني القضاء على فرص التطور الطبيعي السليم لهم..
٨ – ازمات نفسية مستفحلة لدي الكثير من كل من سبق ذكرهم: مهجرين ومعتقلين وذويهم ومعاقين ومشوهين ومشردين ….
٩ – بطالة عالية جدا في جميع اوساط السوريين حتى أولئك الذين يعيشون في بيوتهم داخل اراضي الجمهورية.
١٠ – غلاء فاحش مصحوب بأزمة اقتصادية خانقة بعضها مفتعل لإلهاء الناس وإغراقهم بالبحث عن متطلبات الحياة المعيشية اليومية.
١١ – استمرار أجهزة الامن الرسمية في ممارساتها التعسفية بحق المواطنين بما يعني استمرار حالة الخوف والرعب التي تسببها تلك الممارسات..
١٢ – تغيير سكاني ديمغرافي يتمثل في احتلال قرى ومناطق كاملة من قوى غريبة وعدم السماح للمهجرين بالعودة الى بيوتهم حتى في المناطق التي عادت تحت سيطرة النظام وتوقفت الاعمال القتالية فيها.
والخطير هنا ايضا عمليات تجنيس وتمليك وشراء عقارات واراضي مما يضفي شكلا قانونيا على ذلك التغيير السكاني الذي يهدد مستقبل الاستقرار في سورية حتى بعد سقوط النظام..
١٣ – استمرار تشرذم الساحة الوطنية وعدم تبلور قيادة موحدة ذات رؤية واضحة ومشروع وطني واضح المعالم.
١٤ – استمرار مؤسسات ما يسمى بالمعارضة في لعب دورها الذي قامت لأجله وهو تغطية كل الغايات الاجنبية والانتفاع من وراء ذلك.
١٥ – استمرار التواطؤ الدولي والإقليمي ضد الشعب السوري لحماية وابقاء النظام الذي لم يعد أكثر من واجهة تغطي كل عدوان على الشعب والارض والوطن..
١٦ – انتشار بشري سوري واسع النطاق على امتداد العالم أجمع. ولسوف يكون لهذا الانتشار شأن وأي شأن…
١٧ – انهزام عدد من الثائرين أمام المشهد المأساوي والنكسات المتلاحقة. فراحوا ينشغلون بإيجاد مبررات من الواقع لانهزامهم ..سواء واقع سير الاحداث في الثورة او فيما قبله وصولا الى ازمان بعيدة غابرة..
١٨ – انسلاخ عدد آخر من الثائرين الناشطين والتحاقهم بأحد اشكال النفوذ الأجنبي ؛ ظاهرة او باطنة ، وذلك تحت ضغط الحاجة الملحة الى الامكانيات المادية او لقصور وضعف ذاتي في الرؤية او الشخصية.
وتحت مظنة المقدرة على الاستفادة من ذلك النفوذ الاجنبي لمساعدة الثورة والناس..
١٩ – عودة عدد ضئيل من الناشطين الى حضن النظام بدافع اليأس والإحباط وهم قلة لا يعتد بها سقطت من حساب العمل الوطني..
٢٠ – لجوء عدد ضئيل جدا من الناشطين الى المظلة ” الإسرائيلية “بردة فعل عشوائية تعبر عن قصور في الرؤية تتوهم امكانية الاستفادة من دعم صهيوني ضد النظام؛ جاهلة بطبيعة النظام الحقيقية وطبيعة دوره الإقليمي المحمي جدا من النظام الامبريالي الامريكي الصهيوني..
13- فما العمل؟؟
قبل الاجابة على هذا التساؤل تثور تساؤلات كثيرة من اللازم البحث فيها والاجابة عليها ..
١ – هل هناك حاليا ثورة في سورية؟
٢ – هل قامت ثورة اصلا ام كانت مجرد انتفاضة شعبية عارمة ؟
٣ – ايا ما كان الأمر؛ من هي القوى الثورية حاليا وكيف تتمثل رؤيتها وما هو برنامجها ؟؟
٤ – ما هي مقدرة كل القوى الوطنية الراهنة على مواجهة الواقع القائم حتى لو افترضنا أنها توحدت وشكلت لها قيادة واحدة؟
٥ – ما هي الامكانيات المتاحة والتي يمكن توفيرها وتوظيفها في العمل الوطني للمواجهة ؟؟
٦ – هل هناك رموز شعبية حرة يمكن ان يلتف حولها الوطنيون لتشكيل نواة لجبهة وطنية متماسكة تقود العمل الوطني متعدد الابعاد والميادين ؟؟
٧ – هل نستمر في الثورة انطلاقا من بناء مقومات موضوعية لها بما هو متوفر ومتاح في الظروف الراهنة المحيطة بالوضع في سورية ؛ ام نتوقف لإلتقاط الأنفاس وانتظار تغييرات في الوضع العربي او الدولي قد تحصل حاملة ايجابيات لصالح الثورة ؟؟
٨ – تتوقف الاجابة عن : ” ما العمل ” على الاجابة على تلك التساؤلات الأخيرة..
اننا نرى أنه لا خيار امام الوطنيين السوريين إلا الاستمرار في الثورة بعد استكمال مقوماتها وادواتها ولو بالحد الأدنى ، أو الموت..
إن الكم الهائل من التضحيات التي قدمها الشعب السوري أدى إلى إذكاء شعلة الثورة والرغبة في التغيير والإصرار عليه ؛ في نفوس الغالبية العظمي من ابناء الشعب.حتى اؤلئك الساكنين الساكتين في مناطق وجود النظام..
أما القلة القليلة التي أصابها فقد سقطت من الحساب.
إن الواجب الوطني يقتضي راهنا ما يلي :
١ – تشكيل جبهة وطنية تضم كل المخلصين الراغبين في استمرار العمل الوطني والمؤمنين بقدرته على التقدم والأنجاز.
٢ – اطلاق برنامج عمل وطني مرحلي يحدد الاولويات حسب الامكانيات المتاحة..وفقا لرؤية وطنية متكاملة واضحة .
٣ – تجميد او إلغاء اية خلافات في الرؤى او في المنطلقات العقائدية او الخلفيات الحزبية لتكون وحدة العمل الوطني غاية الجميع.
٤ – حصر الامكانيات البشرية لا سيما الفنية والاعلامية والمادية للسوريين في انحاء العالم وتحديد ما يمكن ان تقدمه في إطار البرنامج الوطني المرحلي..
٥ – توظيف الطاقات الإيمانية التطوعية الكامنة في نفوس الشباب للانخراط في جوانب برنامج العمل الوطني..
٦ – إعطاء اولوية قصوى لمتابعة قضية المعتقلين بشتى الوسائل وفي كل الميادين دون كلل او توقف.
٧ – الاهتمام الثاني يتوجب ان يكون بالمهجرين في اماكن تواجدهم لا سيما ابناء المخيمات في سورية والدول المحيطة بها..
٨ – إن الانخراط في عمل ميداني لمساعدة المهجرين والشباب في مجالات الحياة المتنوعة من شأنه أن يساهم في اكتشاف طاقات شبابية نضالية ينبغي توظيفها في العمل الوطني المتكامل..
٩ – ان النواة الاولى الاساسية لهذا الإطار الجبهوي يمكن ان يتم في خارج سورية وحيث تتواجد اعداد غفيرة من الناشطين السوريين الثائرين .
١٠ – يجب الاعتراف ان الوضع الراهن خطير للغاية والامكانيات المتوفرة للعمل الوطني ضئيلة جدا قياسا للتحديات المحيطة والمآسي الرهيبة. ورغم ذلك تبقى امكانية تفعيل العمل الوطني وتطويره وتغذيته بطاقات جديدة، قائمة ومتوفرة.وما إن تنطلق جبهة وطنية ذات مشروع وبرنامج مرحلي للعمل حتى تبدا الطاقات الإيجابية بالظهور ورفد العمل والاضافة اليه. حتى ان اي تضامن او مساندة للثورة من اية جهة شعبية عربية او عالمية ؛ يتوقف ظهوره على قيام جبهة للعمل الوطني تكسب ثقة السوريين الأحرار أولا..
الطريق طويل وشاق ولكن من لا يضع خطواته الأولى على الطريق لن يصل …
إن الفهم الصحيح لطبيعة النظام المستحكم في سورية ووعي دوره الخطير في المنطقة كلها يشكل ضرورة لفهم ابعاد المواجهة معه ومتطلباتها الشاملة. فهو أكثر من مجرد نظام استبدادي قمعي. .بل نظام وظيفي يتمتع بحماية دولية في قلبها امريكا ” وإسرائيل”.
وصعت مشاركتي في حقل التعليق.
لم يصل شي استاذنا الكريم
للتواصل غلى البريد
info@arabiansforum.net
دراسة دقيقة موصفة المراحل من الثورة السورية وفق مسارها ، والحلول المطلوبة بتوجهات محددة ، ولكن اغفال الدور الدولي المنوط به ، المجتمع الدولي الذي وجد بعد الحرب العالمية الثانية والممثل بمجلس الامن ، والتحايل على دوره من خلال ادوار براجماتية لوأد الثورة من خلال الاستانة وسوتشي