درس الدكتور الشهيد عمر الشيشكلي:/١٩٣٥-١٩٨٠/رحمه الله تعالى الطب البشري واختص في طب العيون؛ شغل رئيس جمعية أطباء العيون في سورية. انتسب الدكتور عمر شيشكلي إلى (حزب الاتحاد الاشتراكي العربي) منذ التأسيس، وعندما انضم حزب الاتحاد الاشتراكي إلى الجبهة الوطنية عام ١٩٧١ كان الدكتور عمر – رحمه الله – أميناً لفرع حزب الاتحاد الاشتراكي في محافظة حماة، وحيث تشكل (فرع الجبهة الوطنية) في حماة كان رحمه الله ممثل حزب الاتحاد في هذا الفرع.
وكان يُشهد له اعتراضه على حالات القمع التي تُمارس ضد أهالي المدينة؛ وبعد احتفال المدينة بعيد المولد النبوي الشريف، وكان يومها احتفالاً مميزاً من أهل المدينة، وبمثابة رد من أهالي حماة على بعثيي محافظة حماة الذين احتفلوا بعيد ميلاد حزبهم قبل أيام، وبردة فعل قاسية قامت السلطات الأمنية للنظام بمشاركة مباشرة من بعض الملتحقين بحزب البعث، بملاحقة واعتقال البعض ممن شارك باحتفالات عيد المولد النبوي الشريف.
عندها قال المرحوم الشهيد عمر الشيشكلي واصفاً ما جرى بقوله: ” أنتم تمارسون على المواطنين ما مارسه الجنود السنغال أيام الاستعمار والاحتلال الفرنسي”.
وصلت هذه العبارة إلى مسمع حافظ الأسد فطلب من الدكتور جمال الأتاسي – الذي كان يشغل منصب الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي – أن يعزل عمر الشيشكلي، إلا أن الدكتور المرحوم” جمال الأتاسي” رفض ذلك الطلب رفضًا قاطعًا.
وعندما خرج حزب الاتحاد الاشتراكي العربي من الجبهة الوطنية إثر خلاف سياسي مع حافظ الأسد وأهمها المادة الثامنة من الدستور، ودور حزب البعث في قيادة الدولة والمجتمع، وأمور أخرى كثيرة. كان الشهيد عمر الشيشكلي أول المرحبين بالخروج مما يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية.
في أوائل شهر نيسان/ابريل سنة ١٩٨٠ وبعد مرور سورية بحالة من المظاهرات وبوادر انتفاضة شعبية شملت مدينة حماة وعلى إثر ذلك تم اعتقال الدكتور عمر الشيشكلي من قبل جهات( أمنية ومجموعات طائفية ) دخلت إلى مشفاه واعتقلته وساقته إلى مناطق تلك المجموعات، فعذبوه ومثلوا بجسده واقتلعوا عينيه (لأنه طبيب عيون) ومن ثم قتلوه ورموه أمام مشفاه بمدينة حماة يوم ١٩٨٠/٤/١٢ ؛ ولم يكن الوحيد الذي فعلوا به ما فعلوا فقد مثلوا وقتلوا ثلة من خيرة رجالات حماة منهم عم الدكتور عمر الشيشكلي المهندس خضر الشيشكلي والدكتور عبد القادر قندقجي صاحب مشفى الحكمة وأحد رموز حماة الوطنية وأحمد قصاب باشي وغيرهم الكثير رحمهم الله والحديث عنهم يحتاج إلى مقالات أخرى .
الملفت للباحث أو القارئ أنهم جميعًا كانوا كوادر في العمل (الناصري) في مدينة حماة.
رحم الله شهيد الوطن الدكتور عمر الشيشكلي وجميع شهداء سورية الذين مضوا على درب الحرية. وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.