يواصل النظام السوري الترويج عبر وسائل إعلامه للانتخابات الرئاسية التي ينوي إجراءها بعد نحو ثلاثة أشهر. ومن ضمن حملته الترويجية، يحاول عقد مؤتمرات وملتقيات لكسب ود العشائر والقبائل السورية، وخاصة العربية، وآخرها ما يقوم به اليوم في دير الزور.
وقالت صحيفة “الوطن”، التابعة للنظام السوري، إن محافظة دير الزور تشهد اليوم “ملتقى للعشائر والقبائل تشارك فيه حشود عشائرية ضخمة هي الأكبر منذ بداية الحرب على سورية، تحت عنوان الأسد خيارنا”. وبحسب الصحيفة، فإن من أبرز القبائل والعشائر المشاركة في الملتقى: العقيدات والبكارة وشمر والبوليل.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن الفعالية التي تقام بالصالة الرياضية في دير الزور وبدأت عند الساعة الحادية عشر صباحا بالتوقيت المحلي، جرى التحضير لها من قبل فرع “حزب البعث” الذي دعا الأهالي للحضور إلى الصالة ومحيطها تحت طائلة التهديد والمساءلة، وذلك لإظهار وجود تأييد شعبي للنظام في المدينة.
ووفق المصادر ذاتها، التي فضلت عدم كشف هويتها، فقد جرى أيضا جمع عدد من طلاب المدارس والموظفين في دوائر النظام وإجبارهم على حضور هذه الفعالية.
وقال الناشط وسام العربي، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه “لا توجد تجمعات كبيرة أو أعداد كبيرة في مناطق النظام، وما يحصل هو أن النظام يقوم بحشد شبيحته وعناصر من مليشياته خلف شيوخ ووجهاء قام بتنصيبهم”. ويشدد العربي على أن هذه الخطوات تأتي في سياق الحملة الترويجية لانتخابات النظام.
وسعى النظام دائما إلى حشد أبناء العشائر والقبائل في منطقة دير الزور والجزيرة السورية لصالحه، وذلك بمساعدة شيوخ ووجهاء ورجال أعمال موالين له. ويجري اليوم التنافس على حشد العشائر في شمالي وشرقي سورية مع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) والمعارضة السورية، ويبدو أن النظام يسعى لكسبها اليوم من أجل الدعاية لانتخاباته التي يرفضها المجتمع الدولي والمعارضة السورية.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القبائل والعشائر السورية المعارض للنظام مضر الأسعد إن ما يقوم به الأخير “دعاية انتخابية زائفة لطالما قام بها منذ وصوله إلى السلطة”، مذكرا بأن “هذا النظام منذ وصوله لحكم سورية بانقلاب عسكري سعى إلى كسب ود وولاء القبائل والعشائر العربية، وهناك الكثير منها التي رفضت النظام، إلا أن الأخير مارس عمليات الترغيب والترهيب على العشائر كما مارسها على مختلف مكونات الشعب السوري”.
ونبه الأسعد، في حديثه مع “العربي الجديد”، إلى أن العشائر والقبائل العربية انقسمت في السنوات الأخيرة بين النظام و”قسد” والمعارضة، أو التزمت الصمت، موضحا أن “الفئة التي والت النظام السوري هي التي توالي إيران وروسيا أيضا، والنظام صنع وجهاء وشيوخا للعشائر منذ زمن وأدخل بعضهم إلى مجلس الشعب”.
ورأى أن “فقدان النظام للحاضنة الشعبية يدفعه للذهاب نحو القبائل والعشائر لأنها تشكل الغالبية في المكون السوري”، مشيراً إلى أنه “يلجأ في الوقت الحالي إلى من بقي متمسكا بأرضه ولم يخرج منها، وبالتالي لجوء النظام للعشائر والقبائل هو بدافع الدعاية للانتخابات وبدافع حماية نفسه أيضا، حيث يقوم بتجنيد أبنائها، فضلا عن أن ولاءها له يعني سيطرته على مساحات واسعة من البلاد، ومن بينها مساحات فيها ثورات”.
وأكد الأسعد أن الكثير من شيوخ قبائل وعشائر البكارة والعقيدات والجبور، وشمر، وبني صقر، والبوخابور، والمشاهد، والهواشم والجغايفة والعبيد والبو بدران والسياد وغيرها من العشائر والقبائل، ترفض رفضا قاطعا التعامل مع النظام وإيران و”قسد” بمختلف المناطق السورية.
وكان النظام السوري قد أقام في يناير/ كانون الثاني الماضي ملتقى مماثلا في حماة، وسط البلاد، للعشائر والقبائل السورية في المنطقة الوسطى، وجرى بتنظيم من قبل محافظ حماة محمد كريشاتي، وبرعاية شيوخ ووجهاء من القبائل والعشائر، على رأسهم نواف طراد الملحم الموالي للنظام.
ويجرى عادة خلال هذه الفعاليات، التي تنظمها فروع “حزب البعث”، إلقاء خطابات رنانة تمدح رئيس النظام بشار الأسد وجيشه، وتدعو إلى ضرورة وقوف أبناء العشائر والقبائل إلى جانب الأسد والالتحاق بقواته.
وكان نائب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة بالإنابة جيفري ديلورنتس قد أعلن، في تصريحات له يوم الجمعة الماضي، أن إدارة جو بايدن “لن تعترف بنتائج الانتخابات في سورية إذا لم يتم التصويت تحت إشراف الأمم المتحدة، وبشكل يراعي وجهة نظر المجتمع السوري بأسره”.
المصدر: العربي الجديد