قالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت إن الانتخابات التي يزمع نظام الأسد تنظيمها العام القادم، هي غير شرعية في عرف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، متوعدة بفرض مزيد من العقوبات على النظام وداعميه.
وقالت خلال جلسة لمجلس الأمن حول سوريا الأربعاء، إن واشنطن ستواصل فرض العقوبات على نظام الأسد والدول الداعمة له لإعاقتهم التقدم في العملية السياسية والتطلعات الشرعية للشعب السوري، مشددة أن ذلك سيتم بالتوافق مع الحفاظ على المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وأضافت “لا بد من السماح لوصول المساعدات الغذائية لكل سوريا”، لافتة إلى أن بلادها ستواصل بذل قصارى جهدها لإيصال المساعدات للجميع، وأنها قدمت 12 مليار دولار كأكبر مانح للشعب السوري.
كما أكدت على أن سياسات الأسد الاقتصادية وسرقة الموارد أوصلت الشعب السوري لحالة يرثى لها، وأنه مسؤول عن تدمير البنى التحتية والصحية،. وشددت على ضرورة العمل الجاد في الدستور السوري والتحضير للجولة المقبلة في جنيف، مجددة دعم بلادها لعمل المبعوث الخاص غير بيدرسن تجاه تنفيذ القرار 2254 وخطة وقف إطلاق نار الشامل في سوريا.
وشهدت الجلسة مواجهة كلامية حادّة بين ألمانيا من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية، إذ بلغ الأمر بموسكو وبكين حدّ التشكيك في أحقّية برلين بالمطالبة بمقعد دائم في المجلس.
وخلال الجلسة التي عقدت عبر الفيديو بسبب تدابير مكافحة كورونا، قال السفير الألماني كريستوف هوسغن إنه “من السخرية للغاية أن نأسف لعدم تمكّن السلع الإنسانية من الوصول إلى سوريا، في حين أنّنا شهدنا في نفس هذا المكان في تموز/يوليو كيف منعت روسيا والصين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى هذا البلد”.
وكانت موسكو وبكين استخدمتا في مطلع تموز حقّ النقض (الفيتو) لمنع صدور مشروع قرار ألماني-بلجيكي يمدّد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام واحد عبر معبرين حدوديين مع تركيا لا يسيطر عليهما نظام بشار الأسد.
وأضاف السفير الألماني “بدلاً من الشكوى في كلّ مرّة من العقوبات، يجب على روسيا والصين التراجع عن قرارهما والسماح بفتح مزيد من نقاط العبور حتى يتمكّن الناس بالفعل من الحصول على الأغذية والأدوية التي يحتاجون إليها”. وتابع: “في نهاية العامين اللذين قضيناهما في مجلس الأمن، علينا أن نكون صادقين: هذا المجلس خذل الشعب السوري. روسيا لم تدعم الأسد فحسب، بل ساهمت بنفسها في معاناة الناس وموتهم”.
وتنتهي عضوية ألمانيا في مجلس الأمن الدولي في 31 كانون/ديسمبر بعدما شغلت على مدى عامين مقعداً غير دائم في الهيئة الأممية. وكانت هذه هي آخر جلسة مقرّرة لمجلس الأمن حول سوريا في 2020، وبالتالي الأخيرة التي ستتمكن فيها ألمانيا من الإدلاء بدلوها بشأن هذا الملف.
وردّا على مداخلة السفير الألماني، قال نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي إنّه إذا كان مجلس الأمن قد خذل فعلاً سوريا فالسبب في ذلك هو “السلوك المنافق” لألمانيا وسائر الغربيين. وأضاف مخاطباً السفير الألماني “لقد جعلتَ من هذا اللقاء رائعة الوداع (…) لكنّنا بصراحة لن نشتاق إليك”.
وتابع: “بفضلكَ، فإنّ العديد من أعضاء الأمم المتحدة الذين جادلوا في السابق بأنّ ألمانيا يجب أن تكون عضواً دائم العضوية في مجلس الأمن يسألون أنفسهم الآن ما إذا كان ينبغي السماح بهذا القدر من السخرية في هذه القاعة”.
بدوره سخر ممثّل الصين ياو شاوجون من “المحاضرة” التي ألقاها السفير الألماني، معتبراً أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي على النظام السوري حالت دون تنفيذ مشاريع إنسانية في سوريا لأنّها تمنع تحويل الأموال اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع.
وقال الدبلوماسي الصيني: “إذا كانت ألمانيا ترغب في الانضمام إلى مجلس الأمن، فالطريق أمامها سيكون صعباً. أداء ألمانيا في مجلس الأمن لم يكن على قدر توقعات العالم ولا توقّعات المجلس”.
المصدر: المدن