اتفق كل من المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية في مناطق شمال شرق سوريا على أن الهدف من الهجمات التي شُنّت ضد مكاتب الأحزاب التابعة للمجلس في هذه المناطق هو إفشال الحوار الذي يجري بين القوى الكردية السورية.
وشهدت الساعة الثمانية والأربعين الماضي سلسلة هجمات نفذها مجهولون استهدفت مكاتب عدد من الاحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي، في كل من عامودا والدرباسية وعين العرب (كوباني) ومدينة الحسكة، كان آخرها حرق مكتب حزب “ياكيتي” في مدينة القامشلي ظهر الأربعاء.
وأدت الهجمات إلى أضرار مادية واسعة في هذه المكاتب، لكن مسؤولين في المجلس الوطني الكردي وفي الإدارة الذاتية اعتبروا أن من يقف وراء هذه الحوادث إنما يريد إفشال الحوار الكردي-الكردي، خاصة وأنها تتزامن مع محاولة تسلل لمسلحين من ريف الحسكة إلى إقليم كردستان العراق.
وأعلن وكيل وزارة الامن الداخلي في حكومة الإقليم أن “قوات البيشمركة أحبطت يوم الأربعاء هجوماً شنه مسلحون قادمون من سوريا يتبعون لوحدات حماية الشعب (YPG) واستهدف نقطة للبيشمركة على الحدود” داعياً قوات التحالف الدولي إلى أن يكون له موقف من الهجمات التي ينفذها حزب العمال والفصائل التابعة له، في إشارة إلى حوادث سابقة استهدفت أنابيب النفط ومواقع عسكرية في الإقليم جرت في الشهرين الماضيين.
وفي تصريح ل”المدن” أكد المسؤول في المجلس لوطني الكردي إبراهيم إبراهيم باشا أن “هناك من يسعى لتخريب الحوار بين القوى الكردية السورية، بدليل استهداف مقرات أحزاب المجلس ومحاولات تهديد استقرار اقليم كردستان العراق، الطرف الراعي لهذا الحوار، لكن المجلس الوطني مصرّ على المضي قدماً في المفاوضات لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الوصول إلى السلام بين جميع الأطراف”.
من جانبها أكدت هيئة الداخلية في الإدارة الذاتية لمناطق شمال شرق سوريا في بيان، إدانتها لهذه الهجمات. وبينما تجنب الطرفان تحديد الجهة المسؤولة عنها، اكتفى رئيس الهيئة كنعان بركات بالقول إن “هذه الإعتداءات تأتي في وقت تجري فيه مباحثات من أجل توحيد الصف الكردي في المنطقة”.
ويتهم الكثيرون حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عن هذه الحوادث التي تزايدت منذ دخول المفاوضات بين المجلس الوطني والإدارة الذاتية المرحلة الثانية من الحوار الكردي-الكردي الذي كان قد انطلق في نيسان/أبريل 2020، حيث يرى المراقبون أن هناك انقساماً بين حزب العمال وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي المهيمن على الإدارة الذاتية حول المضي قدماً في هذا الحوار.
وبالإضافة إلى ما سبق، يربط الباحث المختص بالشأن الكردي بدر ملا مصطفى هذه الحوادث بالاتفاقية الموقعة مؤخراً بين بغداد وحكومة إقليم كردستان حول عودة أهالي منطقة شنكال إلى منازلهم، حيث يؤكد رفض حزب العمال لهذا الاتفاق أيضاً.
ويضيف في تصريح ل”المدن”، أنه لا يمكن فصل الهجوم الذي استهدف البيشمركة في محيط بلدة سحيلا بالقرب من جبل شنكال في العراق عن استهداف مكاتب المجلس الوطني في المناطق الكُردية شمال شرق سوريا، والمنطقة الحدودية التي شهدت اشتباكات اليوم هي معبر يستخدمه عناصر حزب العمال الكردستاني للمرور بين سوريا والعراق، وتُعتبر بالنسبة للحزب نقطة استراتيجية جداً.
وتابع أن “الحادثة تأتي ضمن سياسة الضغط على حكومة إقليم كردستان-العراق، بعد تكرار استهداف عناصر العمال الكردستاني لقوات البيشمركة، وانخراط عناصر مقربة من الحزب في مظاهرات السليمانية”، مضيفاً أن “الأحداث الحاصلة سواءً في شنكال أو في شمال سوريا هي أحداث مترابطة وتتعلق بمقاومة حزب العمال وإعاقته للحوار الكردي-الكردي في سوريا، وللاتفاقية الحاصلة بين بغداد وأربيل حول عودة أهالي شنكال لمنطقتهم بناءً على خطوات تتمثل بتشكيل إدارة من أهالي المنطقة، وإخراج التنظيمات العسكرية المرتبطة بالحزب من شنكال”.
المصدر: المدن