منحت واشنطن يوم الأربعاء الزعماء السودانيين مهلة 24 ساعة لقبول صفقة يوافقون بموجبها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل في مقابل الحصول على مساعدة مالية وشطب البلاد من القائمة السوداء الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وفقا لعدة تقارير في وسائل اعلام عربية الخميس.
وكشف موقعا “CNN بالعربية” و”الشرق”، الذي يتخذ من دبي مقرا له، عن المهلة التي حددتها الولايات المتحدة، نقلا عن مسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة السودانية، وقالا إن قادة الحكومة التقوا لساعات طويلة لدراسة العرض.
ولم يتسن التأكد على الفور من صحة هذه التقارير.
وفقا لموقع “الشرق”، لا يزال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك معارضا لربط التطبيع مع الصفقة الأمريكية.
وكانت هناك تقارير متسقة تحدثت عن وجود انقسام كبير بين القيادتين العسكرية والمدنية في حكومة السودان الانتقالية الهشة، حيث يعارض حمدوك التطبيع في الوقت الحالي، في حين يؤيده القائد العسكري للبلاد، عبد الفتاح البرهان.
وكان حمدوك قد قال إن الحكومة الانتقالية ليس لديها التفويض للتطبيع مع إسرائيل.
وقد قادت واشنطن الجهود للضغط على السودان من أجل الموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل. تجدر الإشارة إلى أن وجود السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب يعرضها لعقوبات اقتصادية خانقة.
إذا وافق السودان على إقامة علاقات مفتوحة مع إسرائيل، فسيكون ثالث دولة عربية تعقد اتفاقا مع الدولة اليهودية في الشهر الأخير. في منتصف سبتمبر وقّعت الإمارات العربية المتحدة – أحد الرعاة الرئيسيين للسودان – والبحرين على اتفاقي تطبيع مع إسرائيل في إطار “اتفاقيات إبراهيم” التي تم التوصل إليها بوساطة أمريكية.
وقال زعيم سوادني رفيع يوم الجمعة إن بلاده ستقيم على الأرجح نوع من العلاقات مع القدس، وأضاف أن الخرطوم تحتاج إلى إسرائيل وسوف تستفيد من العلاقات.
في مقابلة مع قناة “سودانية 24” في جوبا، قال نائب رئيس الدولة السوداني، الجنرال محمد حمدان دقلو، الذي يُعرف أكثر باسم حميدتي، “إسرائيل دولة متطورة. العالم كله يعمل مع إسرائيل. من أجل التنمية ومن أجل الزراعة – نحن بحاجة إلى إسرائيل”.
ومع ذلك ، قال دقلو إن العلاقات لن ترقى إلى مستوى التطبيع الكامل، تضامنا مع الفلسطينيين.
وقال دقلو: “لا نخشى أحدا. لكن هذه ستكون علاقات وليس تطبيعا. علاقات وليس تطبيع. حسنا؟ نحن نتبع هذا المسار”، دون إعطاء إطار زمني أو تحديد الفرق بالضبط بين العلاقات والتطبيع.
طالما أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن رغبتهم في تحسين العلاقات مع الخرطوم، مسقط رأس قرار جامعة الدول العربية الشهير عام 1967 ضد السلام والتطبيع مع إسرائيل. وبحسب تقارير، تسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانبها إلى تحقيق فوز آخر في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر.
يبدو أن المفاوضات التي جرت في أبو ظبي في سبتمبر بهدف تحقيق انفراجة بشأن التطبيع لم تؤتي بثمارها. في ذلك الوقت، وصف الوفد السوداني برئاسة البرهان المحادثات بأنها “صريحة وصادقة” لكنه لم يخض في محتواها.
ساهم في هذا التقرير آرون بوكسرمان.