صوّت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرارٍ تقدمت به روسيا، لتمرير اتفاق بوتين وأردوغان على وقف إطلاق النار في إدلب شمالي سوريا.
المشروع واجه فيتو أمريكي وانتقادات أوروبية، بحجة أن الموضوع سابقٌ لأوانه، ولا يمكن اتخاذه في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة.
بحسب وكالة الأنباء الفرنسية فإن دبلوماسيين بعد اجتماع مغلق، بيّنوا الموقف الذي حدث بين مندوب روسيا والمندوبة الأمريكية، وأنه عندما طلب المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا من شركائه الـ14 في مجلس الأمن تبنّى إعلاناً مشتركاً بشأن الاتفاق الروسي التركي، قالت واشنطن إنه أمرٌ سابقٌ لأوانه.
المندوب الروسي قال بعد انتهاء الاجتماع المغلق، إنَّ دولاً عدة رحّبت باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه روسيا وتركيا الخميس الفائت، وأرادت روسيا إعلاناً بهذا الشأن، لكن بسبب موقف أحد الوفود، لم يكن ذلك ممكناً.
أما السفيرة البريطانية كارن بيرس فقالت، إن هناك الكثير من الأسئلة حول طريقة تطبيق الاتفاق فعلياً، ومن الجهة التي ستتحكم به.
وأضافت السفيرة، من سيسطر على ما سيحدث غرب حلب؟ والأمر الأهم هل الحكومة السورية صادقت رسمياً على الاتفاق الروسي التركي، وهل ستطبّق ترتيبات وقف إطلاق النار؟
وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، قال إنه يجب تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمته موسكو وأنقرة في إدلب، من خلال إقامة منطقة حظر طيران لمنع تعرض أي مستشفيات للقصف.
عضو هيئة المفاوضات السورية عن المعارضة ابراهيم الجبّاوي قال، إن روسيا أرادت شرعنة الاتفاق، عبر اتخاذ قرارٍ من مجلس الأمن، باعتبار أن النظرة الروسية لما حدث هو انتصار لموسكو على باقي القوى المتواجدة في سوريا، لذا فإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لا يسمحون بشرعنة قراراتٍ روسيةٍ لم تُتداول في مجلس الأمن، ولا يستطيع أحد ضمان استمرارها بعد العملية العسكرية الروسية الأخيرة في الشمال السوري.
أما ألمانيا وفرنسا فقد حاولتا رد الصفعة التي وجهها بوتين برفضه حضور البلدين في المحادثات الأخيرة، عندما رفض الاجتماع الرباعي الذي اقترحته فرنسا وألمانيا في شباط الماضي.
أما الكاتب الصحفي أحمد مظهر سعدو، بيَّن أنَّ الولايات المتحدة ترى أنَّ ما جرى في موسكو يستبعد العمل بمسار جنيف، والأهم هو استبعاد واضح المعالم للدور الأميركي والغربي، خاصةٌ بعد رفض موسكو للاجتماع الرباعي على مستوى القمة، الذي كان سيضم ماكرون وميركل مع الرئيسين الروسي والتركي، وهو تأكيد صريحٌ من الكرملين على الاستئثار الروسي بالورقة السورية بعيدًا عن الغرب وخاصة أوروبا.
الفيتو الأمريكي لم يُرد للروس أن يهنؤوا بالاستفراد في القضية السورية، دون هيمنة وإشراف الولايات المتحدة التي تملك مصالحاً جغرافيةً واستراتيجيةً في سوريا.
في النهاية يبقى صراع القوى عسكرياً وسياسياً حول سوريا، في تنامٍ مستمر بعيداً عن تواجد طرفي النزاع الرئيسيين النظام والمعارضة.
المصدر: أنا برس