تحدث رئيس النظام السوري بشار الأسد عن استعداده لتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل، بشرط استعادة الأراضي السورية التي تحتلها إسرائيل.
وقال الأسد في حديث لوكالة “سبوتنك”، إن الشرط الرئيسي لعقد مفاوضات سورية-إسرائيلية هو استرجاع الأراضي السورية كاملة. وتابع: “موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسوريا يتعلق بالحقوق. وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً”.
وأضاف أن عقد محادثات مع اسرائيل يكون ممكناً “عندما تكون إسرائيل مستعدة، لإعادة الأرض السورية المحتلة ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبداً”. وقال: “لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعداً للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإن الجواب هو لا”.
وأكد الأسد أن سوريا لا تجري في الوقت الحاضر أي مفاوضات مع اسرائيل قائلاً: “لا، ليست هناك أي مفاوضات على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق”.
وفي سياق آخر، اعتبر الأسد تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته السابقة في تصفيته، انعكاساً لسياسة أميركية تعتمد اللجوء إلى الاغتيال والتصفيات، مشدداً على ضرورة وجود توازن دولي يردعها أو يعاقبها على “الأعمال الشريرة” التي تمارسها.
وأضاف “الاغتيال يُمثل طريقة عمل أميركية، فهذا ما يفعلونه دائما، على مدى عقود، وفي كل مكان، في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي فهو ليس أمراً جديداً”. وقال: “لذلك، ينبغي أن تتذكر دائما أن هذا النوع من الخطط موجود دائما ولأسباب مختلفة، وعلينا أن نتوقع ذلك في وضعنا في سوريا، مع وجود هذا الصراع مع الأميركيين”.
لكن الأسد بدا غير متيقن من قدرته على منع الأميركيين من اغتياله إذ قال: “لا شيء سيردع الولايات المتحدة عن ارتكاب هذا النوع من الأعمال الشريرة (الاغتيالات) ما لم يكن هناك توازن دولي، بحيث لا تستطيع الولايات المتحدة أن تنجو بجريمتها”. وتابع: “لست على علم بأي محاولات محددة ولكن، كما قلت، من الواضح أن هناك مثل هذه المحاولات، أو حتى، بشكل أكثر دقة، الخطط. السؤال الأهم هو هل هذه الخطط لا تزال موجودة في الوقت الراهن أم تم تأجيلها”.
وعن الانتخابات الأميركية، قال الأسد: “أراد ترامب اتباع سياسته الخاصة، وتطبيقها، وكاد يدفع ثمنها، تتذكر موضوع المساءلة. كان على ترامب أن يبتلع كل كلمة قالها قبل الانتخابات”. وأضاف “لهذا السبب، كما قلت، لا يجب أن تتوقع انتخابات رئاسية، إنها تتعلق بالرئيس التنفيذي. إذا كنت تريد التحدث عن تغيير في السياسة، فضع في اعتبارك أنه لديك نفس مجلس الإدارة الذي لا يغير سياسته. قد يتغير الرئيس التنفيذي، لكن المجلس سيبقى كما هو، لذلك لا تتوقع أي شيء”.
وحول العلاقات مع روسيا، قال الأسد إن الجيش السوري يعتمد كلياً على الأسلحة الروسية، ومن المقرر تحديثه بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية. وأضاف “منذ عامين، بدأنا في تنفيذ خطة لتحديث جيشنا، ومن الواضح أننا سنقوم بهذا التحديث بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية، لأن جيشنا منذ عدة عقود يعتمد بشكل كامل على الأسلحة الروسية”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت سوريا مهتمة بالحصول على أنظمة “إس-300” و”إس-400″، قال إن الأمر قد لا يتعلق بالضرورة بالصواريخ، فقد تكون هناك أولويات أخرى للتعاون العسكري التقني في ما يتعلق بالنزاع “على الأرض”. وأضاف “لدينا خطة كاملة، لكن يجب أن نتصرف وفقا للأولويات”.
ووصف الأسد اتفاق الولايات المتحدة مع الأكراد في شمال سوريا حول استخراج وبيع النفط السوري بـ”السرقة”. وقال إن “الطريقة الوحيدة لوقف هذه السرقة تتمثل في تحرير الأرض إذا لم نحررها، لا يوجد أي إجراء يمكن أن يوقفهم عن فعل ذلك لأنهم لصوص، ولا تستطيع أن توقف لصاً ما لم تضعه في السجن أو تردعه بطريقة ما، عبر عزله عن المنطقة التي يستطيع فيها ارتكاب سرقته”.
وتابع: “ينبغي عليك أن تفعل الأمر نفسه مع أولئك اللصوص، ينبغي طردهم من هذه المنطقة. هذه هي الطريقة الوحيدة، وينبغي أن تسيطر الحكومة السورية على كل جزء من سوريا كي يعود الوضع إلى حالته الطبيعية”.
المصدر: المدن