ورشة عمل حول “مشكلات وتحديات الوجود الفلسطيني في سورية وضمانات حمايته راهناً ومستقبلاً”

أقام تجمع مصير بمشاركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ورشة عمل بتاريخ 3 تشرين أول/أكتوبر 2020، تحت عنوان (مشكلات وتحديات الوجود الفلسطيني في سورية وضمانات حمايته راهنًا ومستقبلًا) بمشاركة رئيس الائتلاف الدكتور نصر الحريري ونائب الرئيس الأستاذ عقاب يحيى وكل من أعضاء الائتلاف الأستاذ أحمد رمضان والدكتور أحمد طعمة والأستاذ زكريا ملاحفجي الذي قام بالتنسيق بين التجمع والائتلاف في إنجاز تحضيرات الورشة، كما حضرها عدد من ممثلي قوى السياسية والمؤسسات المدنية ومثقفين ونشطاء فلسطينيين وسوريين. وأدارت السيدة روعة عصفور جلسات الورشة، التي بدأت بكلمة للأستاذ أيمن أبو هاشم المنسق العام لتجمع مصير، تحدث فيها حول معاني ودلالات مشاركة الفلسطينيين في الثورة السورية بحكم ارتباط الفلسطينيين السوريين بالواقع السوري وباعتبارهم جزء أساسي من نسيج المجتمع السوري، وانخرطوا في الحراك الثوري بمختلف أشكاله ومستوياته. وأكد أن جرائم النظام السوري بحق الفلسطينيين أدت إلى سقوط آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين وبات أكثر من ثلث الفلسطينيين خارج سورية وأكثر من ٨٠% نازحين في الداخل السوري، وأشار أبو هاشم إلى وجود فجوة كبيرة في علاقة جمهور الثورة ومؤسسات المعارضة، منبهًا إلى أنه أضحى لابد من الإصلاح السياسي. وأن الناس في الداخل السوري المحرر ليس لديهم ترف الانتظار، وهناك أزمة ثقة قائمة مؤكدًا على ضرورة تصحيح مسارات الثورة عبر العمل المؤسساتي المنظم، كما طالب بتحمل مؤسسات الثورة والمعارضة لمسؤولياتها تجاه المهجرين الفلسطينيين في الداخل السوري واللاجئين منهم في دول الجوار، كما حذر من الأصوات التي تبث التفرقة وإثارة الفتنة بين الفلسطينيين والسوريين  ثم طرح قضية أخرى غاية في الأهمية وهي كيف نفكر مع بعض لحماية الوجود الفلسطيني السوري قائلًا: أنا ابن الوطن السوري، وتهمني كل تفاصيل الثورة السورية، كما تهمني تفاصيل الواقع الفلسطيني والثورة الفلسطينية.
من جهته فقد أكد الدكتور نصر الحريري رئيس الائتلاف من خلال حديثه عن (رؤية الائتلاف لضمانات حماية الوجود الفلسطيني في سورية) أنه لابد من تدارك الخلل والتقصير تجاه الفلسطينيين السوريين، وهو واجب في أعناقنا، وما حصل للإخوة الفلسطينيين في سورية يتحمل مسؤوليته بالكامل المجرم بشار الأسد ووالده من قبله. ثم قال: لقد امتزجت حياتنا معًا وكانت قضية فلسطين جرحنا الذي كبرنا معه، والحقيقة فإنه لم يدخر الفلسطينيون جهدًا في تطوير كل شيء في سورية، فأغنوا الواقع السوري برمته. وكانت جرائم الأسد/ الأب عام 1976 في تل الزعتر أول ما فتح أعيننا على مقدار الجرائم الأسدية ضد الفلسطينيين. ونحن الذين شاركنا في ثورة الحرية والكرامة منذ انطلاقتها في درعا، شاهدنا بأم أعيننا أيضًا كيف انخرط الفلسطينيون في درعا بالثورة السورية، وكذلك في مخيم اليرموك الذي كان مدادًا للثورة، مما أدى إلى الحصار المقيت الذي مارسه النظام المجرم عليه، ومن ثم صبَّ جام غضبه وحقده عليه. وصولًا إلى إصدار قرار بجريمته في ما سمي المخطط التنظيمي لمخيم اليرموك. ثم أكد الحريري على أهمية وحقيقة التلاحم بين الفلسطينيين والسوريين، من أجل بناء سورية الحرة. ثم تحدث بكل صراحة حول كونهم في الائتلاف منفتحون على كافة المقترحات في هذه الورشة. حيث نعمل في الائتلاف وفق خطة متكاملة من أجل مأسسة الوجود الفلسطيني في سورية. ولعل هذه الورشة ستكون مدخلًا مهمًا لهذا التفعيل في العمل الممارس واقعيًا.
الدكتور حسام السعد تحدث في ورقته عن (المشكلات والتحديات المركبة التي تواجه فلسطينيو سورية وكيفية التعامل معها) لافتًا النظر إلى ماهية تعامل النظام السوري مع قضية فلسطين وهو الذي حاول تشويه ذلك عندما أسمى فرعًا أمنيًا على اسم فلسطين لتشويه القضية الفلسطينية. مشيرًا إلى حجم زج الفلسطينيين في المعتقلات، وخاصة بعد الثورة، حيث يعتقل النظام أكثر من 2000 فلسطيني، وهم جزء من قضية المعتقلين السوريين الكبرى، بالإضافة إلى استشهاد ما ينوف عن 600 فلسطيني تحت التعذيب. كما تحدث عن تردي الوضع المعيشي للفلسطينيين في سورية، وتدهور كل الخدمات الصحية وسواها.
السيد عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف قدم ورقة حول (الأبعاد التحررية الجدلية بين القضيتين السورية والفلسطينية) مشيرًا إلى أن تجربة الوحدة السورية المصرية بين 1958و 1961 أعطت الأمل للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن قضية فلسطين كانت على الدوام هي قضية السوريين الأولى. إنما الأخوَّة الفلسطينية السورية شابها الكثير، من خلال تعقيدات المسألة السورية. لكن الفلسطينيين قدموا تضحيات لا تقل عن تضحيات السوريين، مؤكدًا على أن المواطنة الكاملة حق مشروع للفلسطينيين السوريين. خاتمًا القول بأنه لابد من إنجاز رؤية سياسية، ولدينا مشروع في ذلك. كما شارك الحضور في معظمهم عبر مداخلات أغنت الورشة نذكر منهم: د أحمد طعمة، رديف مصطفى، محمد بدر، هشام اسكيف، عبده الأسدي، أبو سلمى خليل، سمر علوني، أكرم عطوة، عبد الجبار عكيدي. ابراهيم هاشم، عزالدين أبو ناصر، د أحمد قربي، أبو عبيدة وآخرين.
وقد توافق معظم المشاركين على تثبيت عدة توصيات تلاها الأخ أحمد مظهر سعدو نائب المنسق العام لتجمع مصير وهي: _ إعادة تفعيل هيئة اللاجئين الفلسطينيين في الحكومة المؤقتة – تعزيز التلاحم السوري الفلسطيني وجوانبه – المساهمة في معالجة الوضع المعيشي للفلسطينيين في الشمال السوري المحرر. – وضع آليات للتفكير سويًا لحماية الوجود الفلسطيني السوري. _لابد من إنضاج وعي جديد في المسألة الفلسطينية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. _تجسير الفجوة بين جمهور الثورة ومؤسسات المعارضة – ضرورة الاصلاح الشامل في مؤسسات الثورة- العمل دوليًا وإقليميًا من أجل وقف المخطط التنظيمي في مخيم اليرموك. _ التأكيد على أن المواطنة الكاملة حق مشروع للفلسطينيين السوريين. وهي لا تتعارض مع حقهم الراسخ بالعودة إلى ديارهم في فلسطين وقانونيته.

المصدر: مصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى