مصطفى أديب جاء به طـه وسحبه نجيب

حسـن صبرا

قبل عدة ساعات من إعلان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة مصطفى اديب اعتذاره عن الاستمرار في مهمته، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي ان اديب سيجري مباحثات ليلا مع الرئيس ميشال عون، وإذا لم تؤد الى نتيجة فهو يميل للاعتذار.
ميقاتي قال اننا اختلفنا مع الرئيس سعد الحريري بالأسلوب فقط ( تسمية شيعي للمالية ) وان تخصيص وزارة لمذهب سيخلق بدعاً وعقبات،
وهكذا … بعد ان قيل ان رجل الاعمال طه ميقاتي هو الذي اقترح اسم مصطفى اديب امام الفرنسيين لتشكيل حكومة مهمة ، فإن شقيقه الرئيس نجيب هو الذي مهد له طريق الاعتذار عن تشكيلها .
وبقدر ما تطرح طريقة دخول وخروج اديب من عتبة نادي رؤساء الحكومة السابقين الحديث عن قيام مؤسسة سنية جديدة في لبنان  مقابل الثنائي  الشيعي ، فإن العقدة التي واجهت اديب هي فعلاً المس بصلاحيات السنة والموارنة معاً بعد ان سقط ميثاق 1943 الذي اتاح للموارنة ان يتقدموا على السنة والشيعة ، ثم جاء الطائف ليتقدم السنة عن الجميع خصوصاً في عهد رفيق الحريري وها هو العهد الحالي يتيح بتمسك الشيعة بالمالية اي التوقيع الثالث ان يتقدموا عن السنة والموارنة خصوصاً بوجود رئيس مجلس نواب قوي وسلاح المقاومة الاقوى .
انها بداية معادلة جديدة في لبنان  تنهض – او لا تنهض- على ضوء اعادة تركيب المنطقة التي تتم باختراق صهيوني ليس هناك اوضح تفسيراً له من مقاربة تفجير مرفأ بيروت وعودة مرفأ حيفا الموعود ليطل به بعض العرب  على اوروبا والعالم بدلا من بيروت ، ومن يدري فقد تحل جامعات فلسطين المحتلة ومصارفها ومنتزهاتها وملاهيها ومسابحها وفنادقها مكان كل مثيلاتها في لبنان
معادلة جديدة في لبنان  فيها تسوية العلاقات بين اميركا وايران او انفجارها وفي الحالتين ستنعكس نتائج اي حالة منها على لبنان ، وعلى طبيعة العلاقات السنية – الشيعية ، وفي حين ان ايران ستظل على علاقات ممتازة مع الشيعة داعمة لهم ، سواء ظل بشار الاسد في سورية او خرج فإن بلاد العرب ستجد اعذاراً عديدة البعد عن لبنان خصوصاً اذا قوي الشيعة اي ايران داخله … ومن يدري فبعض العرب الذين يحملون ايران مسؤولية تطبيعهم مع اسرائيل قد يجدون الامر نفسه ليقفوا مع اسرائيل ضد ايران في لبنان او في افضل الحالات لينسوا لبنان ليسلموه للصراع الايراني – الاسرائيلي ؟
انهما شهران حاسمان لتقرير مصير لبنان الى عقود قادمة سيظل فيها العرب خارج كل حساب تاركين اوضاعهم رهينة العلاقات الاميركية – الايرانية بين تسوية وصراع مفتوح واسرائيل هي ورقة اميركا والمقاومة ضد اسرائيل هي بوابة ايران لمواجهة الجميع او الاتفاق معهم
نعم
كان ماكرون يعلم كل هذا لذا دخل بمبادرته لحماية لبنان من العصابات الحاكمة وهو حسن النية لكنه كان يدرك ان اللصوص لن يسمحوا له بحماية الفريسة التي يتلذذون بالتهامها ،
ماكرون وضع خارطة انقاذ ، تجمدت الان والجمود هو وصفة الانهيار الفعلي في لبنان  لذا عليه ان يكمل معروفه بالتوجه الى الأمريكان لإخراج لبنان من ساحات صراعه مع ايران وليقنع ترامب بالا يجعل لبنان ورقة اقتراع في انتخابات اميركا الى ان تنتهي هذه الانتخابات
لبنان يحتاج شهران ..

اتركوا حكومة حسان دياب تكمل تصريف الاعمال بأقل قدر ممكن من الخسائر، لأن البديل هو انهيار السقف على الجميع.

المصدر: مجلة الشـراع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى