أجرى الجيش التركي الأربعاء، عمليات تمشيط على الطريق الدولي “M4” في ريف إدلب الجنوبي، تزامنا مع تشديد أمني في محيط الطريق الواصل بين حلب واللاذقية، في حين جددت قوات النظام خرق الهدنة بقصف على مناطق في ريفي إدلب واللاذقية.
وقالت مصادر عسكرية من المعارضة السورية المسلحة في حديث مع “العربي الجديد”، إن الجيش التركي انتشر في محيط الطريق الدولي “M4” جنوب إدلب وأجرى عمليات تمشيط مكثفة على الطريق ابتداء من ناحية أريحا وصولا إلى ناحية جسر الشغور وأطراف ريف اللاذقية غرب محافظة إدلب.
وجاءت عملية التمشيط وفق المصادر بهدف “مكافحة الألغام والعبوات الناسفة والأشياء التي من شأنها أن تخل بأمن الطريق والدوريات المشتركة التي من المتوقع تسييرها لاحقا على الطريق”.
وفي الخامس عشر من الشهر الجاري سيرت القوات التركية الدورية بشكل منفرد على الطريق بعد رفض القوات الروسية المشاركة بها، حيث أرجعت المصادر سبب عدم مشاركة الروس إلى احتجاج الأخيرة على الواقع الأمني.
وكانت الدوريات الروسية التركية المشتركة على الطريق قد تعرضت سابقا لعدة اعتداءات من قبل مجهولين بعبوات ناسفة وقذائف صاروخية أدت إلى وقوع خسائر مادية وبشرية.
ويأتي تسيير الدوريات بناء على اتفاق الخامس من مارس/آذار الماضي، والذي أفضى إلى وقف إطلاق النار في المنطقة أيضا.
وفي غضون ذلك، جددت قوات النظام السوري قصفها الصاروخي والمدفعي على بلدات وقرى الفطيرة وكنصفرة وسفوهن وفليفل في جبل الزاوية بريف إدلب، وكلز وزيتونة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، موقعة أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.
وباستثناء بعض مناطق جبل الزاوية تشهد عموم محافظة إدلب هدوءا تاما أو شبه تام في ظل سريان وقف إطلاق النار، حيث تقوم قوات النظام بخرق الاتفاق بشكل رئيسي في ناحية أريحا وجبل الزاوية، وأسفر ذلك الخرق عن وقوع ضحايا من المدنيين.
النظام يعزز قواته في ريف الرقة
إلى شرقي البلاد، حيث عزز النظام السوري اليوم قواته في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي قرب خطوط التماس بين مليشيات “قسد” و”الجيش الوطني السوري” المعارض للنظام.
وذكرت مصادر مقربة من “قسد” لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام السوري دفعت بتعزيزات عسكرية إلى نقاطها في مدينة عين عيسى بريف الرقة، حيث ضمت التعزيزات عشرات الجنود وآليات ثقيلة. ويأتي ذلك عقب تعزيز النظام قواته في نقطة اللواء 93 في المنطقة ذاتها.
وقالت المصادر إن قوات النظام تعزز قواتها في المنطقة إلى جانب نقاط “قسد” القريبة من خطوط التماس مع قوات المعارضة السورية والجيش التركي في شمال عين عيسى.
وكان النظام قد تكبد خسائر بشرية في تلك النقاط في وقت سابق جراء القصف المتبادل بين “قسد” والجيش التركي.
وانتشرت قوات النظام في ناحية عين عيسى في تشرين الأول الماضي على خلفية تفاهمات مع “قسد” وروسيا بهدف وقف التقدم التركي على حساب المليشيات في المنطقة.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن مليشيات “الدفاع الوطني” التابعة للنظام افتتحت اليوم مركزا للتجنيد في بلدة دبسي عفنان في ريف الرقة الجنوبي الغربي.
وبحسب المصادر فإن ذلك المركز مهمته تجنيد المقاتلين لصالح قوات النظام السوري مقابل إغراءات مادية، مشيرة إلى أن المليشيات تتلقى دعما بالمال من روسيا.
وكانت مليشيات “الدفاع الوطني” تتلقى الدعم في السابق من إيران ورجال أعمال محليين موالين للنظام السوري، وتحول معظم دعمها مؤخرا إلى الجانب الروسي.
مقتل 3039 مدنياً على يد التحالف
من جانب آخر، طالبت الشبكة السورية لحقوق الإنسان التحالف الدولي بتعويض 3039 ضحية قتلوا منذ بدء الحملة العسكرية ضد تنظيم “داعش” في سورية.
وجاء ذلك في التقرير السنوي السادس عن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “داعش” بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في سورية.
وقالت الشبكة إن على التحالف الدولي بقيادة واشنطن البدء في عمليات تعويض 3039 ضحية قتلوا جراء الحملة العسكرية، وإعادة بناء المراكز الحيوية وتأسيس هيئة مدنية منتخبة ديمقراطيا في سورية.
وجاء في التقرير الذي ورد في 13 صفحة أن الضربات الموجعة التي شنها التحالف الدولي نجحت في إيقاف تمدد تنظيم “داعش” ثم انحساره ولكن هذا النجاح قد ترافق مع خسائر مادية وبشرية وسياسية.
ويدعو التقرير واشنطن إلى تتويج النصر العسكري بانتصار سياسي “عبر البدء بتأسيس هيئة محلية ممثلة لجميع فئات المجتمع والبدء في عمليات تعويض الضحايا، وكذلك إعادة البناء في مناطق اندحر منها تنظيم داعش”.
وبحسب تقرير الشبكة فإن عمليات التحالف تسببت بمقتل 3039 مدنياً، بينهم 924 طفلاً، و656 سيدة (أنثى بالغة) منذ تدخلها العسكري في سورية في 23 سبتمبر/ أيلول 2014 حتى 23 سبتمبر 2020.
ووفق التقرير فقد شهد العامان الثالث والرابع لتدخل التحالف العدد الأكبر من الضحايا ومنذ نهاية عام 2016 أصبحت هجمات قوات التحالف الدولي أكثر عشوائية، وقد تسببت هذه الهجمات في قرابة 79% من حصيلة الضحايا الذين سجل التقرير مقتلهم في السنوات الست الماضية على يد التحالف الدولي.
وذكر التقرير أن ما لا يقل عن 172 مجزرة ارتكبتها قوات التحالف الدولي وما لا يقل عن 181 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة بينها 25 حادثة اعتداء على مدارس، و16 حادثة اعتداء على منشآت طبية، و4 حوادث اعتداء على أسواق.
كما أشار التقرير إلى وقوع ما لا يقل عن 5 هجمات باستخدام ذخائر حارقة نفَّذتها قوات التحالف الدولي منذ تدخلها العسكري في سورية وحتى اليوم.
وتسببت العمليات العسكرية في محافظات الرقة وديرالزور والحسكة بنزوح ما لا يقل عن 550 ألف نسمة وذلك بحسب التقرير الذي حمل كل من قوات التحالف الدولي و”قوات سورية الديمقراطية” مسؤولية تشريدهم، إضافة إلى “تنظيم داعش الذي اتَّخذهم دروعاً بشرية”.
المصدر: العربي الجديد