عن محاضرة مناف طلاس

  معقل زهور عدي

لست ضد أن يعبر أي سوري عن آرائه وموقفه السياسي بما في ذلك نقد العهد الجديد والرئيس أحمد الشرع بمن في ذلك مناف طلاس، ولست مع اتخاذ موقف تخويني من مناف بناء على مواقف والده المعروفة والتي هي موضع ادانة تامة من قبل السوريين، ولو كان مصطفى طلاس حيا لكان مكانه الطبيعي وراء القضبان في محاكمة عادلة .

ففي النهاية ” ولا تزر وازرة وزر أخرى ” وتصريحاته في محاضرته تتسم بشيء من الاتزان ,لكن مايهمني ليس كل ماسبق ولكن شيء آخر .

ماذا وراء تلميع وابراز مناف طلاس الآن ؟

فمنح مناف فرصة ” محاضرة ” في مركز معهد الدراسات السياسية سيانس بو بباريس لايمكن أن يتم خارج توجهات السياسة الفرنسية , هذه السياسة التي تعكس توجهات الاتحاد الأوربي إلى حد كبير .

ويعني ذلك أن الأوربيين مازالوا يفكرون ببدائل لحكم سورية , ورغم تأكيد مناف أنه ليس بصدد معارضة الشرع أو منافسته , لكن تصريحه بوجود علاقة له بآلاف ضباط النظام البائد يحمل كثيرا من الدلالات .

فمشروع مناف كما يبدو أو مشروع الغرب البديل يتضمن إعادة انتاج النظام السابق عبر إعادة آلاف الضباط الذين يعرفهم مناف ويحتفظ بالعلاقة معهم , مع تطعيمهم – ربما – بآخرين لكنهم على الغالب سيكونون هم نواة النظام البديل الجديد , ويتقاطع ذلك مع فكرة المجلس العسكري كحجر أساس للنظام البديل وهناك فكرة المؤتمر الوطني العام الذي لابد أن يكون للمجلس العسكري دور في إخراجه ضمن خطة دولية تعيد للحياة القرار 2254 الميت والمقبور , والمؤتمر الوطني العام المهندس من قبل الأمم المتحدة وخلفها الدول الغربية سيكون مؤتمر المكونات بالتأكيد وليس مؤتمر الشعب السوري وهكذا يمكن بعث النظام البائد من القبر بثياب جديدة ونكهات ديمقراطية وتشاركية وحداثية تخفي وراءها أن القرار السياسي سيعود بيد مجموعة من الضباط من العهد البائد وربما من الصف الثاني وليس الأول .

يحلم الغرب بهكذا سيناريو كمخطط موضوع برسم تطور الأحداث في سورية , لكن حلمه سيظل حلم صيف , فالشعب السوري قد تحرر وكسر القيد , ولاسبيل لاعادة العملاق للقمقم ثانية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى