
نـــتــنـــيـــــاهـــــو وحــــــد أمــــيــــركــا وروســـيـــا وأوروبـــــا والــــعــــرب
نـــتــنــيـــاهـــو: ســـأبــحــــث في اوروبـــــا مـــلـــفـــيـــن ايــــران وايــــران !!
فــــرصــــة أخــــيـــــرة لـــــروســـــيـــــا لاخــــــراج ايـــــــران ســـــلــــمــــا
اتهام ايران ببناء سياج صاروخي يضم سورية ولبنان وغزة !
هــــآرتـــــس : واشــــنــــطــــــن تــــحـــــيـــــد كــــوريـــــا لـــتـــتـــفــــرغ لايـــــران !
لم تكن العلاقات الاسرائيلية – الاميركية تكتسي طابعا حميميا,على الصعيدين الرسمي والشخصي ,كما هي اليوم في عهد نتنياهو وترامب اللذين حلقا بالعلاقات الى حالة عناق وتوحد غير مسبوقة في عهد أي ادارة , حيث تجاوز الرئيس الاميركي كافة الخلافات بين الدولتين حول المسائل القانونية الدولية للمشكلة الفلسطينية . وقام بنقل سفارة بلاده الى القدس تأكيدا للاعتراف بها عاصمة موحدة وأبدية للدولة اليهودية , وإلغاء لحق العرب والفلسطينيين في القدس الشرقية , لكونها أرضا محتلة في عدوان 1967 , لا بل إن الرئيس ترامب أضفى طابعا عائليا وشخصيا على قضية دولية شديدة الحساسية , وذلك بتعيين صهره جاريد كوشنر مستشارا خاصا له للاشراف على عملية السلام في الشرق الاوسط وتعيين محاميه ومستشاره الخاص ديفيد فريدمان سفيرا لدى اسرائيل , وكلاهما يهوديان متطرفان .
هذه القفزة النوعية الهائلة في علاقات الولايات المتحدة واسرائيل لم تقتصر على المسألة الفلسطينية والثنائية , ولكنها امتدت الى القضايا الاقليمية , وعلى رأسها الملفات الشائكة مع ايران , وأهمها :
– الموقف من الاتفاق النووي .
– الموقف من البرنامج النووي .
– الموقف من الطموحات العسكرية لايران , وخاصة صناعة الصواريخ الباليستية .
– الموقف من الوجود الايراني في سورية .
– الموقف من النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة .
– الموقف من حزب الله في لبنان .
وللدلالة على عمق التفاهم والاتفاق بين كل من ترامب ونتنياهو في هذه المرحلة نشير الى أن القادة الاوروبيين يتهمون نتنياهو بالتاثير على ترامب , وبانه يقف وراء قرار الانسحاب من الاتفاق النووي , ويصفونه ب (الصديق الحميم له ) . وعندما قام نتنياهو بجولته في أوروبا الأسبوع الماضي وصفوه ب( المبعوث الشخصي للرئيس ترامب ) !
أوروبـــــــــا دائــــــمـــــا :
———————–
والواقع أن كل هذه الخصوصية والحميمية في علاقات ترامب ونتنياهو , والقفزة في علاقات واشنطن وتل أبيب لم تلغ حاجة إسرائيل لدعم الدول الاوروبية الكبرى في الملفات السياسية والاستراتيجية والاقليمية, نظرا لدور أوروبا وتاثيرها الحاسم في مسائل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط , وتأثيرها على كل الأطراف , بما فيها الولايات المتحدة وروسيا وايران والدول العربية .
زيارة نتنياهو الاسبوع الماضي الى العواصم الكبرى الثلاث برلين وباريس ولندن تأتي تعبيرا عن هذه الحاجة المستمرة وخصوصية العلاقات , لا سيما أن المنطقة التي تهزها الاضطرابات العنيفة , مقبلة على صراعات خطيرة , بما فيها احتمالات الحرب المفتوحة مع ايران , وحلفائها , لا داخل الساحة السورية فقط , بل على مستوى الشرق الاوسط , وبشكل ثنائي بين اسرائيل وايران .
فحكومة الائتلاف اليميني المتشدد في تل ابيب تريد إغتنام الفرصة الذهبية التي يوفرها لها وجود ادارة أميركية تتبنى وتدعم أشد خياراتها الصهيونية يمينية وتطرفا, وإستغلال دعمها المطلق لها , لكي تسدد ضربة قاصمة للمشروع النووي – الصاروخي , وتحد من نفوذ إيران , ونفوذ حلفائها في سورية ولبنان .
إذن فاستفراد اسرائيل بقلب وجيب واشنطن لا يغنيها عن أوروبا التي أوجدتها قبل سبعين سنة , وزرعتها في المنطقة ورعتها , وسلحتها بالطاقة النووية , حتى أصبحت القوة العسكرية الأولى فيها . فالعلاقة العضوية بين المشروع الصهيوني وأوروبا ستبقى علاقة أزلية , لا اتفكاك لها , مهما كثرت الخلافات التي تمليها توازنات الضرورة لأوروبا أحيانا , بينها وبين البلدان العربية , ومصالحها الضخمة معها , ومع ايران .
ولا ينكر الجانبان الاسرائيلي والأوروبي أن علاقاتهما تجتاز حاليا إحدى أكثر الفترات تأزما وتوترا على الصعيد الدبلوماسي والحقوقي وحتى السياسي , وخاصة الخلاف الحاد من الموقف إزاء الاتفاق النووي الذي تصر الدول الاوروبية كافة على التمسك به حتى اللحظة , في حين تضغط إسرائيل عليها , لكي تحذو حذو الإدارة الاميركية , وتنسحب منه , وهي ترى كما قال نتنياهو ( الاتفاق لم يعد قائما, وصار شيئا من الماضي , والتمسك به لا يجدي ) .
وكما سبق أن ذكرنا فأوروبا تحمل نتنياهو شخصيا جزءا كبيرا من المسؤولية عن انسحاب أميركا منه , ووصفته بالممثل الشخصي للرئيس ترامب, ورأت أنه قادم اليها لكي يقنعها بالانسحاب منه اقتداء به , حسب ما نقلت تال شاليف مراسلة موقع ( ويللا ) الاسرائيلي المتخصص بالمسائل الاستخبارية .
أما التطور الإشكالي الثاني فهو الموقف من المعالجة الاسرائيلية الأمنية العنيفة لمسيرات العودة الفلسطينية والاحتجاجات الشعبية السلمية, حيث إتخذ الاتحاد الاوروبي مواقف معارضة بقوة للسلوك الاسرائيلي العنيف دفعت نتنياهو لاعلان رفضه إستقبال مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد فيدريكا موغريني اذا زارت اسرائيل أو المناطق الفلسطينية , وقال ( إن مواقفها باتت معادية جدا لاسرائيل !) . وقال مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت في بروكسيل إيتمار آيخنر إن التوتر في علاقات الطرفين بلغ ذروته برفض نتنياهو استقبال موغريني .
ويرى محللون كثيرون أن التأزم لا يعود للسبب المذكور فقط , بل يعود الى إصرار الدول الاوروبية على رفض نقل الادارة الأميركية لسفارتها الى القدس , ومقاطعة سفرائها المشاركة , ولو شكليا , في إحتفال نقل السفارة, والتمسك بالموقف السياسي القانوني الذي يرى القدس الشرقية أرضا فلسطينية محتلة .
ايــــــران ثـــــم ايـــــران ! :
—————————-
رغم الخلافات العميقة بين اوروبا واسرائيل مؤخرا , فقد قرر نتنياهو زيارة عواصمها الثلاث الكبرى مستندا للخصوصيات الاستثنائية التي تتمتع بها اسرائيل عند الاوروبيين , وأجرى محادثاته مهمة مع قادتها على مبدأ البحث في النقاط المتفق عليها , وتحييد النقاط الخلافية , لا سيما رفض أوروبا لفرض حل اسرائيلي من جانب واحد على الشعب الفلسطيني , ورفضها للقمع الدموي للمظاهرات السلمية من ناحية , ومعارضة اسرائيل للاتفاق النووي مع إيران من ناحية ثانية . واتفق الجانبان أن تكون مشكلة ( الوجود العسكري الايراني في سورية ) هي مادة البحث الرئيسية في محادثات الجانبين .
وقبل أن يغادر نتنياهو الى برلين سأله الصحافيون عن أهداف جولته , فرد عليهم ( سأبحث في مسألتين : ايران وايران !) تعبيرا عن الأهمية الفائقة التي توليها إسرائيل للانتشار العسكري المتزايد في سورية , وخاصة في جنوبها القريب من خط وقف اطلاق النار لعام 1974 والذي تعتبره إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها . وهو جزء من تصور اسرائيلي لحصار جيو ستراتيجي أوسع تحاول ايران بناءه حولها تشارك فيه غزة حاليا . وقد حمل نتنياهو الى الاوروبيين قلقه من هذا التمدد , واتهم الغزاويين بالضلوع في المخطط الايراني ليبرر القمع الذي تمارسه قواته , والذي أدانته أوروبا ولم تتقبل مبرراته .
ومن الواضح أن نتنياهو أراد حشد تأييد الدول الثلاث وراء سياسته المضادة لايران , سواء بسبب الاتفاق النووي , أو بسبب وجود ايران العسكري في سورية , وطلب الدعم منها . وهو ما يبدو أنه حققه بدرجة كبيرة رغم صعوبة المحادثات التي تطرقت للملفات الخلافية , إذ حصل على تأييد مزدوج من الدول الكبرى الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا , تأييد مبدئي غير مشروط لفكرة إجبار ايران على الانسحاب من سورية , وتأييد لحق اسرائيل في مهاجمة ما تسميه قواعد عسكرية لايران في سورية .
في محطته الأولى، التقى نتنياهو المستشارة الألمانية ميركل، وانتزع منها اعترافا بأن ( أنشطة إيران في الشرق الأوسط مصدر قلق خاصة لأمن إسرائيل ) بحسب ما أعلنته ميركل في مؤتمر صحفي مشترك . ثم أضافت بعد محادثاتها مع نتنياهو ( نتفق على أن قضية النفوذ الإيراني في المنطقة ، تبعث القلق , خاصة بما يتعلق بأمن إسرائيل ) .
وفي المحطة الثانية في باريس , تقدم الخلاف بشأن الاتفاق النووي على الملف الامني الذي حمله نتنياهو, ودافع الرئيس ماكرون عن الاتفاق ورأى انه يمثل انجازا هاما يجب الحفاظ عليه . أما نتنياهو فأكد أنه لم يطلب من الفرنسيين أو الالمان الانسحاب من الاتفاق , وأكد أن كل ما طلبه منهم هو أن يقوموا بما يجب عليهم لحفظ أمن المنطقة من تهديدات ايران , وإجبارها على وقف أنشطتها الهدامة في سورية , وبقية المنطقة . وأوضح نتنياهو ( ما ركزت عليه في محادثاتي مع الرئيس هو وقف العدوان الإيرانى فى المنطقة ) , وأشار إلى أن (هدف إسرائيل يتمثل فى إعادة بناء سورية ، والتأكيد على انسحاب إيران من كل الأراضى فيها ، وهذا ما يجب أن يحظى بدعم من جميع الراغبين فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط ) .
وفي لندن وجد نتنياهو مناخا وديا وايجابيا أكثر من أي زيارة سابقة منذ أعوام , وذلك نتيجة وصول المحافظين الى الحكومة , وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الذي أتاح لها التحرر من قيود سياسته الخارجية , بيد أن نتنياهو رغم ذلك وجد معارضة ثابتة من تيريزا ماي على سياساته تجاه قضايا غزة والقدس والاستيطان ونقل السفارة الاميركية , وكذلك من الاتفاق النووي .
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن رئيس الحكومة حمل معه الى العواصم الثلاث ملفا أعدته المخابرات الاسرائيلية عن خطط ايران في دول المنطقة لتهديد أمن اسرائيل . وقالت إن ايران تخطط لبناء قواعد دائمة بهدف مهاجمة اسرائيل عبر سورية ولبنان وغزة ولا يمكنها السكوت على ذلك , وتريد من كل الحلفاء الضغط على ايران للانسحاب من سورية , ووضع حد لانتاج وتكديس الصواريخ الباليستية. وقالت صحف اوروبية إن نتنياهو طالب بسياسة أكثر حزما تجاه طموحات ايران التوسعية والعسكرية , وأن عليها أن تستثمر انسحاب أميركا من ( الاتفاق ) للضغط على إيران لاعادتها للتفاوض حول المسائل الإضافية وخاصة الانتشار الاقليمي وصناعة الصواريخ , وإلا فإن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي , وستتابع حملتها العسكرية لتدمير القواعد الايرانية في محيطها , من سورية الى غزة , مرورا بلبنان .
دور روســـــــي مـــتـــعــــدد الـــوجـــوه
—————————————
الجدير بالذكر أن محادثات سياسية وعسكرية بين اسرائيل وروسيا لا تتوقف حول نفس المسائل, وتجري على أعلى المستويات , وتحرز نتائج إيجابية لصالح اسرائيل . ويبدو بحسب مصادر مختلفة أن الروس يلعبون دورا حيويا متعدد الجوانب في مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وكل من روسيا وايران ونظام الاسد ! . ففي اليوم الاخير من مايو المنصرم تحادث نتنياهو عبر الهاتف مع الرئيس بوتين حول العقد السياسية موضع البحث . وهي محادثات تاتي في سياق زيارات واتصالات تفوق مثيلتها في السنين الاخيرة بين تل أبيب وواشنطن .
وفي اليوم التالي أجرى وزيرا دفاع الدولتين شويغو وليبرمان محادثات مباشرة حول الوضع العسكري في جنوب سورية .
وأشارت مصادر عديدة الى أن هذه المسألة بالتحديد يتم بحثها بين أطراف دولية عديدة , موسكو وواشنطن , واسرائيل والاردن , وبين هذه الأطراف وكل من دمشق وطهران . وبينما تصر اسرائيل على سحب ايران لقواتها وحلفائها من المنطقة , تحاول روسيا اقناع اسرائيل بإبعاد الايرانيين مسافة كافية عن حدود اسرائيل لا تقل عن 30 كم , ولكن إسرائيل تصر على انسحاب كامل للايرانيين من سورية . وهو كما يبدو جزء من تفاهم تشترك فيه الولايات المتحدة وبعض الدول الاقليمية .
وكشفت صحيفة كوميرسانت الروسية أن وزيري الدفاع الاسرائيلي والروسي اتفقا على إمكان انتشار قوات شرطة عسكرية روسية في القنيطرة السورية , بمواجهة اسرائيل , لحمايتها من أي هجوم ايراني . كما إنهما اتفقا على أن تطلب السلطة السورية من إيران رسميا الانسحاب بعيدا عن الحدود مع اسرائيل , وقيامها بنشر قواتها ( السورية ) على خط وقف اطلاق النار . ولكن نظام دمشق ( اشترط ) أن يسمح له بالهجوم على قوات الثوار في درعا وإعادة السيطرة على الحدود الدولية مع اسرائيل والاردن , ثمنا مقدما لابعاد الايرانيين وحزب الله عن الجولان .
وكشفت مصادر متعددة من المعارضة السورية في الأيام الأخيرة أن نظام دمشق استجاب للأمر الروسي رسميا عن المنطقة , بينما أعادهم اليها بعد أن أخفاهم في أسماء وملابس قواته النظامية ! الأمر الذي رأت فيه الدوائر الخارجية دليلا على فقدان نظام الأسد للسلطة الفعلية على إبعاد الايرانيين من المنطقة , ومن سورية , أو حتى التأثير على حركتهم , خاصة مع ازدياد حاجته لهم للدفاع عن سلطته المتهاوية .
ومع أن الروس يعملون على معالجة هذه التناقضات ولعب دور الحكم المقبول من جميع الأطراف والضامن لاسرائيل فإنهم لم يثبتوا قدرتهم حتى الآن على التأثير الحاسم على ايران وجماعاتها , إذ طار الرئيس الايراني روحاني الى موسكو لمقابلة بوتين, وابلاغه رفضهم للانسحاب من سورية, أو الحد من حركتهم فيها, وخاصة بعد ” هجوم ” الروس المباغت على مدينة (القصير) غرب سورية , لابعاد قوات حزب الله منها , بدون تنسيق مسبق مع النظام وايران . وهي خطوة فهمت كرسالة للايرانيين , يراد منها ابلاغهم بسلطة الروس على جميع الأطراف .
واشارت مصادر محلية الى رسائل مشابهة متتالية في الفترة الأخيرة صدرت عن روسيا تحمل نفس المضمون والاتجاه على الأرض السورية , حتى أن هذه المصادر باتت تتحدث عن اتساع الفجوة بين مواقف الروس وحلفائهم الايرانيين في سورية . ويدعم هذه المعلومات أن كل المخرجات الصادرة عن المحادثات الاسرائيلية – الروسية تعزز تفاهم الطرفين , وارتياح إسرائيل للمواقف الروسية من مطالبهم من الايرانيين , ومن نظام الأسد .
وقال معلقون اسرائيليون إن العلاقات بين الطرفين لم تكن بالقوة التي هي عليها اليوم في أي وقت مضى , وهو ما تؤكده أيضا ردود أفعال الروس اللامبالية على الضربات القاصمة التي وجهتها الذراع الاسرائيلية للقوات الايرانية , بل وعلى أهداف للنظام السوري وحزب الله , لا في المنطقة الجنوبية وحسب , ولكن في شمال وشرق سورية ووسطها أيضا !
ولا بد أن نتنياهو يستفيد من توافق غير مسبوق بين روسيا واوروبا في عدد من القضايا الدولية , كما لاحظت الباحثة الروسية ناتيانا نوسينكو من أكاديمية العلوم الروسية إذ قالت ل( غازيتا رو ) إن مواقف روسيا واوروبا متطابقة حاليا من أهم القضايا الدولية الخاصة بالشرق الاوسط , ولا سيما الاتفاق النووي , والوضع في سورية وأمن اسرائيل .
يضاف لما سبق الاشارتان المهمتان في البيانين النهائيين لقمة مجموعة السبع الكبار في كندا , واجتماع دول حلف الناتو في بروكسيل , وكلا البيانين أشارا الى رفض الوجود الايراني في سورية وتهديده لاسرائيل .
الـــــــحـــــــرب قــــــادمــــــة :
—————————–
في المحصلة يمكن للمحلل استنتاج أن اسرائيل حققت نجاحات مهمة وكثيرة في سورية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة أبرزها :
أولا – تدمير شبه كامل للقواعد الرئيسية للوجود الايراني العسكري في سورية عبر ضربات متتالية شكلت أسلوبا جديدا من الحرب بالتقسيط , وما زالت هذه الحرب مستمرة بدون دليل على ما يشير الى نهايتها .
ثانيا – خلق اجماع دولي أميركي – روسي – أوروبي مؤيد لاسرائيل في حربها ضد الايرانيين في سورية , وداعم لمطالبتها بخروج الايرانيين من هذا البلد .
ثالثا – تشكيل تحالف اقليمي ودولي غير رسمي ولكنه ملموس لمواجهة ايران نفسها ومشاريعها العسكرية والتوسعية . والأرجح أن هذا التحالف سيواصل الضغوط على طهران لاجبارها على التفاوض حول الملفات المختلف عليها , ولا سيما صناعة الصواريخ , والتمدد العسكري الاقليمي . وهذا التحالف الاقليمي والدولي يستظل بدعم أميركي مطلق ومفتوح , ودعم عربي , وتفهم أوروبي وروسي واضحين .
ومن الواضح أن اسرائيل تبني الآن على قاعدة نجاحاتها المذكورة للانتقال لمرحلة جديدة من المواجهة مع أعدائها في المحور الايراني الذي يحاول محاصرتها بسياج صاروخي يمتد من سورية الى لبنان فغزة . وهي توجه رسائل علنية واضحة لهم عبر جاهزيتها الحربية , وتهديداتها الصريحة التي تنطوي عليها ( المناورات الضخمة المفاجئة التي نفذها الجيش الاسرائيلي على الحدود الشمالية بمحاذاة سورية , في الأيام الأخيرة ) . ولا يمكن تفسيرها إلا باعتبارها مؤشرا على خطط هجومية تستعد لها , قد تبدأ في غزة , وتمتد الى سورية , وتنتهي في لبنان أو العكس .
فنتنياهو ووزير دفاعه الذي يفوقه تطرفا ومعهما جنرالات الجيش يرون أن العوامل الدولية مواتية جدا لحرب جديدة في الشرق الاوسط ضد المحور الايراني , بعد أن ضمنت الدعم الاميركي والروسي والاوروبي , فضلا عن التأييد الاقليمي غير المعلن أيضا . وهي تستثمر النقمة العارمة التي خلقتها ايران لنفسها في عموم المنطقة بما فيها في الأوساط ( الشيعية العربية ) التي كانت موالية لها تماما من العراق الى لبنان , ومن سورية الى اليمن .
اسرائيل تهيىء المسرح لحرب قادمة , ومن لا يرى ذلك فهو لا يفهم طريقة تفكير وسلوك اسرائيل , ستدفع ايران ثمنا باهظا لتوسعها واستخفافها بأعدائها وجيرانها , حتى أن صحيفة هأرتس الاسرائيلية قرأت يوم الاحد الماضي في سعي ادارة ترامب الحثيث لنزع فتيل التوتر مع كوريا الشمالية وتحييدها خطوة باتجاه استراتيجي راسخ , هو الاستعداد للمواجهة الحاسمة مع ايران وحلفائها في الشرق الاوسط .
==============================
هذا المقال منشور في مجلة الشراع اللبنانية، العدد 1853 الصادر في 15/ 6 / 2018
قراءة إستشراقية من الكاتب والمناضل العروبي الراحل محمد خليفة، عن الحرب الإسرائيلية على إيران ، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى. الكيان الصhيوني عدو وجود ، لأنها دويلة محدثة على أرض إغتصبت وتم تشريد شعبها، وأما نظام ملالي طهران فهو عدو سياسي، مرتبط بنظام الحكم بإيران.