عن المؤتمر الصحفي للجنة السلم الأهلي

معقل زهور عدي

عن المؤتمر الصحفي للجنة السلم الأهلي وما يثار حول فادي صقر وإطلاق سراح عدد من ضباط النظام السابق .

على النقيض مما تم التخطيط له فقد زاد المؤتمر الصحفي في مشاعر الاحباط لدى عموم السوريين , وظهر تبرير لجنة السلم الأهلي غير مقنع من جهة، ولا يرقى لمشاعر الناس المتأججة ضد ظهور رجل مثل فادي صقر كان واحدا من رؤوس إجرام النظام السابق يتجول برفقة عناصر حكومية بحرية من الجهة الأخرى .

لقد ظهر الأمر برمته وكأنه استخفاف بمشاعر جمهور الثورة المكلوم بدلا من أن يقدم شيئا يداوي تلك المشاعر ويخفف من تفاقمها بمنطق واضح قوي واستجابة جدية تعطي الانطباع بالاصغاء لمطالب الجمهور والاعتراف بالخطأ المرتكب والتعهد بإصلاحه .

وكبداية لم يكن مناسبا على الاطلاق تكليف لجنة السلم الأهلي بعقد مؤتمر صحفي للمهمة التي وكلت بها وهي شرح وتبرير وضع فادي صقر والضباط الذين أطلق سراحهم وهذا التلكؤ والتأخير في عمل هيئة العدالة الانتقالية .

في الحقيقة ليست تلك مهمة لجنة السلم الأهلي , التي يفترض أن يكون نشاطها الرئيسي بعد انجاز عمل هيئة العدالة الانتقالية أو على الأقل بصورة مواكبة لانجازات هيئة العدالة الانتقالية بالتالي من غير المعقول أن تبرز لجنة السلم الأهلي قبل أن تظهر هيئة العدالة الانتقالية أي انجاز وكأنها هي المسؤولة عن الطريقة التي يتم بها التعامل مع واحد من أكبر قادة الاجرام في عهد الأسد .

من كان يفترض به أن يتولى تلك المهمة هي وزارة الداخلية المسؤولة مباشرة عن إطلاق سراح فادي صقر وتركه يصول ويجول في شوارع دمشق ليستفز أعمق مشاعر ضحايا إجرامه وإجرام أمثاله من النظام البائد .

كما لم يكن مناسبا الاصرار على تبرير ذلك بحجة تتعلق بمهمات غامضة مفيدة يقدمها فادي صقر بوضعه الحالي .

فادي صقر مكانه السجن ريثما يقدم للمحاكمة , ويمكن الاستفادة من معلوماته وهو سجين وتسجيل ذلك في ملفه كعامل تخفيف في عقوبته برسم القضاء الذي يتولى محاكمته فقط .

والموقف المطلوب من الحكومة هو الاعتراف بالخطأ في قضية فادي صقر والتراجع عنه والاعتذار من الشعب السوري .

خروج وزير الداخلية بهذا الموقف كان وحده ما يطفىء النار المتأججة في الصدور , ويعيد الأمور إلى نصابها .

حتى الآن هناك متسع لاصلاح الأمر .

الاصرار على الخطأ سيكب الزيت على نار الفتنة .

السيد رئيس الجمهورية المحبوب

رجاء عالجوا الأمر بمايستحق من خطورة وأهمية . لاتتركو للفتنة نافذة تخترق منها صفوف الشعب .

المصدر: صفحة معقل زهور عدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى