
طوال أحد عشر عاما لم اسع لأذية أحد.. ولا لأي منصب او موقع سياسي او غيره …بل بالعكس قدمت ما استطعت وما أمكنني طوعا ومحبة…
بعت ارضي مبكرا حتى لا احتاج احد وسددت ديوني المتراكمة قبل حتى ان تهجر الناس من بيوتها…
تركت عملي الحكومي رغم كل المغريات مبكرا واخترت ما يقنعني ويتناسب مع امكانياتي وتطلعاتي مكتفيا بساعات تدريس جامعية محدودة اسبوعية … مع الكتابة سواء المقالة الدورية او الابحاث والدراسات او الكتب… وابدا لم تعنيني شروط الاخرين بقدر تحرير مكنوني الداخلي … متمسكا بمقولة نحن لا نكتب لليوم وفقط بل لجيل قادم حتى لا نكون شهود زور على اشد مراحل تاريخنا حرجا … مدركا الثمن الباهظ الذي تدفعه سلفا من حياتك وروحك في هذا المضمار المحفوف بالحسد والغيرة والتقارير الامنية الكيدية وووووو…
سمعت الاف القصص وحضرت على الكثير منها.
مثيرة تلك الأقاويل والبهارات التي تخرب اي حدث وتلغي كل اواصل الثقة لدرجة التخوين البين والفاضح ولم اعر اذني لاي منها … فلا زلت لليوم متمسكا بمقولة افعل الصواب ولا تضيع البوصلة … فكل من يعتقد انه صاحب مشروع مفرد لن يتوانى عن تخوين الاخرين والتقليل من شأنهم ليصل هو على حسابهم… بينما من يدرك عمق حركة التاريخ وطول مدتها وتقلباتها سيسعى بصمت لتدعيم مقوماتها دون ان ينتظر نتيجة لنفسه بل لابنائه وجيل قادم بعده…
اخطأت اجل واعلم بدقة اين… حاولت مع كثيرين من الاصدقاء فعلا جماعيا… نجحنا مرات وفشلت في مرات …
ترفعت ولازلت عن مغريات الدنيا… لكن لا زلت اتمسك باسناني بمقولة العمل دون اوهام او احلام او تضخيم فج للذات….
اعترف ان اخر شيء اهتميت فيه هو ذاتي فكنت ولازلت ارى نفسي من السوريين وككل السورين وان ما اصابنا لا يقاس بمعاناتهم ….
لا مناسبة لهذا الحديث اليوم لكن اذكر جيدا اليوم حجم التحطيب والتشحيل الذي مارسته الايديولوجيات والشرعيات الثورية ومن كل الاصناف بحق الوجدان السوري واذكر وبدقة كل لحظة فيها، من مارسها، وكيف اقام مجزرة للقيم قبل الواقع والنتيجة واقع محطم فاقد للثقة مشتت التماسك ….
اما مناسبة الحديث فهي فضفضة ليس الا … وقليل من التأمل فلست ومثلي الملايين طعام او فاكهة على موائد اللئام … وهذا فيه ما يقال ويفعل….
فان كانت ١١ عاما قليلة بعمر الشعوب كثيرة بعمر الافراد ….
تصبح مناسبة الحديث ان عمري اقيسه بعمر شعب يرغب بالحياة الحرة والكريمة وهذا زمن مفتوح على الامكانيات والقدرة على فعلي الوجود والقيمة …
احد عشر كوكبا تهوي والباقي قيد تشكل وتكون لن يتوقف ابدا…
فقلبي وان كان من حجر احيان لكنه سكنى للماء النقي ويمطر منفردا حين تضيق الدروب امامه خداعا ومكرا …
المصدر: صفحة الدكتور جمال الشوفي