
عقد وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، مؤتمراً صحفياً مشتركاً في دمشق مع المفوضة الأوروبية، دوبرافكا شويتزا، أكدا خلاله على بدء مرحلة جديدة من التعاون بين سوريا والاتحاد الأوروبي.
وفي كلمته، أكد الشيباني أن مشاركة الحكومة السورية لأول مرة في مؤتمر نظمه الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا تمثّل تحولاً في العلاقة بين الطرفين، مشيراً إلى أن الاتحاد كان من أوائل الشركاء الذين اتخذوا موقفاً شجاعاً تجاه ملف العقوبات.
لا نطلب حرباً بل إعادة الإعمار
وقال الشيباني إنه “دعونا شركاءنا الدوليين، وفي مقدمتهم الأوروبيون، إلى دعم أمن سوريا واستقرارها، فنحن لا نسعى إلى الحرب بل إلى إعادة الإعمار، وقد عبرت سوريا مراراً عن نواياها السلمية”.
وشدد على أن سوريا منفتحة على الحوار والاستثمار ومستعدة للانخراط مع المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء، لافتاً إلى أن الشعب السوري “عانى بما فيه الكفاية، وحان الوقت ليبني مستقبله بيده”.
وأضاف أن “سوريا تتميز بتنوع ثقافي وديني وتاريخي يربطها بالعالم، ولا يمكن اختزال علاقتها مع أوروبا في ملف اللاجئين فقط”، مؤكداً أن سوريا “لكل السوريين، وهي وطنهم، والباب مفتوح لعودتهم، لكن على الحكومة تأمين البيئة المناسبة لذلك”.
الاعتداءات الإسرائيلية انتهاك لسيادة سوريا
من جانب آخر، أشار الشيباني إلى التحديات التي تواجهها سوريا “نتيجة تهديدات تحركها أطراف خارجية”، موضحاً أن “هناك مناطق تتعرض لهجمات من فلول النظام المخلوع وجماعات مسلحة تزهق الأرواح بوحشية، ولو حدث ذلك في بلد آخر لتم تصنيفه كهجمات إرهابية”.
وذكر أن “القوات السورية تلاحق هذه العناصر لحماية الشعب السوري”، داعياً الاتحاد الأوروبي وجميع الدول لدعم مساعي سوريا بحماية أمنها واستقرارها.
وعن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، أكد الشيباني أنها “انتهاك لسيادة سوريا، وتفتح المجال أمام الجماعات التي تهدد أمنها لزعزعة الاستقرار”، داعياً إلى تطبيق اتفاقية فض الاشتباك للعام 1974.
شويتسا: رفعنا العقوبات وسنُعيد سوريا إلى الجوار الأوروبي
من جانبها، وصفت المفوضة الأوروبية المرحلة الحالية في سوريا بأنها “لحظة مفصلية” بعد 14 عاماً من الألم والنزوح، معتبرة أن عملية الانتقال قد بدأت بقيادة سورية جديدة.
وقالت شويتزا إن الاتحاد الأوروبي رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا دعماً لجهود إعادة الإعمار، مؤكدة أن الاتحاد “يريد لعملية إعادة البناء أن تكون بقيادة وملكية سورية خالصة”.
وكشفت المسؤولة الأوروبية عن تخصيص 175 مليون يورو ضمن حزمة إغاثية جديدة لدعم الشعب السوري، مؤكدة الالتزام بتقديم الدعم في مجالات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والزراعة، ودعم حقوق الإنسان.
وأكدت شويتزا أن الاتحاد الأوروبي يعمل على إعادة سوريا إلى وضع “الجوار الجنوبي”، ويهدف إلى دعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين المقيمين في أوروبا. مضيفة أن “لكل سوري الحق في العودة إلى وطنه وبناء منزله من جديد بكرامة وسلام، ولا يمكننا إجبار أحد على العودة”.
وشددت على أن زيارتها إلى دمشق جاءت “تعبيراً عن التزام شخصي، رغم إمكانية تنفيذ الدعم المالي عبر التحويلات البنكية”، مضيفة أنه “اخترت أن أكون بينكم شخصياً”.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي سيعمل على جذب الشركات الأوروبية للاستثمار في سوريا وتقديم خدمات تنموية، مشيرة إلى أن إعادة الإعمار “عملية طويلة تتطلب وقتاً”، لكنها بدأت بالفعل بخطوات عملية خلال الأشهر الستة الماضية.
وفي ختام كلمتها، أكدت المفوضة الأوروبية رفض الاتحاد لأي خروقات للقانون الدولي، لافتة إلى أن الاتحاد قدّم منذ عام 2011 ما يقرب من 34 مليار دولار كمساعدات للشعب السوري، وما زال ملتزماً بذلك.
المصدر: تلفزيون سوريا
المفوضة الأوروبية “دوبرافكا شويتزا” خلال زيارتها الأخير لدمشق ومن خلال المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تؤكد دعم الإتحاد الأوروبي لأمن وإستقرار وإزدهار سورية، قراءة موضوعية لمخرجات المؤتمر الصحفي.