تحرك نحو بكين وتريث مع موسكو.. الشيباني: الدبلوماسية السورية تعود بخطى ثابتة

أكد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، اليوم السبت، أن التحول الذي تشهده الدبلوماسية السورية يمثل نقطة تحول أساسية في تمثيل سوريا بشكل لائق وطبيعي، كما تحدث عن طبيعة العلاقة والاتفاقيات مع روسيا والصين.

ولفت الشيباني، في مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، إلى أن الوزارة تعمل على معالجة الآثار الدبلوماسية للنظام السابق، الذي اعتمد سابقاً على ما وصفه بـ”الدبلوماسية الابتزازية”، مشيراً إلى أن الوزارة تمكنت من تحويلها إلى دبلوماسية منفتحة على الحوار والتعاون.

وقال الشيباني إن الحكومة الحالية لم تأتِ من القصور، بل من رحم الثورة والمعاناة، مشدداً على أن وزارة الخارجية تُعدّ المعبر الأبرز عن الحالة السورية، وركناً أساسياً في عملية إعادة الإعمار، والخط الدفاعي الأول عن المصالح الوطنية، والمسؤولة عن إيصال الصوت السوري إلى كل مكان.

وأضاف أن ما تقوم به الدبلوماسية السورية هو أقل الواجب تجاه السوريين في الداخل والخارج، وأن تحركاتها تأتي في وقتها الطبيعي، وقد أسهمت في تجنيب البلاد أي محاولة للاستقطاب، بحسب تعبيره.

وأشار الشيباني إلى أن الحكومة تنطلق اليوم، عبر الدبلوماسية، لمعالجة آثار العقوبات الاقتصادية التي لا تزال تؤثر في التنمية، وتسعى إلى بناء علاقات جيدة مع الدول التي تستضيف السوريين لتحسين أوضاعهم ومعاملتهم.

وبيّن أن الدبلوماسية السورية استطاعت أن تنقل سوريا الجديدة من دولة كانت تعيش تحت وطأة الحرب إلى دولة تتطلع إلى المستقبل بثبات، لافتاً إلى أن الجهد الذي بُذل خلال الحرب يجب أن يُضاعف في مرحلة السلام.

وأوضح الشيباني أن الوزارة واجهت عقبات ناجمة عن إرث النظام السابق الذي شوّه صورة الشعب السوري، لكنها تمكنت من تجاوزها وإعادة سوريا إلى العديد من المنظمات الأوروبية والدولية، وفق قوله.

وأكد أن سوريا اليوم لا تنتمي إلى أي محور ولم تُعَادِ أحداً، موضحاً أن الدبلوماسية السورية باتت متوازنة وتُخطط بفاعلية لوضع سوريا على الخارطة الدولية، بدلاً من مجرد الاستجابة للمتغيرات.

مشاركة الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة

تحدث الشيباني عن مشاركة الرئيس الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أنها حظيت باهتمام دولي كبير، وأن خطابه اختصر الحكاية السورية.

وأكد وزير الخارجية السوري أن المشاركة كانت إيجابية وضرورية، ليسمع العالم رؤية الحكومة السورية الجديدة.

وأوضح أن سوريا استطاعت، عبر هذه المشاركة، إيصال رسالة واضحة مفادها أن الشعب السوري يريد إعادة إعمار بلده وجعلها نموذجاً مشرقاً.

العلاقة مع لبنان وروسيا والصين

وقال الشيباني إن النظام السابق شوّه صورة سوريا والسوريين في لبنان، وتعمل الحكومة اليوم على تصحيح هذه السياسة، موضحاً أن بلاده تحاول حل ملف الموقوفين السوريين في لبنان، ولا سيما الموقوفين بتهم سياسية تحت ضغط النظام السابق.

وختم الشيباني مؤكداً أن التعامل مع روسيا يتم بشكل متدرج، مبيناً أنه لم تُبرم أي اتفاقيات جديدة، وأن الاتفاقيات الموقعة بين روسيا والنظام السابق معلّقة، مضيفاً: “نحن لا نقبل بها.”
وأكد أنه تم إعادة  تصحيح العلاقة مع الصين التي كانت تقف سياسياً إلى جانب النظام السابق وتستخدم “الفيتو” لصالحه، وفي بداية الشهر القادم ستكون هناك أول زيارة رسمية لبكين.

وزاد قائلاً: “كل تحركاتنا الدبلوماسية هادئة ومخطط لها، ولا يوجد فيها أي تنازل عن حقوق السوريين (…) العلاقة مع روسيا والصين وأوروبا نحصل عليها من خلال مكانة سوريا، ويجب أن نسخّرها لمصلحة الشعب السوري.”

ملف السويداء جرح سوري ونعالجه بمنطلق وطني

أكد الشيباني أن ملف السويداء يمثل “جرحاً سورياً”، وما حدث في المحافظة لم يكن خياراً للحكومة السورية.

وأوضح أن شركاء سوريا وافقوا على خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة لمعالجة هذا الملف، كما لفت إلى وجود لجنة لتقصي الحقائق تعمل على الأرض، وأن هناك تقدماً ملموساً في هذا المسار مع استعادة الحس الوطني بين أبناء المنطقة.

دعا الشيباني النخب الاجتماعية ومشايخ العقل وكل حريص على مصلحة السويداء إلى العمل المشترك لتجاوز الأزمة الراهنة.

وأكد أن الحكومة تتعامل مع هذا الملف من منطلق وطني باعتباره قضية داخلية، إلا أن تدويله من قبل بعض الأطراف كان لخدمة أجندات خارجية محددة تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.

 اتفاق العاشر من آذار هو الحل لملف “قسد

كشف الشيباني أن الحكومة السورية نجحت في إقناع عدد من الدول المهتمة بملف “قوات سوريا الديمقراطية” بأن الحل الوحيد لهذا الملف يتمثل في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار.

 وأشار إلى أن بقاء “قسد” خارج مؤسسات الدولة يعمّق الانقسام، مؤكداً أن الشراكة الوطنية يجب أن تتم بأسرع وقت ممكن لضمان وحدة البلاد.

اعتبر الشيباني أن منطقة شمال شرقي سوريا أمام “فرصة تاريخية” لتكون جزءاً فاعلاً في المرحلة المقبلة، مشدداً على أن أي تأخير في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار سينعكس سلباً على مصالح المدنيين ويؤخر عودة المهجرين إلى مناطقهم.

جدد الشيباني موقف الحكومة السورية الرافض لأي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية، مؤكداً أن هذا المبدأ “لا يحتاج إلى نقاش أو تفاوض”، وأن وحدة الأراضي السورية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأكد الشيباني أن إسرائيل تحاول فرض واقع جديد في المنطقة مستغلة التغيرات التي شهدتها سوريا خلال السنوات الماضية. وأوضح أن الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تعزيز حالة عدم الاستقرار في سوريا والمنطقة عموماً، في إطار مشروعها التوسعي المعروف.

تحسن اقتصادي متوقع خلال العام القادم

أكد الشيباني أن الدبلوماسية السورية نجحت في جذب استثمارات جديدة إلى البلاد، موضحاً أن نتائج هذه الجهود ستبدأ بالظهور تدريجياً خلال العام القادم.

 وتوقع أن يشهد الواقع المعيشي في سوريا تحسناً ملموساً، لافتاً إلى أن الشعب السوري “سيلمس هذا التحسن قريباً” مع بدء تنفيذ المشاريع الاقتصادية الجديدة.

المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى