
من حق الشعب السوري ان يفرح برفع العقوبات الظالمة التي اثرت عليه أضعاف أضعاف ما أثرت في النظام الساقط..
من حقنا ان نفرح كثيرا بعد ان صمنا عن الافراح دهرا…
و لكن أيضا يا أحبائي أنبهكم الى عدم الانجراف مع المبالغات الخيالية التي يروجها البعض عن قصد او غير قصد..
فرفع العقوبات ليس حلا سحريا سينقلنا بين يوم و ليلة الى مصاف الدول الغنية.. و لا في شهر و لا سنة او بضع سنوات.. انها خطوة مهمة و مدخل واسع الى الانفراج و الحل فقط.. لكن الطريق الى الهدف طويل و صعب و مليء بالمطبات القاسية..
فحجم الدمار الذي طال قطاعات مهمة مثل النفط و السياحة و الزراعة.. كبير و استعادتها تحتاج وقتا ليس قصيرا.. و من اهم العقبات التي ستقف في وجه التنمية في سورية هي نقص الكوادر البشرية المؤهلة و تخلخل التوزيع السكاني نتيجة الحرب التي شنها النظام الساقط على الشعب السوري و ما خلفته من خسائر بشرية اولا سواء بالقتل او التهجير الداخلي او الخارجي.. و بالتدمير المادي و البنية التحية ثانيا
و من اهم العوامل التي هي شرط أساسي لنجاح المحاولة هي الحكم الرشيد و الحوكمة العلمية المحترفة.. و لا اظن انها ستتحقق بدون التقدم على طريق الديمقراطية و توسيع المشاركة السياسية و التوازن ما بين التقدم في المشروع السياسي بالتوازي مع المشروع الاقتصادي..
و من اهم المطبات في الطريق ايضا هي الشروط الكثيرة التي وضعت على سورية مقابل رفع العقوبات وكذلك خطر تغير المزاج الدولي و الاقليمي بعد مرور فترة شهر العسل.. فالوضع الجديد لن يروق لكثير من الدوائر و الاطراف في الادارة الامريكية و الغرب وحتى في الاقليم.. و لن تكف عن محاولة ايقافه او تخريبه..
لكن كلنا امل في الله اولا بشعبنا العظيم ثانيا و بالقيادة الجديدة ثالثا..
المصدر: صفحة بسام شلبي