
الأحواز، أرض غنية بثرواتها الطبيعية التي وهبها الله، من نفط وغاز وبتروكيماويات وحديد، وتنتج أكثر من 70% من كهرباء ما يسمى بالجغرافيا السياسية لإيران، تعيش اليوم في ظلمات، عطش، وفقر مدقع.
أرضٌ كانت أنهارها الجارية تبث الحياة، أصبحت اليوم تنهار تحت وطأة السياسات الظالمة لنقل مياه نهر كارون من منابعه، حتى باتت أنفاس شعبها تُعدّ.
ما يجري في الأحواز ليس مجرد أزمة كهرباء أو صيف حارق، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات صوت شعب مظلوم؛ سياسة تريد لهذا الشعب أن يُمحى بصمت، ويُنسى بلا أثر.
أطفال الأحواز لا يُحرمون فقط من التعليم، بل ينشؤون وسط الخوف والفقر وانعدام الأمان.
الظلام يقيد أجسادهم وأرواحهم، والغبار والحر الشديد يخيمان على كل تفاصيل حياتهم.
في ظل هذا الواقع، لا توجد أجهزة تبريد، ولا إنترنت، ولا صفوف صيفية، ولا حتى أبسط مقومات الحياة الإنسانية.
كل ما تبقى هو صبر مثقل بالألم، وأمل هش يصارع موتاً بطيئاً.
هل من العدل أن يكون حلم الطفل الأحوازي الوحيد هو الحصول على أبسط الإمكانيات التي تُعد من البديهيات في مدارس باقي محافظات إيران؟
هل من الإنصاف أن يتحول ذهابهم إلى المدرسة إلى كابوس، تحت الشمس الحارقة، بشفاهٍ عطشى، ووسط انقطاعات كهربائية متعمدة تخنق أحلامهم الطفولية؟
ما يحدث في الأحواز جريمة صامتة تُرتكب دون خجل، في وضح النهار، وأمام أعين العالم.
المصدر: قناة الأحوازية