كلمة حق ولازم تنقال

إيناس مطر

كتبت الناشطة ايناس مطر أخت “غياث مطر” الملقب بغاندي سوريا والذي قتله نظام الأسد في المعتقل:
في وقت كانت الناس تخاف تقول كلمة، كان في ناس فتحوا بيوتهم وقلوبهم بلا سؤال ولا شروط.
8 سنين… أنا واهلي عشنا بكرامة ببيوت الدروز أهل السويدا، أكلنا من خيرهم، تدفينا بمازوتهم، وتعالجنا بكرمهم، كلو كان مجاني ومن طيب خاطر وبلا منية لانهم اهل معروف وعندهم شهامة ونخوة وكرم … وقت حتى القريبين خافوا يرفعوا السماعة ويسألوا عنّا.
قرايبنا، أهل بلدنا، وأعز أصدقائنا… حذفوا أرقامنا من خوفهم، وقطعوا الحبل وكأننا ما كنا يوم إخوة.

وكلمة حق بدي الكل يسمعها اليوم:

يلي وشى بغياث، مو غريب، هو ابن بلدنا، وسنّي.

ويلي جرف القبر، كمان ابن بلدنا، وسنّي.

ويلي ضربني بالطريق لما أخدوني عالفرع، كان سنّي… بس يلي حقق معي وتعاطف معي، كان علوي.

ويلي لاحقنا للسويدا، وكمّش 14 شاب ديراني وتم تصفيتهم بصيدنايا ، من بيت نصار كمان سنّي وديراني.
ويلي خبّانا، وحمانا منو، كانوا الدروز، أهل شهبا، رجال ما حسبوها طائفية، حسبوها رجولة وإنسانية.

أجود عامر هو واهل شهبا ، وقت أهلي خافوا عليي من الاعتقال ، قالها اجود قدام الكل: «ايناس ما بتطلع من السويدا، هي بحمايتنا، وبحط حارس خصوصي على باب البيت، وما بسمح ل حدا يقرب عليها».

والمنظمة المسيحية،و بمساعدة دروز سويدا هني يلي ساعدوني لافتح شغل ، واعتمد على حالي وعيش بكرامة بدون ما احتاج حدا .
بوقت كل حبايبي من بلدي ما خطر ببالهون حتى يسألوا: «كيفك؟ عايشة؟ محتاجة شي؟»
سنين، ما إجاني اتصال واحد من يلي كنت فكّرهن أهلي وناسي!

لهيك، بكفي عاد!
حاجة هالتعميم الأعمى، وبكفي هالنار اللي عم تكبر وتحوّلنا لدم بيروح عالفاضي.
اللي خان، خان لأنه صغير النفس، مو لأنه ابن طائفة.
ويلي سب وتعدى سب لانو بلا مبدأ وبلا اخلاق وما بمثل غير حالو
واللي حمى، حمى لأنه إنسان أصيل، مو لأنه ابن مذهب.

لا تغطّوا الاجرام والخيانة براية الدين، ولا تخلوا الطائفية تسرق منكم ضميركم.
البلد عم ينزف، والقلوب تعبت، وكلمة الحق اليوم لازم تتقال، وبصوت عالي!

عشت سنين بسويدا ورح ضل فيها ورح زور اهالي الضحايا وعزيهن وطبطب عليهن متل ما هنن وقفوا معنا وطبطبوا على جراحنا ..

اصحواااااا…
في ناس طيبة، وفي ناس خسيسة.
وفي رب ما بيقيس الناس بطوائفهم، بيقيسهم بأفعالهم.
ولسه في وقت، لحتى نوقف الدم، ونرد الروح لهالبلد قبل ما نصير رماد.

يلي مو عاجبوا كلامي فوراااا يعمل حظر والله معه … ممنوع ايا تعليق طائفي وايا اساءة رح الجأ فورا للقضاء وقاضي كل مسيء .
المصدر: الراصد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى