مكائن متخصصة في التزييف

معقل زهور عدي

هناك كمية هائلة من المواد الإعلامية التي تعرض صورا وفيديوهات مزيفة , وأخبار ا كاذبة بدون مصادر , بحيث يتم قلب الحقائق , وطمس مايحصل , وبناء سرديات مزيفة .

مجرد عينة واحدة : تابعت إحدى السرديات التي حاولت تصوير ماحصل باختصار على النحو الآتي : بدأ العنف حين تجاوزت بعض مجموعات التفتيش والمداهمة الطرق القانونية مما أدى إلى تلاسن واشتباك راح ضحيته أحد الأبرياء مما أشعل تحركا لمجموعة صغيرة من المسلحين تحت زعامة قائد صغير مطلوب , قام مع مجموعته ببعض الكمائن , رد الأمن العام بشن حملة واسعة وقام بوضع حواجز وانتشرت التجاوزات والقتل وأعمال الاهانة وأصبح الأهالي المدنيين في رعب .

فمن المسؤول ؟ لاشك أنها ” سلطة دمشق “

كدت أقتنع بهذه السردية حتى بدأت تظهر التسريبات عن غرفة عمليات القامشلي وضلوع ايران وقسد , ثم بدأت تظهر مخازن السلاح المخبأة في الأرياف والتي تكفي لتسليح جيش وليس عصابات , وظهر حجم شهداء الأمن العام بنيران المتمردين الذي بلغ أكثر من مئة وثلاثين شهيدا لايمكن أن يسقطوا أمام مجموعة مسلحة تعد العشرات , ثم أعلنت ادارة العمليات العسكرية عن التمكن من فك الحصار حول مدينة بانياس بمعنى أن المجموعات المسلحة كانت تفرض حصارا حول كامل المدينة , وتحدث البيان عن التوجه لجبلة لفك الحصار عنها , ثم ظهر أن المتمردين سيطروا على الكلية البحرية , وأخيرا تحدث محافظ اللاذقية عن رصد أعداد كبيرة من الفلول تفوق 4 آلاف شخص في طرطوس فقط .

بالتالي فليس من المبالغة القول إن اجمالي القوى المتمردة المرصودة للانقلاب العسكري المخطط والذي يبدأ بالسيطرة على الساحل هو بين 7-10 آلاف رجل .

سبعة آلاف أو عشرة آلاف رجل تم حشدهم وتسليحهم بكل أنواع الأسلحة بما في ذلك الصواريخ المضادة للدرع والذين كانوا موزعين ضمن مجموعات منسقة بقيادة مئات الضباط من الفرقة الرابعة وغيرها وبادارة غرفة عمليات مشتركة في القامشلي . كل ذلك يتم طمسه واختزاله في حادثة فردية أدت إلى تدخل مجموعة صغيرة بالعشرات من المسلحين الخارجين عن الدولة , وكل ماحدث بعد ذلك هو من فعل قوى الأمن العام والفصائل مما يمكن وصفه برد فعل انتقامي طائفي .

شيء يكاد أن لايصدق من الكذب ومسخ الحقيقة .

هذا مجرد عينة مما تنتجه على مدار الساعة مكائن متخصصة في التزييف تحتل أماكن لاتعد ولا تحصى داخل وسائط التواصل ويعاد تردادها عبر ادوات إعلامية تختار شخصيات معينة بعناية فائقة لقول ماتريد أن يقال حتى يصبح الانسان العادي وقد فقد القدرة على معرفة الحقيقة على الأرض .

المصدر: صفحة معقل زهور عدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى