
فرح عارم يعم إدارة بوتين التي تعيش ساعات غارقة في البهجة والفرح استعداداً لاعلان نصرها في حربها ضد أوكرانيا، نصر يأتي بايدي ترامب الذي يفترض ان يكون الراعي الرئيسي لأوكرانيا وحليفها المهم، الذي انقلب على نفسه وحلفائه.
هذه النشوة جاءت نتيجة لاستئناف الحوار الروسي الأميركي، والمكالمات الهاتفية بين الرئيس بوتن وترامب في الثاني عشر من فبراير/شباط، والاتصالات بين وزير الخارجية سيرجي لافروف وماركو روبيو، ومساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف مع مايكل والتز.
اجتماع كبار المسؤولين الأميركيين والروس في الرياض في الثامن عشر من فبراير/شباط مثمرا بشكل خاص بالنسبة لروسيا، وكسر العزلة الغربية التي فرضت على روسيا بعد غزوها لاؤكرانيا.
وتتفاخر الادارة في الكرملين بأن واشنطن استمعت وقبلت لا بل تبنت الحجج حول الحاجة إلى القضاء على الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، بما في ذلك توسع حلف شمال الأطلسي والحاجة إلى حماية حقوق السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا، اضافة الى تثديق الأكاذيب الروسية حول ما حدث في الدونباس منذ العام 2014.
في هذا الصدد، صاغت إدارة الرئيس الروسي، بقيادة مساعد رئيس روسيا للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف، مجموعة كاملة من الشروط للتواصل مع الشركاء الدوليين فيما يتعلق بمتطلبات الحل السلمي للصراع الأوكراني، ومن اهم هذه المتطلبات، لأسباب أمنية، تم تغيير أسلوب عرض المتطلبات الروسية بالشكل، ولكن ليس بالمضمون من أهمها انه يجب القضاء على التهديدات لأمن روسيا. والتي من وجهة النظر الروسية انه تشكلت هذه التهديدات لسنوات عديدة بسبب انتهاك الغرب لالتزاماته بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي، الذي ابتلع الفضاء الجيوسياسي بأكمله حتى حدود روسيا.
أيضا وقف السياسة المتبعة في أوكرانيا بعد الانقلاب في عام 2014 والتي تهدف إلى محو اللغة والثقافة والإعلام والتقاليد والأرثوذكسية الدينية الروسية بالكامل.
كما ان الاعتراف الدولي بإعادة توحيد روسيا مع شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول وجمهورية دونيتسك الشعبية ولوغانسك ومنطقة خيرسون وزابوروجي يعتبر من الهطوط الحمراء الروسية.
يأتي مطلب نزع سلاح الجيش الأوكراني وانهاء المجموعات النازية من الكيان العسكري في أوكرانيا أهم الأسباب التي دفعت روسيا لغزوها. كما طفت على السطح بعض شروط اتفاق اسطنبول الذي كان قيد الإنجاز والتي سربت منها بعض النقاط وهي:
1.عدم نشر قوات أجنبية تحت أي علم على أراضي أوكرانيا (قوات أجنبية، قواعد عسكرية، عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتحالفات ذات التفكير المماثل)؛
- 2. وقف إطلاق النار فقط بعد التوصل إلى اتفاقات حازمة بشأن التسوية النهائية؛
- 3. إزالة عقبتين قانونيتين – عدم شرعية زيلينسكي وحظره المفروض على التفاوض مع القيادة الروسية والذي دخل حيز التنفيذ في 30 سبتمبر 2022. ولهذا الغرض، يقترح إجراء ثلاث انتخابات متزامنة: رئاسية وبرلمانية ومحلية (بمشاركة جميع الأحزاب السياسية)؛
- 4. رفض الغرب التفكير من منظور الحرب (السلام من خلال القوة والهزيمة الاستراتيجية لروسيا). تعليق الولايات المتحدة لتسليم الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية، ونقل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب العسكريين الأوكرانيين، فضلاً عن تقليص العقوبات المفروضة على روسيا.
وتؤكد الإدارة الرئاسية الروسية أن روسيا لن توافق على اتفاقيات السلام إلا إذا تم استيفاء جميع المتطلبات المذكورة أعلاه.
في الوقت نفسه، يدرك الكرملين أنه من المستحيل تلبية جميع المتطلبات المذكورة أعلاه، لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في أوكرانيا بشكل كامل. لذلك، تم اتخاذ القرار بأن يعلن العالم أجمع عن حسن نواياه، ويلقي الكرة في ملعب أوكرانيا، وينتظر اللحظة التي يضيق فيها مجال المناورة أمام كييف إلى الحد الذي قد يجعلها ترفض تقديم المزيد من التنازلات.
وبشكل عام، ستسمح تعنت أوكرانيا عن قبول هذه الشروط لموسكو بالإعلان علناً عن رفض أوكرانيا للتفاوض وإطلاق عملية عسكرية جديدة ومختلفة عما كان في العام ٢٠٢٢، والتي ستكون القوات المسلحة الأوكرانية أقل استعداداً لصدها مما هي عليه الآن بما في ذلك من حيث المعدات، خاصة بعد اعلان ترامب وقت تسليم الأسلحة الى أوكرانيا مؤقتًا التمر الذي يعبر ضربك قاضية للجانب الأوكراني.
Eupoliticalreport.comالمصدر