رحيل طارق أبو الحسن

حازم نهار

توفي مساء أمس الأستاذ طارق أبو الحسن عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعد حياة حافلة بالنضال السياسي منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي.

خلال زيارتي لدمشق في شهر يناير الماضي التقيت به عدة مرات، وذهلتني حيويته ومشاركته في معظم الندوات واللقاءات السياسية التي شاركت فيها.

كان آخر شخص أودِّعه في دمشق، في آخر يوم من شهر يناير الفائت، على أمل اللقاء قريبًا، هو طارق أبو الحسن، وفي هذا اللقاء سلَّمني مذكراته الشخصية وكأنه كان يسلِّم الرسالة، هذه المذكرات التي أردنا منه أن يكتبها لأنها تتناول تاريخ سوريا السياسي منذ أوائل الخمسينيات وحتى اليوم. سننشر هذه المذكرات قريبًا لتكون بين أيدي السوريين، ويتعرفوا إلى مفاصل مهمة في تاريخ وطننا الحبيب.

كان سعيدًا جدًا بسقوط نظام الأسد، وكان مصممًا على البقاء والعمل في ساحة السياسة. كان ممتلئًا حماسة وحيوية للعمل حتى ليشعر المرء أنه ما زال في سنّ الشباب.

كانت علاقتي به أبعد من العلاقة السياسية كثيرًا، بل كنت أشعر دائمًا أنه يعاملني وكأنني واحدٌ من أبنائه. لم يبخل عليَّ بالدعم المعنوي على طول الخط، وكانت واحدة من المسائل التي لا تُنسى ترشيحه لي، بصفته عضوًا في المؤتمر القومي العربي، للمشاركة في ملتقى الشباب العربي لدورتين متتاليتين في أواسط التسعينيات، في الأردن/عمان، وفي لبنان/ بيروت.

طارق أبو الحسن مناضل عتيد، رفض دعوة الأسد الأب في أوائل السبعينيات للمشاركة في “الجبهة الوطنية التقدمية”، وتحمَّل في حياته ضغوطًا كبيرة من جراء ذلك.

كان أبناؤه، محمد وحنان، بمنزلة الأخوة لي..

أعزيهم اليوم، وأعزي نفسي برحيله.. وأعزي رفاقه وأصدقاءه الكثيرين في طول سوريا وعرضها.

رحم الله طارق أبو الحسن الذي كان دائمًا في الضفة الوطنية الصحيحة..

………………………………………………………………………………………………………….

طارق أبو الحسن

  • وُلد في بوليفيا عام 1936 من أب وأم لبنانيين مغتربين، وفي عام 1938 تحصَّل على الجنسية السورية مع عائلته.
  • في عام 1950 انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي، وسُجن وعُذب في العام نفسه لتوزيعه بيان تنديد بانقلاب ودكتاتورية أديب الشيشكلي.
  • خلال الفترة 1958-1959 شارك في تنظيم العديد من المظاهرات باسم الطليعة الطلابية المتقدمة تأييداً لوحدة سورية ومصر.
  • وخلال الفترة 1961-1962 شارك في تنظيم العديد من المظاهرات ضد الانفصال، وسُجن ثلاث مرات عدداً من الأشهر.
  • في عام 1962 كُلّف بأمانة فرع حزب البعث في دمشق، كما كُلّف بعضوية مكتب تنظيم القطر.
  • في عام 1963 كُلّف بعضوية القيادة القطرية لحزب البعث بقرار من القيادة القومية.
  • في عام 1964 شكّل الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وانتُخب رئيساً له.
  • في منتصف عام 1964، وبعد استيلاء ضباط الجيش على الحزب والحُكم، وبعد عدم تجديد الوحدة مع مصر، ترك وعدد كبير من البعثيين حزب البعث.
  • في عام 1966 شكّل مع عدد من الرفاق السوريين والعراقيين واللبنانيين والفلسطينيين، واليمنيين، والإماراتيين، ومع أفراد من ليبيا والمغرب، حزب العمال الثوري العربي.
  • في عام 1966 سُجن مع مئة وأربعين عضواً سورياً، عُمالياً، ثمانية أشهر ونصف، وخرج بالعفو العام في 10 حزيران/ يونيو عام 1967.
  • في عام 1971 انتُخب من قيادة حزب العمال الثوري العربي أميناً عاماً للحزب.
  • في عام 1979 نظّم، مع عدد من الأحزاب السورية المُعارضة، التجمع الوطني الديمقراطي وكُلّف نائباً للرئيس.
  • في عام 2011 انتُخب في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي.
  • في عام 2013 انتُخب نائباً للمنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، كما كُلّف من هيئة التفاوض السورية بكتابة: الإطار التنفيذي لقرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015.
  • في عام 2014 كُلّف بأن يكون مستشاراً قانونياً للهيئة العليا للمفاوضات في جنيف، كما كُلّف ببيان النظام الوطني الديمقراطي من الاتحاد الأوروبي في لوزان.
  • في عام 2015 شارك في المؤتمر الثاني للمعارضة في القاهرة، وفي المؤتمر الثاني في الرياض، واعتُقل من المخابرات العسكرية خمسة أيام في نهاية العام.
  • في عام 2022 شارك في تجمع مستقلي هيئة التنسيق الوطنية، وانسحب مع المستقلين من المجلس المركزي الثامن للهيئة.

المصدر: صفحة حازم نهار

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. رحيل المناضل العروبي الأستاذ “طارق أبو الحسن” عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعد حياة حافلة بالنضال السياسي منذ أوائل خمسينيات القرن الماضي، من عضو بحزب البعث العربي الإشتراكي الى أمين عام “حزب العمال الثوري العربي” ثم “التجمع الوطني الديمقراطي” وبعدها “هيئة التنسيق الوطنية” الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى.

زر الذهاب إلى الأعلى