سورية الجديدة والتحديات الدولية

عمر القيصر

اليوم  سوريا مجبرة على  تحقيق توازن بالعلاقات بين الشرق والغرب . خلال حكم النظام البائد كان الاتجاه الأقوى نحو الشرق وكان اقرب للتبعية.

العالم اليوم منقسم الى شرق وغرب الشرق بزعامة الصين والغرب بزعامة امريكا ، أين سيكون الاقتصاد السوري؟

واجه السوريون احوالا تفوق الوصف من دمار المدن والقرى الى تهجير الملايين الى معاناه الفقر والجوع  فالثورة كانت لحظه فارقه في تاريخ سوريا فتحت ابواب التغيير والبناء سوريا اليوم تقف امام مسؤولية البناء والتطوير .

والثوره ليست رفضا للظلم بل كانت دعوه لبناء مستقبل افضل ، لن يتحقق الا اذا وجهت الجهود نحو تحسين الاقتصاد واعاده  إحياء المجتمع المرحله الراهنة تتطلب رؤيه اقتصاديه وسياسيه جديده

تحتاج دمشق اليوم للانفتاح على العالم لتعزيز العلاقات الاقتصاديه بناء سوريا الجديده يعني تحويل الالم الى قوة.

اين يكون الاقتصاد السوري يعني يتجه نحو الشرق ام للغرب

 الدوله تكون متوازنه في العلاقات لانه الانحياز لاي طرف يعني خساره للدوله خلال حكم النظام البائد كان الاتجاه الاقوى نحو الشرق وكان اقرب للتبعيه وهنا نستذكر لما رفض الاسد الهارب مشروع مد الغاز القطري الى اوروبا كان نوع من الارتهان لروسيا

يعني يفضل المصلحه الروسية على مصلحه سوريا وكانت مواقف النظام انفعاليه وغير مدروسه ونذكر لما قال وزير خارجيه النظام الاسبق وليد المعلم سنتجه شرقا ونمح اوروبا عن الخريطه وقصده عدم الاعتماد اقتصاديا على اوروبا وطبعا كانت هذه حماقه سياسيه لانه لا يمكن ابدا تجاهل قوه اقتصاديه بحجم اوروبا قوة  بحجم اقتصاد 18 تريليون دولار لن يتجه لها وليد المعلم

العلاقات الدوليه باخر عقدين تغيرت بشكل كبير بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 91 سيطرت امريكا على العالم وصار نظام القطب الواحد و بدا يتغير بعد صعود الصين وصار الاقتصاد عامل مهم في تحديد العلاقات الدوليه بكين نادرا ما تهدد العالم بالقوه العسكريه لكن فرضت نفسها من خلال الاقتصاد اليوم الصين حجم اقتصادها 18 تريليون دولار يعني بتعادل أوروبا بالكامل و ممكن خلال العقود القادمة تصير القوة الاقوى بالعالم و مثل هذه القوة لا يمكن تجاهلها

الغرب نفسه ما استطاع تجاهل الصين في ذروه الحرب في اوكرانيا وقمه التوتر بين الشرق والغرب كان رؤساء اوروبا عم بيزوروا الصين وشفنا الرئيس الفرنسي ماكرون لما زار الصين ومعه عشرات رجال الاعمال وكان الهدف اقناع بكين بالتعاون الاقتصادي مع باريس مجموعه البريكس قوه اقتصاديه جديده  تتطور بسرعه ودول عديده تسعى للانضمام اليها حتى الدول اللي عندها علاقات جيده بامريكا انضمت للبريكس وبقراءة الواقع بدقه نجد انه المجموعه راح تكون قطب اقتصادي مهم جدا السعوديه والامارات مثلا عندهم علاقات استراتيجيه مع امريكا وانضموا للمجموعه والسبب انه لا يمكن تجاهل المتغيرات الدولية الحكمه هنا مطلوبه الصراع الدولي بين الشرق والغرب مستمر ويجب استثمار هذا الصراع لمصلحه الدوله لا ان نكون وقودا لهم بعهد النظام البائد  كانت سوريا مع الاسف ساحه صراع بين الشرق والغرب وفي امثله كثيره عن دول دفعت ثمن دخولها في صراع القوه الدوريه كوبا وكوريا الشماليه دول ضعيفه محاصره فقيره الاتحاد السوفيتي في ازمه الصواريخ الكوبية عام 62 قرر نشر صواريخ في كوبا لحمايتها من امريكا كوبا ما كانت حليف لموسكو بل كانت اداه في الصراع لذلك الدول الناجحه خاصه الدول الصغيره هي من تقرا العلاقات الدوليه بدقه وتفكر كيف تستفيد منها

تركيا من الدول التي نجحت في اداره العلاقات بين الشرق والغرب عندها علاقات اقتصاديه مهمه جدا مع اوروبا التبادل التجاري مع اوروبا 50 مليار دولار وعندها علاقات استراتيجيه مع روسيا بتبادل تجار 62 مليار دولار وممكن يوصل لل 100,000 ورغم كل الخلاف الروسي التركي بشان سوريا لم تتاثر هذه العلاقه وهذا الشيء نوع من الواقعيه السياسيه

سوريا اليوم بقيادة الشرع لازم تحقق توازن في العلاقات بين الشرق والغرب والشرع فاجأ العالم بإهتمامه الاقتصادي وهنا في تجارب دوليه يمكن الاستفاده منها  فيتنام كانت ساحه صراع بين الشرق والغرب لكن بعدها غيرت النهج وحاولت تستفيد من الصراع الدولي والدول الكبرى صارت الضخ استثمارات فيها حتى ما تخسرها لصالح الطرف الاخر والنتيجه كانت انه حجم اقتصاد اليوم 430 مليار دولار ولديها تبادل تجاري مع الصين بقيمه 200 مليار دولار ومع امريكا 120 مليار دولار

افغانستان اقرب مثال على الاعتماد على الغرب فقط بعد الغزو الامريكي عام 2001 ابتعدت كابول عن الشرق وتجاهلت الصين والنتيجه انه الاقتصاد الافغاني ضل متواضع بخلاف المنطقة

اعادة إعمار سوريا مشروع ضخم جدا ومكلف وممكن يتجاوز 300 مليار دولار وهذا المشروع يتطلب الاستعانه بالشرق والغرب والفكره هنا انه الامر لا ينتهي بالاعمار لاحقا تحتاج الدوله الى تطوير الاقتصاد وبناء دوله عصريه يعني علاقات سياسيه واقتصاديه مستمره لذلك لابد من موازنه العلاقه بين الدول الكبرى والانطلاق من مصلحه الدوله بحيث لا تتجاهل دمشق اي قوه دوليه لان التوازن في العلاقات هو مفتاح النجاح.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. يجب على السلطة الحاكمة بسوريا أن تحقيق توازن بالعلاقات بين الشرق والغرب، وذلك بالانفتاح على العالم لتعزيز العلاقات الاقتصاديه لبناء سوريا الجديده يعني تحويل الالم الى قوة. واعادة إعمار سوريا مشروع ضخم جدا ومكلف وممكن يتجاوز 300 مليار دولار وهذا المشروع يتطلب الاستعانه بالشرق والغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى