الهجمات الإسرائيلية قتلت 60 موالياً لإيران في سورية خلال 3 أشهر

أُفيد أمس بأن الهجمات الإسرائيلية في سورية التي تجاوزت 10 حالات منذ مايو (أيار) الماضي أسفرت عن مقتل 60 عنصراً تابعين لإيران، في وقت قالت فيه مصادر إن «متعاوناً» مع «حزب الله» قتل في ريف درعا أمس.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، بأنه رصد في الفترة الأخيرة «سلسلة الهجمات الممنهجة التي استهدفت المعاقل الإيرانية في سوريا، والتي أودت بحياة ما يزيد على 60 مقاتلاً من جنسيات مختلفة من المحسوبين على الميليشيات الإيرانية (فاطميون، وحزب الله، والحرس الثوري… وغيرها) منذ بداية مايو (أيار) وحتى 21 يوليو (تموز)، إلى جانب الخسائر المادية التي تكبدتها هذه الميليشيات». وبحسب معلومات «المرصد»، فإن طائرات إسرائيلية تقف وراء عدد كبير من هذه الهجمات التي استهدف أغلبها المعاقل الإيرانية جنوب ووسط وشرق البلاد.

سجل «المرصد» منذ بداية مايو الماضي أكثر من 10 استهدافات طالت مواقع ومراكز ومستودعات تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لها، وشملت الاستهدافات الوجود الإيراني في كل من القنيطرة ودرعا وحمص وحلب ودير الزور وحماة ودمشق وريفها، وتسببت تلك الاستهدافات في مقتل نحو 60 من القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها، بالإضافة لتدمير عدد كبير من مستودعات الذخيرة والسلاح.

وقال إنه يمكن تفسير تصاعد موجة الغارات التي استهدفت القواعد والمعاقل الإيرانية في مناطق عدة من الأراضي السورية بمناطق النفوذ المختلفة، بعدد من العوامل، تتمثل في «مباركة موسكو، الحليف الظاهري لإيران، للضربات الإسرائيلية للمعاقل الإيرانية بهدف تقليم أظافر طهران في منطقة شرق الفرات والبادية لتحجيم النفوذ الإيراني، والحيلولة دون التموضع العسكري لطهران في سوريا».

كما أشار «المرصد» إلى «اعتبار إسرائيل الوجود الإيراني في سوريا تهديداً استراتيجياً صارخاً لها، حيث إنها أقرت بشن كثير من الغارات داخل سوريا منذ اندلاع الثورة السورية (عام) 2011، إلى جانب توافق التوجهين الإسرائيلي والروسي فيما يخص إقصاء إيران عن منطقة شرق الفرات الغنية بالنفط، والتي تشهد صراعاً محموماً بين القوى الخارجية: روسيا وإيران والولايات المتحدة، والقوى المحلية المتمثلة في: (قوات سوريا الديمقراطية) وقوات النظام والميليشيات المحلية الموالية لإيران». وأضاف «المرصد» أن هناك رغبة روسية في تغيير معادلة النفوذ في عموم سوريا، وفي محافظتي السويداء ودرعا على نحو خاص، من خلال «الفيلق الخامس» التابع لها، وكذلك سعيها لتطبيق سياسة «الهيمنة المرحلية» عن طريق السيطرة على معاقل النفوذ الإيراني في ريف حلب الجنوبي، وإعادة الانتشار في محيط منطقة إدلب. كذلك، عمليات التجنيد المكثفة للشباب السوري التي قامت بها إيران في جنوب البلاد وشمالها الشرقي، حتى وصل العدد إلى 11 ألفاً و700 عنصر في الجنوب السوري ومنطقة غرب الفرات، نتيجة استغلال طهران انشغال القوى المتنافسة بالعمليات العسكرية والاتفاقات في عموم الأراضي السورية، خصوصاً في شمال غربي البلاد.

ومن بين التفسيرات أيضاً، إبرام اتفاقية تعزيز التعاون العسكري والأمني بين طهران ودمشق في 8 – 7 – 2020، التي زودت إيران بموجبها سوريا بأحدث أسلحتها، خصوصاً دفاعاتها الجوية، وفي مقدّمتها المنظومة الصاروخية «خرداد3». وقال المرصد: «علاوة على لجوء إيران لتجنيس إيرانيين في سوريا، خاصة أفراد الميلشيات التابعة لها ويدينون بالولاء لطهران من جنسياتٍ مختلفة: العراقيون واللبنانيون والأفغان والباكستانيون».

في غضون ذلك، جرى توثيق مقتل أحد المتعاونين مع «حزب الله» اللبناني، جراء إطلاق النار عليه داخل منزله في بلدة «الحراك» بريف درعا الشرقي فجر الاثنين، بعدما أفيد بأن مسلحين مجهولين عمدوا إلى اقتحام منزل قيادي سابق لدى الفصائل في مدينة الصنمين بريف درعا، وأطلقوا النار على الموجودين في المنزل، ما أدى لمقتل 5 أشخاص من مقاتلين وقادة سابقين لدى الفصائل، ممن أجروا تسويات ومصالحات، كما تسبب الاستهداف في إصابة آخرين بجروح. وأفادت مصادر بمقتل 3 عناصر من قوات النظام وإصابة 5 آخرين بجراح، جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة لـ«الفرقة التاسعة» شمال مدينة نوى بريف درعا.

وبذلك ترتفع أعداد الهجمات ومحاولات الاغتيال بأشكال وأساليب عدة عبر تفجير عبوات وألغام وآليات مفخخة وإطلاق نار، التي نفذتها خلايا مسلحة خلال شهرين، إلى 590، فيما وصل عدد الذين قتلوا إثر تلك المحاولات خلال الفترة ذاتها إلى 394 شخصاً.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى