في ملحمة هندية اسمها “راجومالي” تحكي قصة مملكة اسمها “ماهيشماتي”. يموت الملك والملكة في هذه المملكة، لم يُنصب أخ الملك، واسمه “بيجالاديفا”، ملكًا بسبب إعاقته الجسدية. فتغدو السلطة العليا بيد “سيفاجامي”، وهي زوجة أخ الملك التي أصبحت يُطلق عليها الملكة الأم.
للملك السابق طفل رضيع اسمه “باهوبالي”، وللملكة الأم رضيع في عمره اسمه “بهالالاديفا”، فتربي الاثنين معًا إلى أن يكبرا، لتختار من فيهما سيكون ملك “ماهيشماتي”.
تتعرض المملكة للغزو على يد قبيلة “كلاكيا”، فيأسر قائدها عددًا من رعايا مملكة “ماهيشماتي”. فتجمع الملكة الأم الشابين “باهوبالي” ابن الملك السابق، و”بهالالاديفا” ابنها وابن “بيجالاديفا” أخ الملك السابق، وتخبرهما بأنه حان الوقت لتختار من منهما سيكون الملك، وأنها ستختار استنادًا إلى أدائهما في المعركة ضد قبيلة “كلاكيا”.
تقع المعركة، وبعد يوم دامٍ وصعب يقبض “باهوبالي” على قائد “كلاكيا”، لكن في لحظة خاطفة، ومن بعيد، يرمي “بهالالاديفا” سلاحه على رأس قائد “كلاكيا” فيقتله.
شاهد الجميع هذا الحدث، وصفقوا لقتل قائد الغزاة، ومن ثم جاء “بيجالاديفا” زوج الملكة الأم بابنهما “بهالالاديفا” أمامها، وبحضور الجيش ورعايا المملكة، طالبًا منها تنصيبه ملكًا.
تقول الملكة الأم “سيفاجامي”: سيُحكى عن شجاعة ابننا “بهالالاديفا” في مملكة “ماهيشماتي” على مدار أجيال قادمة، حكايات نصره هذا ستُحفر في المعابد والأضرحة، لذلك أعلن اليوم عن ابني “بهالالاديفا” قائدًا لجيوش “ماهيشماتي”. لكنني أعلن عن “باهوبالي” ملكًا على مملكة “ماهيشماتي”.
يعترض زوجها ووالد “بهالالاديفا” قائلًا: يا “سيفاجامي” أي نوع من القرارات هذا؟ ابننا هو من قتل قائد “كالاكيا”، وقد رأيت ذلك بعينيك، لذلك يجب أن يكون هو الملك!
فتجيبه الملكة “سيفاجامي”: جدارة الملك لا تُقيَّم بعدد الأعداء الذين قتلهم بل بعدد الناس الذين أنقذهم. خلال المعركة كان تركيز “بهالالاديفا” منصبًا فقط على هزيمة الأعداء، أما “باهوبالي” فبينما كان يقاتل الأعداء تمكن من إنقاذ رعيته. هذا هو الفرق بين الجندي والملك. إذا قتلت 100 رجل ستسمى محاربًا عظيمًا، لكن إذا أنقذت حياة واحدة ستسمى إلهًا!
يعترض الأب “بيجالاديفا” فيقول: إذًا إنقاذ بضعة أشخاص من العامة هي مؤهلات الحكم الآن؟!
فترد الملكة الأم “سيفاجامي”: هذه كلمتي، وكلمتي قانون.
المصدر: صفحة حازم نهار