نتنياهو وإسرائيل الكبرى: إكمال ما فشل بتحقيقه بن غوريون وإنهاء ما بدأته أمريكا بعد 9/11

إبراهيم درويش

في البحث عن صورة ومنظور للحرب على فلسطين، وبعد مرور عام على الحرب الإبادية التي تقوم بها إسرائيل في غزة ووسعتها الشهر الماضي إلى لبنان، سيخيب أمل من يتابع الإعلام الغربي حتى من يظهر التعاطف مع الرواية الفلسطينية، ففي الأفلام الاستقصائية التي أعلنت لها المؤسسات الإعلامية البريطانية كانت الرواية الإسرائيلية هي الغالبة. ويبدو أن الإعلام الغربي يتخلى عن الخطوط الحمر أو حتى معايير الحياد عندما يتعلق الأمر بفلسطين- إسرائيل. وقد علق جوناثان كوك في «ميدل إيست آي» (11/10/2024) نقلا عن ناشط حقوق إنسان إسرائيلي سأل دبلوماسي غربي، حول ما يجب على إسرائيل عمله كي تتحرك حكومته للرد؟ وأين هي الخطوط الحمراء؟ فكان رده عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فلا خطوط حمراء. جرى هذا الحديث قبل أكثر من عقد، وربما كان رد الدبلوماسي مجرد مراوغة، لكن بعد عام من الدمار والإبادة في غزة، فكلامه كان نبوءة، فلا يوجد خط أحمر، بعد عام قتل فيه أكثر من 42.000 فلسطيني ودمرت الحياة بشكل كامل في غزة والآن في لبنان.

فيلم رعب

ومهما أطلقت على ما حدث في 12 شهرا من إسم «دفاع عن النفس، ذبح بالجملة، ما يمكن أن تكون إبادة جماعية» كما وصفتها أعلى محكمة عدل في العالم، وما لا ينكره أحد أن ما شهدناه طوال الأشهر الماضية هو «فيلم/عرض رعب». ففي الشهرين الأولين من الحرب دمرت إسرائيل أكثر مما دمر الحلفاء في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية. وشنت غارات جوية على غزة أكثر من الغارات التي شنتها أمريكا وبريطانيا ضد تنظيم الدولة الإسلامية. ولا أحد يعرف الحصيلة الحقيقية للإبادة، لكن ما نعرفه هو أن إسرائيل حولت غزة إلى 42 مليون من الأنقاض. ففي الأسبوع الماضي أرسل 100 طبيب وممرض أمريكي تطوعوا في غزة رسالة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، قدروا فيها الرقم الحقيقي للضحايا في غزة بأنه ثلاثة أضعاف الإرقام الرسمية. وفي تموز/يوليو قدرت المجلة الطبية البريطانية «لانسيت» عدد القتلى بأنه يصل إلى 200.000 شخص، أي ما يصل إلى 10 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وزادت الأمور سوءا منذ تقرير لانسيت، حيث تراجعت المساعدات للقطاع المحاصر في الشهر الماضي إلى أدنى مستوياتها منذ بداية الحرب.

كل هذا في وقت يجرجر الساسة أرجلهم ويغسلون أيديهم من الجريمة التي ترتكبها إسرائيل باسمهم. فكريم خان، الذي طلب في آيار/مايو من قضاة المحكمة الجنائية الدولية اصدار أمر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويواف غالانت، وزير دفاعه، وتصرفات نتنياهو في الأمم المتحدة وقراراته في لبنان ودعواته لتغيير النظام في إيران ورسالته للبنانيين بأن يتحرروا من حزب الله «ويستعيدوا بلدهم» وإلا فبلدهم سيتحول لغزة ثانية، يعني أنه لن يجر في أي وقت أمام المحكمة في هيغ، هولندا. وإذا كان هذا هو موقف الساسة، فماذا عن الإعلام الذي لا يذكر أحيانا غزة ويتعامل مع الحرب على لبنان بأنها حرب مشروعة ضد حزب الله «المنظمة الإرهابية» بدون الحديث عن مليون لاجئ في الأيام الأولى من الحرب، وأطنان القنابل الأمريكية الصنع التي تسقطها المقاتلات الإسرائيلية على المدنيين العزل في بيروت وأنحاء لبنان، ولم يسلم مراقبو الأمم المتحدة «يونيفيل» من غارات إسرائيل.

فكما هو متوقع كان وثائقي بي بي سي «سنرقص مرة أخرى» عبارة عن روايات لمن حضروا مهرجان «نوفا» قرب غزة. أما القناة الرابعة فقد كان عنوان برنامجها الوثائقي «يوم في أكتوبر» والذي قدم على أنه «رواية عاطفية وصادمة عن مذبحة كبيوتس بعيري» حيث قتل 100 من المقيمين فيه وأسر 30 أخرين. ومن الواضح كما يقول كوك ان العشرات قتلوا في بعيري برصاص الجيش الإسرائيلي وليس حماس، وذلك بعد تفعيل ما يعرف بـ «عقيدة هانيبال» والتي تسمح للجنود بقتل رفاقهم ومنع أسرهم. وقد تجنب الإعلام الغربي الحديث عن هذه العقيدة التي استخدمت في ذلك اليوم. وكصورة عن الخوف من الرقابة، قامت صحيفة «الغارديان» بسحب مراجعة عن موقعها لفيلم القناة الرابعة وأنه فشل بتقديم سياق لهجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقودا من القمع العسكري وظروف الحصار لغزة. وقد أدت المراجعة لاحتجاج متوقع من الصحافيين الصهيونيين البارزين.

بداية المذبحة

ويقول كوك إن حماس شنت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر هجوما ضد إسرائيل ولكنه اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل بذبح الفلسطينيين والانتقام منهم، وهو اليوم الذي يمثل بداية ما وصفته محكمة العدل الدولية «إبادة جماعية معقولة» وتم بثها بشكل حي وكل دقيقة وساعة على الهواء مباشرة، وارتكب فيها الجنود الإسرائيليون جرائم على مرأى ومسمع العالم، حيث تباهوا بنشر «بطولاتهم» ضد الفلسطينيين العزل وقتلهم للأطفال، على حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي. وكصورة عن عداء الفلسطينيين في الإعلام الغربي، فتحت صحيفة «أوبزيرفر» المفترض أنها ليبرالية، وشقيقة «الغارديان» صفحاتها للكاتب اليهودي البريطاني هوارد جاكوبسن الذي ساوى بين الحديث عن مقتل الأطفال ودفنهم أحياء تحت أنقاض غزة بسبب القصف الإسرائيلي بأنه معاداة للسامية ويشبه تهمة «فدية الدم» التي انتشرت في القرون الوسطى عن اليهود. واختارت الصحيفة أن ترفق تعليقه بصورة لدمية ملوثة بالدم، مقترحة ان حصيلة القتل الضخمة التي نشرتها كل منظمة حقوق إنسان ليست صحيحة. ويقول كوك إن المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي حاولت تكريم الضحايا في غزة وتجارب الناجين منذ اكتوبر لم تكن غربية، بل كانت «الجزيرة» القطرية. وفي تحقيق استقصائي «تحقيق جرائم الحرب في غزة» استخدمت فيه لقطات التقطها الجنود الإسرائيليون ونشروها على منصات التواصل الاجتماعي. وكشفت عن فرح الجنود بنشر جرائمهم والرخصة التي حصلوا عليها من القادة، وهي ثقة تؤكد أن إسرائيل لن تواجه أبدا عواقب ما تفعله. وعلى خلاف الإعلام الغربي، قدمت «الجزيرة» صورة إنسانية عن الفلسطينيين ضحايا المذابح الإسرائيلية ومنحتهم صوتا وبحث عن قصصهم وتواريخهم. ولم يكن للفلسطينيين حظ في المحاكم الدولية التي تخشى من غضب الراعي الأمريكي لحليفته التي لم تلتزم أبدا بقرارات المحاكم الدولية، ولم يظهر ساسة أمريكا والغرب ترددا في الضغط على إسرائيل بل وساعدوها على انتهاك القانون الدولي. ويقول كوك إن محكمة العدل الدولية التي تخشى من أمريكا لو أدانت حليفتها بالإبادة الجماعية وتردد قضاة الجنائية الدولية يقوض من مصداقيتهما العالمية ويعيدنا إلى قانون الغابة ولكن في زمن القوة النووية. وقد دعم غياب المحاسبة من مراكز القوة إسرائيل لتوسيع حربها في سوريا واليمن ولبنان وإيران. ورغم كل الكلام القادم من واشنطن بأن إدارة بايدن نجحت بمنع توسع الحرب من غزة، إلا أن الحرب الإقليمية جارية ومخاطر توسعها، بل ومخاطر الحرب النووية في تزايد. ولعل توسع الحرب نابع من فكرة إسرائيل والمعتذرين لها في الغرب بأنها لن تكون آمنة طالما لم تقض على خصومها في غزة ولبنان وضرب البرنامج النووي الإيراني، ولا بد من «خفض التصعيد عبر التصعيد». وهؤلاء لا يستمعون إلى نقاد إسرائيل الذين تم إسكاتهم باعتبارهم معادين للسامية، مع أنهم على حق عندما يقولون إن القمع والتدمير الإسرائيلي الممنهج للفلسطينيين هو ما أوصلنا إلى هذه النقطة.

المحافظون الجدد

وهذا هو جانب واحد من قصة التصعيد، صحيح أن إسرائيل وعتاة اليمين المتطرف فيها يريدون إنهاء لم ينهه ديفيد بن غوريون في عام 1948 والقضاء على الفلسطينيين مرة وللأبد، فما فعلوه في غزة يواصلون عمله في الضفة الغربية. إلا أن تصريحات نتنياهو الأخيرة بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط هي صورة عن طموح لإكمال ما بدأه المحافظون الجدد بعد هجمات 9/11. وكصورة عن هذا الطموح سمعنا قبل أيام وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريش وهو يدعو لتوسيع حدود إسرائيل إلى دمشق. ولو رجعنا للوراء 20 عاما، سنتذكر كيف سيطر المحافظون الجدد على إدارة جورج دبليو بوش، ووجهوا رده على هجمات القاعدة وارتكاب الفظائع في السجون السرية ودفعوه نحو غزو العراق. ومنذ ذلك الوقت أصبحوا جزءا لا يتجزأ من منظومة أي إدارة. وما يطبع تفكير المحافظين الجدد هي مركزية إسرائيل، وهم ينظرون إلى التفوق اليهودي الإسرائيلي والعسكرة، وبدون أي اعتذار، باعتبارها نموذجا للغرب، وصورة تنتمي إلى التفوق الأبيض والعسكرة المتجذرة في الروح الاستعمارية المتجددة. ومثل المحافظين الجدد، تنظر إسرائيل إلى العالم على أنه صراع مستمر ودائم ضد ما يطلق عليه عالم الإسلام، وبهذا المعنى تصبح القوانين الدولية عقبة أمام انتصار الغرب وليست ضامنا للنظام العالمي. علاوة على ذلك، فإن المحافظين الجدد ينظرون إلى إسرائيل باعتبارها كبش الفداء الذي سيبقي الولايات المتحدة مهيمنة على الشؤون الدولية في منابع النفط الرئيسي في العالم، الشرق الأوسط. وتظل إسرائيل في قلب سياسة واشنطن الرامية إلى فرض هيمنتها العالمية على نطاق واسع. واقتنع المحافظون الجدد منذ فترة طويلة باستراتيجية إسرائيل لتحقيق هذه الهيمنة في الشرق الأوسط: من خلال «البلقنة» والمطالبة بالخضوع التام لإسرائيل، مع معاقبة أي مصدر للمعارضة، فضلا عن سحق الهياكل الاجتماعية التي تدعمها وتحويلها إلى أنقاض.

وكانت هذه السياسة واضحة في غزة وبدأت بممارستها في الضفة الغربية ولبنان وإيران. وهذا ليس أمرا جديدا، فكما تتذرع إسرائيل اليوم بـ 7 تشرين الأول/أكتوبر لتبرير هجومها العنيف، فقد استغل المحافظون الجدد في وقت سابق تدمير تنظيم القاعدة لبرجي التجارة العالميين في نيويورك في 11 أيلول/سبتمبر باعتباره فرصة لهم «لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط». وفي عام 2007 تذكر الأمين العام السابق للناتو ويسلي كلارك اجتماعا عقد في البنتاغون بعد وقت قصير من الغزو الأمريكي لأفغانستان. وقال له أحد الضباط: «سنهاجم وندمر الحكومات في سبع دول في غضون خمس سنوات. سنبدأ بالعراق، ثم ننتقل إلى سوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران». وأضاف كلارك «أردوا منا زعزعة استقرار الشرق الأوسط وقلبه رأسا على عقب ووضعه تحت سيطرتنا».

استعادة التوراة

والمشكلة أن نتنياهو بخطابه التوراتي الذي يستعيده دائما ومنذ ظهوره على المشهد السياسي الإسرائيلي ليس الرجل المؤهل لتحقيق هذا، وهو ما أشار إليه في مقال نشرته مجلة «ذي نيويوركر» (8/10/2024) لأستاذ دراسات الأعمال في الجامعة العبرية، برنارد أفيشاي، أشار فيه إلى خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أيلول/سبتمبر أمام من لم ينسحب من المندوبين، وأكد لهم أن قضيته عادلة. وكما فعل قبل عام، استشهد بسفر التثنية من التوراة، قائلا: «نحن نواجه نفس الاختيار الخالد الذي وضعه موسى أمام شعب إسرائيل قبل آلاف السنين، عندما كنا على وشك دخول الأرض الموعودة». كان هذا الاختيار هو ما إذا كنا «سنورث للأجيال القادمة نعمة أم لعنة». ثم أخرج خريطتين مصورتين، إحداهما بعنوان «النعمة» تصور إسرائيل في سلام مع جيرانها العرب، بما فيها السعودية، والأخرى «اللعنة» تصور إيران التي تشكل ما أسماه «قوس الإرهاب» مع سوريا والعراق. ولكنه خصص جزءا كبيرا من خطابه للتحذير من أولئك الذين اختاروا جانب اللعنة، والذين وعد بهزيمة قواتهم.

ويقول أفيشاي إن قصة نتنياهو في الأمم المتحدة كانت دفاعا استباقيا عن سبب تحوله – بعد عام من الفظائع التي وقعت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر – نحو الجبهة الشمالية ضد حزب الله، ورفضه في الوقت نفسه إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يعيد الأسرى المتبقين لدى. وأشار نتنياهو إلى حتمية الحرب واستمرارية النزاع مع إيران وجماعاتها الوكيلة.

وبرر توجهه نحو الشمال بعد اقتراب جنوده «الشجعان الذين قدموا تضحيات بطولية» من القضاء على حماس، وحان وقت القضاء على حزب الله الذي أطلق الآلاف من الصواريخ لدرجة «طفح فيها الكيل». ويرى ان اختيار نتنياهو مقاومة «اللعنات» بدلا من متابعة «النعم» مثل الإندماج في الشرق الأوسط والتطبيع مع السعودية، نابع من أي متطلبات النعم تتعارض مع ما يريده والمتحالفين معه أي «إسرائيل الكبرى». وغني عن القول أن نتنياهو تجاهل حقائق مروعة أخرى في خطابه أمام الجمعية العامة مثل قتل القوات الإسرائيلية أكثر من 41 ألف فلسطيني بما في ذلك (وفقا لأرقام أوكسفام الحالية) أكثر من 11 ألف طفل وستة آلاف امرأة. وربما يكون 10 آلاف آخرون من المدنيين قد دفنوا تحت الأنقاض. ويقول أفيشاي «ربما يكون أكثر ما أغفله نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة، في موسم الغفران هذا، هو أن تحذير موسى باختيار النعم بدلا من اللعنات كان موجها بشكل خاص إلى بني إسرائيل. كانت الخطيئة الأعظم، وفقا لموسى، هي عبادة الأصنام. في إسرائيل المعاصرة، الصنم، من عجيب المفارقات، هو الأرض الموعودة نفسها. إن استراتيجية نتنياهو، إذا كانت هذه هي الكلمة المناسبة، هي الضم بحكم الأمر الواقع تحت مظلة الردع. ولكن في غياب الاتفاقات الدبلوماسية والتحالفات الإقليمية، يبدو أن الردع من المحتم أن يصبح لعنة دائمة. ثم كما حذر موسى، سيهزمكم الرب أمام أعدائكم، فتأتون إليهم من جهة واحدة وتهربون منهم في سبع جهات، وتصبحون مبغوضين لجميع ممالك الأرض». وعلى العموم ففكرة نتنياهو عن «إسرائيل الكبرى» ومعركته الجديدة في الشرق الأوسط مرتبطة بالموقف الأمريكي، فالجميع يرى أن بايدن يستطيع قلب المعركة ووقف الدم، لكنه يكتفي بالشكوى من نتنياهو ويصفه بالرجل السيء، كما سيكشف بوب وودورد في كتابه «الحرب» ولم يفعل أي شيء خوفا من الجمهوريين الذين يتصيدون له، وبهذه المثابة قال خالد الجندي، في مقال بمجلة «فورين بوليسي» (10/10/2024): «إن التركيز الأحادي الجانب لإدارة بايدن على المطالب والاحتياجات والألم الإسرائيلي أعمى بصيرتها ليس فقط عن إنسانية الفلسطينيين واللبنانيين، بل وأيضا عن الضرر الطويل الأمد الذي لحق بالمنطقة ومصالح الولايات المتحدة، وحتى الأمن الإسرائيلي». بل وعلى العكس تبدو أمريكا ال

يوم أكثر تواطأ مع الحرب مما كانت عليه في بدايتها، وكما أشار مقال بمجلة «انترسبت»(10/10/2024) فقد خلقت السياسة الخارجية الأمريكية وغذت أسوأ نموذج إبادي في السياسة والمجتمع الإسرائيلي. وقال كاتب المقال سونجيف بيري: «إن إسرائيل التي نراها اليوم هي الأسوأ على الإطلاق من بين كل النتائج المحتملة: فهي دولة شوفينية عنصرية تتبنى الإبادة الجماعية وتنظر إلى العرب المسيحيين والمسلمين على أنهم أجساد يجب سحقها وتدميرها».

ويرى أن هذا الواقع القبيح هو النتيجة المباشرة لعقود من الدعم العسكري الضخم والدعم السياسي من جانب الولايات المتحدة، وبدون هذا الدعم، كان لزاما على إسرائيل أن تتوصل إلى تسوية مع جيرانها منذ سنوات. وفي النهاية قال المؤرخ الفلسطيني- الأمريكي بمقابلة مع «الغارديان» (8/10/2024) إنه طالما لم تغير الولايات المتحدة من دعمها الكامل غير المشروط لإسرائيل، فإن الفلسطينيين لن يحصلوا على أي شيء قريب من السيادة.

ويقول: «إنها ليست دولة أبدا، إنها ليست أبدا تقرير المصير بل امتدادا لمستقبل الوضع الراهن مع عسكر. وخطيئة ياسر عرفات وفريقهم اعتقادهم أن أمريكا ستكون راعيا نزيها».

https://www.alquds.co.uk/%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d9%88%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a8%d8%b1%d9%89-%d8%a5%d9%83%d9%85%d8%a7%d9%84-%d9%85%d8%a7-%d9%81%d8%b4%d9%84-%d8%a8/#:~:text=%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88%20%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89,%D8%B3%D8%AA%D9%83%D9%88%D9%86%20%D8%B1%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A7%20%D9%86%D8%B2%D9%8A%D9%87%D8%A7%C2%BB.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى