تميز الحزب بمواقفه الجذرية من النظام الاستبدادي السوري، بحيث كان سببا مع غيره من الأسباب لانشقاق المختلفين عن الحزب الشيوعي الام، في سبعينات القرن الماضي . وتشكيل هذا الحزب الذي اصطدم مع النظام بكل قوة بحيث دفع شبابه وقيادته اثمانا باهظة من الاعتقال المديد والتنكيل والاستئصال السياسي. وذلك في ثمانينات القرن الماضي حيث تحرك الإخوان المسلمين ضد النظام وكذلك القوى الوطنية الديمقراطية السورية وقوى المجتمع المدني . حيث كانت حملة استئصال من النظام السوري لكل معارض له.
.تميز الحزب بالمواقف الجذرية التي عملت قطيعة مع السوفييت الرافضين للدولة القومية ونضالهم لوحدة عمال العالم، وذلك منذ سبعينات القرن الماضي، بخصوص موضوع القومية العربية بحيث تبنى العمل للوحدة العربية بعد إسقاط دولة الاستبداد وبناء دولة ديمقراطية في سورية. والقطيعة مع موقف السوفييت ايضا من قضية فلسطين الذين كانوا قد اعترفوا بالكيان الصهيوني في فلسطين، ورفضوا وجود الكيان الصهيوني فيها، وحق الفلسطينيين والعرب في تحرير فلسطين من الصهاينة.
.تميز أغلب شباب ومناضلي الحزب بالمصداقية والاصالة وترك حضورهم الدائم وسط الناس انطباعا ايجابيا.
.لم يستطع الحزب أن يتجاوز ارثه الكامل بارتباطه مع الماركسية، من خلال النظر لها بأنها جزء من التفكير العلمي المعتمد عن الحزب. على الرغم مما حملت الماركسية في ذهن الناس بأنها ضد الدين والقومية، وان هذه الحمولة المعنوية لم تلغي المسافة النفسية والمجتمعية بين مناضلي الحزب والناس وامكانية توسعهم في الأوساط الاجتماعية السورية عموما. طبعا نحن ندرك مناخ الخوف والإحجام عن السياسة عند كل الأحزاب المعارضة ، في ظل النظام الاستبدادي السوري حيث القمع والاعتقال والتنكيل بهم كل الوقت حتى صبيحة الثورة السورية عام ٢٠١١م.
.لم يستطع الحزب أن يتجاوز سلوكيا عقلية الحزب الشمولي ووقوعه في خطأ تأبيد قياداته التاريخية في مواقعها ومرجعيتها في كل شيء وخاصة الرفيق رياض الترك، مما جعل الحزب ديمقراطي خطابا، شمولي مركزي سلوكا. والذي أدى الى شبه غياب للجيل الجديد، وقلّة التجديد في بنيته الحزبية، والتي ادت ايضا الى انشقاق الحزب على نفسه. رغم ان الحزب كما كل الأحزاب المعارضة، اصبح اشبه لأفراد يحملون رؤية حزبية وتاريخ نضالي مع غياب الفاعلية في الواقع وغياب الحضور بين الناس، وهذه مشكلة عند كل الأحزاب المعارضة. أصبحت أحزاب “قادة تاريخيين”.
.نرى في دعوة التجديد :
١. الانتقال من مقولات الماركسية التي تم تجاوز اغلبها علميا وفي التجربة. والتعبير المباشر عن مقولات الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والدولة الوطنية الديمقراطية. مع الأخذ بتطورات العلوم السياسية وما توصلت إليه في ممارسة السياسة في مجتمع ديمقراطي مفتوح يعتمد بوجوده ونشاطه ونجاحه على قبول الناس وانتخابهم له ليصنعوا مستقبلهم الافضل.
٢. على الحزب أن يتجاوز موضوع كاريزما القادة التاريخيين، فقد قاموا بدورهم في زمانهم، وأن يعمل لبناء قادة جدد من ناشطين لهم حضورهم الآن وفي كل مناطق الشتات والداخل السوري.
٣. أؤكد أنه على الحزب وعلى كل الاحزاب التي تعمل لمستقبل سورية الديمقراطية، أن تقدم رأيها ورؤيتها في موضوع الإسلام في الواقع السوري كفكر وممارسة وأحزاب بحيث لا تتركه حكرا على البعض، لأنه موضوع وجودي مهم للسوريين. ولأنه دون تنوير ديني لن يكون هناك عمل سياسي متجذر داخل المجتمع، ومن قِبل كل من يعمل بالسياسة.
اخيرا: على الحزب أن يجدد كل شيء فيه حتى اسمه إن أمكن بحيث يعمل في الواقع مخففا من أي حمولة سلبية، وأن يكون في بنيته الفكرية والاستراتيجية داخليا وفي المجتمع ومع الاحزاب الاخرى. معتمدا الديمقراطية وسيلة وجود وعمل وتطور وحضور اجتماعي وسياسي. وأن يكون شفافا ويضع نفسه تحت الاختبار أمام الشعب دائما. لأن الشعب في الدول الديمقراطية هم من يحيون الأحزاب السياسية ومن يميتونها.
٢٧/١٠/٢٠١٩