إعلان وزير خارجية حكومة الاحتلال “يسرائيل كاتس” الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، شخصية غير مرغوب فيها ومنعه من دخول الأراضي المحتلة وإسرائيل ويمثل هذا الإجراء تصعيدا خطيرا واستفزازا غير مقبول، ويعكس حالة الغرور والعنجهية والهروب من مواجهة المسؤولية الدولية عن جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني .
وكانت وزارة الخارجية في دولة الاحتلال أصدرت بيان أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس” من خلاله أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “شخصية غير مرغوب فيها في إسرائيل”، وحظر دخوله إليها، وقال في بيانه إن “من ليس قادرا على التنديد بصورة قاطعة بهجوم إيران على إسرائيل، فليس جديرا بالدوس على الأراضي الإسرائيلية وهذا أمين عام كاره لإسرائيل، ومنح دعما لإرهابيين وغوتيريش سيذكر كوصمة عار أبدية في تاريخ الأمم المتحدة” وتابع في بيانه أن “إسرائيل ستستمر في الدفاع عن مواطنيها والحفاظ على مكانتها مع أو دون أنطونيو غوتيريش”.
إسرائيل ووزير خارجيتها يتجاهلون ممارسات القمع الإجرامية التي يرتكبها جيشه ويتجاهلون جرائم التجويع والإبادة التي تمارسها حكومة الاحتلال خلال عام كامل حيث بات ينتشر الجوع وعاد للتفشي مرة أخرى في قطاع غزة وذلك في خضم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل حيث يمنع جيش الاحتلال وصول المساعدات الغذائية ويحاصر عمل وكالة الغوث الدولية ويمنع طواقمها من العمل ولم يحصل أكثر من مليون شخص على مساعدات غذائية في آب/أغسطس الماضي وأن هذا العدد ارتفع إلى أكثر من 1.4 مليون في أيلول/سبتمبر الماضي .
حكومة الاحتلال تتحمل مسؤولية عودة تفشي الجوع وتدمير نحو 70 في المائة من حقول المحاصيل في القطاع المحتل وعلى حسب معطيات الأمم المتحدة فان هناك أكثر من 100 ألف طن متري من الإمدادات الغذائية عالقة خارج غزة بسبب القيود (الإسرائيلية) المفروضة وانعدام الأمن والطرق المتضررة .
وأمام ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من جرائم ترتكبها حكومة الاحتلال القمعية بات من الضروري تسمية الأشياء بمسمياتها وكشف حقيقة الاحتلال والعمل بجدية من قبل مجلس الأمن الدولي للتحرك الجاد لوقف إطلاق النار لإنهاء معاناة الناس في غزة وفي جميع أنحاء المنطقة .
حكومة الاحتلال تريد من المجتمع الدولي ان يكون مؤيد لجرائمها ولم تستوعب بعد ان العالم كشف زيف رواية إسرائيل المجرمة التي أصبحت متورطة في جرائم حرب دولية وسيكون مصير قادتها في المحصلة النهائية إمام المحاكم الدولية لمحاكمتهم على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبوها في قطاع غزة .
المجتمع الدولي يتطلع الى متابعة عمله من اجل وضع حد لخطورة واستمرار وتصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، واستمرار سرقة الأراضي الفلسطينية وممارسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ويجب هنا العمل بشكل جدي من قبل مجلس الأمن الدولي ومنظمة “اليونسكو” إلى تحمل مسؤولياتهما لوضع حد لجميع الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وهذا لا يمكن تحقيقه في ظل انتهاك المواثيق الدولية واعتبار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش شخصية غير مرغوب فيها في إسرائيل .
حكومة الاحتلال وكل ممارساتها لتشويه دور غوتيريش ومنعه من القيام بمهامه إلى جانب اتهام المنظمة الدولية للأمم المتحدة أنها ملجأ “الإرهابين”، لن تغير حقائق الأمور ولا واجب المجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني .
المصدر: أمد للإعلام