- انطلقت ثورة الأرز في لبنان في عام 2005، ردًا على اغتيال رفيق الحريري (حزب الله هو المتهم)، وشارك فيها قطاع واسع جدًا من اللبنانيين ضد سياسات النظام السوري وحزب الله، لكن أغلبية السوريين آنذاك كانت تنظر إلى حزب الله بوصفه مقاومة حررت الجنوب اللبناني، ولم تكترث لآلام أكثرية اللبنانيين وتطلعاتهم.
- بعد اغتيال الحريري في 14 فبراير 2005، شارك حزب الله في اغتيال عدد من الشخصيات اللبنانية الأخرى مثل باسل فليحان، سمير قصير، جورج حاوي، جبران غسان تويني، بيار أمين الجميل، وليد عيدو، النقيب وسام الحسن. كما تمت محاولة اغتيال كل من إلياس المر، مي شدياق، وسمير شحادة (الذي كان يحقق في قضية اغتيال الحريري)، لكن أغلبية السوريين كانت تنظر إلى حزب الله وقتها بوصف رائد حركة المقاومة.
- في 12 تموز 2006 شن حزب الله عملية “الوعد الصادق” التي أدت إلى أسر جنود إسرائيليين، وفي اليوم التالي شن الجيش الإسرائيلي هجومًا جويًا على جنوب لبنان مستهدفًا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق ما أدى إلى مقتل العشرات. في حرب تموز 2006 كانت أغلبية السوريين تنظر إلى حزب الله من زاوية رؤية محدَّدة فقط تتمثل بـ “مقاومته” لإسرائيل، بل إن أغلبية المعارضة السورية التاريخية، ما قبل 2011، كانت تتعامل مع حزب الله بوصفه قديسًا ومقاومًا.
- في أحداث السابع من أيار 2008 ببيروت، اجتاح حزب الله وحركة أمل المدينة وبعض مناطق جبل لبنان، اعتراضاً على قرارات الحكومة اللبنانية، فيما عرف بـ “غزوة 7 أيار” ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى وتخريب الكثير من المرافق الاقتصادية والخدماتية، وكانت هذه الغزوة ردًا على قرار مجلس الوزراء اللبناني باعتبار “شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام”، وقام حزب الله بإبلاغ المعنيين أن “أي محاولة للتعرض لهذه الشبكة سوف تواجه بمقاومة شرسة من الحزب الذي سيتعامل مع المتعرضين للشبكة على أنهم من عملاء إسرائيل”.
على العموم، كانت رؤية أغلبية السوريين إلى حزب الله قبل 2011 قائمة على الحب والاحترام بوصفه مقاومًا، لكن هذه الرؤية كانت مستنكرة ومستهجنة من قطاع واسع من اللبنانيين في جميع المحطات السابقة، ولم تجد أغلبية اللبنانيين في المحطات السابقة نصيرًا لها سوى بضعة أفراد سوريين.
الخلاصة:
هذا يعني أن كثيرًا من السوريين لم يحددوا موقفًا سلبيًا من حزب الله إلا عندما تألموا منه مباشرة. لم يكن ألم أكثرية اللبنانيين يعني لهم شيئًا.
المعنى:
- تظهر الفضيلة حقًا عندما نشعر بآلام الآخرين ونقدرها، أما الشعور بالألم المباشر الواقع علينا وحسب فهو شعور طبيعي وعادي.
- إن تحديد موقف من عدد من القضايا الأساسية ضروري ومركزي لكي يكون للمواقف معنى حقيقي: مثلًا الموقف الحاسم ضد العنف والجريمة أيًا كان المجرم والضحية، والموقف تجاه إدانة كل من يتعرض للمدنيين بسوء أيًا كانوا.
- اليوم، هناك آلام فلسطينية وآلام لبنانية تحتاج في الحد الأدنى، وهذا أضعف الإيمان، إلى من يشعر بها ويقدرها ويحترمها، إذا أردنا أن يكون لآلامنا الخاصة معنى.
المصدر: صفحة حازم نهار